نقلا عن مدونة شؤون استراتيجية
أقامت القوات الجوية في الجيش الإسرائيلي مؤخراً تدريبات استخدمت فيها طائرات دون طيار صينية الصنع للتدرب على إصابة الأهداف. حلّق الطيار بطائرته ال F16, حدد مكان الطائرة دون طيار, من ثم أسقطها بواسطة مدفع الطائرة الرشاش من عيار 20 ملم.
طائرة صينية من دون طيار طراز BZK-006b |
العثور على الطائرات من دون طيار الصغيرة الحجم بالعين المجردة أو بواسطة الرادار ليس بالأمر السهل. يخشى الإسرائيليون قدوم طائرات إضافية دون طيار من لبنان, حيث يمتلك حزب الله بعضاً منها, لذلك يقوم بهذ التدريبات الواقعية، وخطر الطائرات من دون طيار حقيقي و قائم.
بالعودة إلى تشرين الثاني 2004 أرسل حزب الله طائرة صغيرة من دون طيار على طول الساحل الإسرائيلي على البحر المتوسط, حيث حلقّت فوق قرية إسرائيلية لمدة 15 دقيقة وبعدها غادرت عائدة إلى لبنان. أطلق حزب الله على طائرته اسم "مرصاد1"، إلا أنها في الواقع طائرة "أبابيل" الإيرانية.
يقوم الإيرانيين بتطوير طائرات من دون طيار منذ عقد من الزمن. "أبابيل" طائرة من دون طيار, تزن 183 باوند, عرض أجنحتها 10 أقدام, يمكنها حمل 80 باوند , تبلغ سرعتها 290 كلم/ساعة و يمكنها التحليق لمدة 90 دقيقة متواصلة, و يمكنها العمل على بعد 120 كلم من المركز الأرضي الذي يتحكم بها, لكن يمكنها أيضاً التحليق بواسطة برنامج ملاحة أو توجيه يُبرمج مسبقاً و يتم ادخال مسار أو وجهة معينة اليه، من ثم تعود إلى إمرة مركز التحكم الأرضي للقيام بعملية الهبوط (الهبوط يتم بواسطة مظلّة "براشوت"). يمكن لأبابيل حمل مجموعة متنوعة من الكاميرات الليلية و النهارية، ما يمكّنها من التقاط صور ثابتة أو تصوير فيديو. تتوفر كاميرات ذات قدرات عالية و كلفة متدنية في الأسواق مثل المعدات التي تلزم لبث الصور و ملفات الفيديو من اتلطائرة إلى مركز التحكم.
أحرجت الطائرة من دون طيار القوات الجوية الإسرائيلية إذ لم يتم إكتشافها, لكنها لم تكن المرّة الأولى, ففي العام 1987, دخل عنصر من القوات الخاصة في حزب الله إلى شمال إسرائيل بواسطة طائرة خفيفة (أكبر بقليل من طائرة أبابيل) و لم يتم إكتشافه, و قد حطّ بالقرب من معسكر للتدريب, حيث تمكن من قتل 6 جنود إسرائيليين قبل أن يُقتل. الأمر الذي دفع الإسرائيليين إلى تطوير أنظمة الدفاع الجوي في الشمال لمنع هكذا حوادث من التكرر مستقبلاً. منذ تلك الحادثة تمكن الإسرائيليون من اكتشاف طائرات صغيرة و خفيفة عدة حاولت الدخول إلى إسرائيل. لكن في 7 تشرين الثاني, حلقت الطائرة من دون طيار على إرتفاع 300 قدم وكانت أصغر جسم طائرة تعامل معه الإسرائيليين حتى الآن. لكن على ما يبدو كان من المفترض أن تقوم أجهزة الدفاع الجوي الإسرائيلي برصد طائرة مثل طائرة الأبابيل.
في نيسان 2005, حلقت طائرة من نوع أبابيل مسافة 30 كلم داخل الحدود الإسرائيلية, من ثم استدارت راجعة إلى المجال الجوي اللبناني قبل أن تتمكن المقاتلات الإسرائيلية من اللحاق بها.
أكثر ما يخشاه الإسرائيليون هو طائرات "أبابيل" تحلق على علو منخفض قادمة من جهة الجنوب تكون محملّة بغاز الأعصاب أو بالمتفجرات, فعند استخدام جهاز تحديد الموقع GPS يمكن لهذه الطائرات أن تصيب الأهداف بدقّة. إضافة لذلك, لا يوجد أي أمر معقّد بخصوص الطائرات من دون طيار, على الأقل فيما يخص الطائرة أبابيل, بالواقع لم يكن مفاجئًا استخدام إيران لطائرات محلية الصنع في أواخر التسعينات, فقد تلقت إيران في أواخر السبعينات عددا من الطائرات من دون طيار من الولايات المتحدة من نوع firebee target drones, لذلك سارع الإسرائيليين إلى اتهام ايران بتزويد حزب الله بالطائرات.
الطائرات الصينية جيدة لتدريب الطيارين الإسرائيليين، ذلك أنها زهيدة الثمن و مشابهة لطائرة أبابيل الإيرانية.
تُعتبر الصين متخلفة بما يقارب العقد أو العقدين بصنع الطائرات من دون طيار؛ يمكن ايجاد مثال على ذلك في إحدى أكثر الطائرات الصينية انتاجاً, ال ASN-206/207, و هي عبارة عن طائرة وزنها 488 باوند بإمكانها حمل ما يقارب 110 باوند. يمكن لطائرة ال207 الطيران حتى 8 ساعات كحد أقصى لكن النماذج الأكثر شيوعاً بإمكانها الطيران 4 ساعات فقط, يمكنها الإبتعاد عن فان Van التشغيل لمدى أقصاه 150 كلم, أما سرعتها القصوى فتبلغ 180 كلم/ساعة. تتألف وحدة الطائرات من دون طيار من فان للتحكم و من 6 إلى 10 شاحنات تحمل كل منها طائرة و منصة إقلاع, تتم عملية هبوط الطائرة بواسطة مظلة, لذلك تتعرض الطائرة للكثير من الصدمات. يمكن لفرقة من 10 طائرات أن تؤمن مراقبة على مدار الساعة لمدة أسبوع كحد أقصى . لكن بنظر المخططين الصينيين يعتبر هذا الأمر مناسباً. تتضمن الوحدة طواقم صيانة, معدات و قطع غيار. يمكن للطائرة أن تبث بشكل حي كما و يمكن إعدادها للحروب الإلكترونية.
كما يمتلك الصينيون عدة نماذج لطائرات من دون طيار أصغر حجماً (100-200 باوند), يمكنها التحليق لمدة بين 2-4 ساعات. عدم توفر الإستمرارية ( القدرة على البقاء في الجو لفترة طويلة من الزمن) تعني عدم قدرة الصينيين على استخدام أهم ميزات الطائرات من دون طيار. حالياً يعمل الصينيون على نماذج طائرات جديدة مشابهة للطائرات الأمريكية.
قد تُصنع في النهاية طائرات صينية تستخدم تقنيات إسرائيلية. فمنذ ثلاث سنوات, ضبطت الشركة الإسرائيلية المصنعة للطائرات من دون طيار "EMIT" , ضبطت و هي تقوم بشحن تقنيات تخص الطائرات من دون طيار إلى الصين. لم تكن EMIT لاعباً أساسياً بتصنيع الطائرات فهي تمتلك ثلاث نماذج فقط ( ال"Butterfly" و تزن 1000 باوند, ال Blue Horizon و تزن 400 باوند, و ال Sparrow التي تزن 100 باوند) . كانت الشركة التي تبلغ من العمر 20 عاماً تصارع للبقاء, فساهم الصينيون بإعداد صفقة مشتركة في دولة جنوبيةة شرقية آسيوية لتأمين غطاء لنقل معلومات عن الطائرات إلى الصين. معظم إنتاج الـ EMIT هو للتصدير, لكن وافقت إسرائيل على مشاورة الولايات المتحدة فيما يخص بنقل التكنولوجيا إلى الصين. ذلك بعد ضبط الإسرائيليين و هم يقومون بتوريد معدات عسكرية تحتوي على تكنولوجيا أمريكية إلى الصين, الأمر الذي يخالف الاتفاقيات مع الولايات المتحدة
0 comments: