Thursday, June 7, 2012


خلل في محركات المركفاة 4 يثير قلق الجيش الصهيوني
     2012-06-07
 
المصدر
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية تقريراً استعرضت فيه عمليات الفحص التي يقوم بها الجيش الصهيوني لفحص محركات محركات الدبابة التي تعتبر الأكثر تطوراً في الجيش الصهيوني "مركفاه 4" والتي تتعرض لخلل دائم، الأمر الذي ينذر بحدوث أعطال تقنية تؤثر على كفاءة الدبابات.
وقال مصدر عسكري في الجيش الصهيوني: إن جهازا مهما من هذا النوع ينبغي أن يكون جاهزا بشكل تام للاستخدام في حالات الطوارئ، ولكن للأسف فإن الوضع ليس كذلك".
وأضاف: إنه كان يجب عدم الوصول إلى هذا الوضع، وأنه يأمل أن يتم حل المشكلة قبل الحرب القادمة؛ لأن هناك حاجة لهذه الدبابات.
أكدت يديعوت على أن الخلل ليس بجديد, وأن هذا العيب ظهر مرارا منذ البدء في استخدام الدبابة عام 2003؛ حيث توجد مشكلة في نظام الصمامات تؤدي إلى وقف الدبابة بعد مسافة 200- 250 كيلو مترا، مما يتطلب إخراج المحرك من الدبابة وتصليحه بشكل دائم.
أكد المصدر العسكري أن تلك المشكلة خطيرة؛ حيث ذكر بأن عددا كبيرا من الدبابات ظلت بدون محركات إلى حين الانتهاء من عملية التصليح، مما يعني أنها كانت خارج نطاق الخدمة.
وأشار المصدر إلى عدم توافر محركات بالشكل الكافي لهذا النوع من الدبابات، مضيفاً أن القوات البرية تدرك جيدا الفجوة الكبيرة التي نشأت مع زيادة عدد دبابات "مركفاه 4"، وأن المشكلة عرضت على رئيس أركان الجيش بني غنتس ونائبه الجنرال يائير نافيه, وأشارت الصحيفة إلى أن تكلفة كل محرك تصل إلى مئات آلاف الدولارت، مما يعني أن حل المشكلة يتطلب ميزانيات كبيرة، وبالنتيجة لم يكن بالإمكان امتلاك كميات كافية من المحركات لحالات الطوارئ.
ونقلت الصحيفة عن مصارد في الجيش على اطلاع على المشكلة قولها :"إن حقيقة هذه المشكلة التي تكشفت منذ العام 2003, ولا تزال تشغل الجيش ووزارة الأمن تتطلب إجراء فحص أساسي حتى لا يكون هناك نقص في الدبابات في حالة نشوب حرب".
كما لفتت الصحيفة إلى أن تقديرات مختلفة تشير إلى أن نتائج الفحص قد تكشف سلسلة من النواقص في عملية اتخاذ القرار بكل ما يتصل باستمرار شراء المحركات من الشركة الألمانية.
وفي تعقيبه على ذلك، قال الناطق بلسان الجيش الصهيوني: إنه تم تحديد المشكلة قبل 9 سنوات, وجرى حلها قبل عدة سنوات في غالبية الدبابات التي تم إنتاجها، وأن المشكلة قائمة في عدد قليل من الدبابات التي أنتجت بداية، وأن الجيش سيواصل التسلح بالدبابة «مركفاه 4».
أما وزارة الأمن فقد عقبت بالقول: إن المحركات التي تم شراؤها هي من نفس النوع المناسب للدبابة، وأنه تم إدخال كافة التحسينات على المحركات الجديدة.
وعلى صلة، تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "غلوبوس" الاقتصادية كانت قد نشرت تقريرا في آب/ أغسطس من العام 2006 مفاده: إن الجيش الصهيوني قرر مؤخرا إغلاق خط إنتاج دبابة "مركفاه" خلال 4 سنوات، والذي يعتبر أحد أكثر المشاريع العسكرية كلفة في تاريخ الصناعة الأمنية.
وأشارت في حينه إلى أن الحرب العدوانية على لبنان كشفت أن الدبابة بتدريعها الأقوى في العالم، والتي يفترض أنه تم تصنيعها لتخوض حروبا كلاسيكية، دبابات مقابل دبابات، لم تكن محصنة أمام صواريخ مقاتلي حزب الله.
كما تصاعدت انتقادات كبار الضباط في الجيش حول أداء الدبابة أثناء الحرب، وحول ضرورتها الاقتصادية على طول السنين، وطرح السؤال: هل يجب مواصلة الاستثمار في دروع أداة الحرب المركزية للقوات البرية, وبالنظر إلى نتائج الحرب الأخيرة على لبنان، فقد توصلت عناصر في الجهاز العسكري إلى أن الدبابة لم تعد ملائمة لساحات القتال العصري! .
ويعترف ضباط آخرون في وحدات المدرعات، بأن التكنولوجيا استغلت إلى أقصى حد منظومة الحماية للمركفاة 4. ويقول ضابط كتيبة مدرعات: "في نهاية الأمر، فإن للحجم والوزن حدودا في الفيزياء".
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصناعات العسكرية الصهيونية التي تعتبر مركفاه مصدر فخر لها، تستورد محرك الدبابة وعلبة التروس الآلية فيها من ألمانيا، وقامت بتركيب منظومات إلكترونية ومكيفات هوائية تقوم أيضا بتنقية الهواء من الغازات السامة، إلا إن الجهد الأساسي هو زيادة أطنان من الفولاذ على هيكل الدبابة من أجل رفع مستوى تدريعها، الأمر الذي ترك أثره على سرعتها، وجعلها كتلة هائلة من الحديد تتحرك ببطء شديد نسبيا في مواجهة مقاتلين مدربين ومسلحين بصواريخ مضادة.
وبالنظر إلى تطور الصواريخ المضادة للدبابات، والذي لا يمكن مقارنة كلفته المادية بالتكاليف الهائلة التي صرفت على هذه الكتلة الحديدية الضخمة، فإن ذلك يبدد جهود آلاف العمال الذين عملوا في أكثر من مائتي مصنع ذي صلة بإنتاج الدبابة.
وبدا في حينه أن مكانة الـ"مركفاه" بعد الحرب قد هبطت إلى حضيض أثار السخرية، مما دفع بأحد ضباط المدرعات إلى القول: "إن مواصلة التسلح بالمركفاه، يذكر بإصرار الجيش البولندي، عشية الحرب العالمية الثانية، على الإبقاء على كتيبة الفرسان".








قراءة في البرنامج النووي الإيراني-– May 31, 2012

قراءة في البرنامج النووي الإيراني -وسام الدين العكلة

شهد البرنامج النووي الإيراني خلال الفترة الأخيرة تطورات متسارعة لعل أبرزها استئناف المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة السداسية 5 1 الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا روسيا، الصين، ألمانيا حيث أُجريت جولة المفاوضات الأولى في إسطنبول في الرابع عشر من نيسان الماضي والثانية في بغداد في الثالث والعشرين من أيار ومن المقرر أن تجري الجولة الثالثة في موسكو يومي 18 ــ 19 حزيران 2012. والمتابع لجولتي المفاوضات تلك يلاحظ أنَّهما لم تسفرا عن أي اختراق يذكر في الأزمة النووية الإيرانية رغم أجواء التفاؤل التي بدت خلالهما، ففي جولة المفاوضات التي جرت في بغداد تبادل الطرفان رزمتين من المقترحات بهدف التوصل إلى تسوية مبدئية للأزمة وأشار المسؤولون الإيرانيون إلى أنَّ المقترحات الإيرانية قد بنيت على أساس ما تم الاتفاق عليه في محادثات إسطنبول ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1968، ومبادرة خطوة ــ خطوة التي سبق أن اقترحتها روسيا لحل المشاكل العالقة في الملف النووي الإيراني، وتقوم المبادرة على تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران مقابل كل خطوة إيجابية تبديها طهران حول برنامجها النووي، وكذلك الرد على جميع أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تطرقت المقترحات الإيرانية إلى عدد من الملفات الإقليمية والأمنية والترسانة النووية الإسرائيلية.

أما المقترحات الغربية فقد تمحورت حول عدد من النقاط أهمها عدم فرض أية عقوبات جديدة على طهران والموافقة على حصولها على قطع غيار لطائراتها وإمكانية تعليق الحظر الأوربي على صادراتها النفطية المقرر أن يبدأ في الأول من تموز المقبل مقابل تعليق إيران عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 والمصادقة على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقد سادت خلال مفاوضات بغداد أجواء من التوتر بعد أن بدا عليها التفاؤل بداية الأمر حيث حصلت مشادة كلامية بين الوفد الروسي والوفد الأمريكي على خلفية مطالبة الأخير بتشديد العقوبات على إيران بعد رفضها المقترحات الغربية، الأمر الذي دفع الوفد الصيني إلى عقد لقاءات ثنائية مع الوفود المشاركة في المفاوضات كل على انفراد بهدف التوصل إلى نقاط اللقاء بين الأطراف دون أن تسفر المساعي الصينية عن أي اختراق يذكر حيث تمَّ ترحيل جميع الخلافات إلى الاجتماع المقبل المقرر عقده في موسكو يومي 18 ــ 19 حزيران 2012.

وقد سبق انطلاق مفاوضات بغداد قيام المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بزيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في نهاية عام 2009 إلى طهران برفقة هرمان ناكيرتس مسؤول عمليات التفتيش في الوكالة الدولية و رفائيل جروسي مساعد المدير العام للوكالة، حيث التقى أمانو مع كبار المسؤولين النوويين الإيرانيين وأوصل لهم رسالة من الدول الغربية مفادها ضرورة قيام طهران بتقديم ضمانات فعلية وقابلة للإثبات حول سلمية برنامجها النووي واعتماد الشفافية في تعاملها مع الوكالة الدولية والسماح للمفتشين الدوليين بتفقد موقع بارشين العسكري قبل بدء مفاوضات بغداد وإلا ستتعرض لمزيد من الضغوط والعقوبات الدولية. وفي نهاية الزيارة أعلن أمانو عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي من شأنه أن يبدد المخاوف المرتبطة بطبيعة البرنامج النووي لطهران، وقال أمانو إنَّ ثمة بعض الخلافات العالقة بين الجانبين مؤكداً أنَّ هذه الخلافات لن تعرقل توقيع الاتفاق الذي سيقوم على اعتماد ما يسمى النهج المنظم إطاراً لكيفية تعامل إيران مع تساؤلات الوكالة الدولية.

غير أنَّ التطور الأهم الذي طرأ على البرنامج النووي الإيراني ما تضمنه التقرير الذي قدمه المدير العام للوكالة إلى مجلس المحافظين في اليوم التالي لانتهاء مفاوضات بغداد GOV/2012/23) والذي أشار فيه إلى عثور مفتشي الوكالة الدولية على جسيمات ملوثة بيورانيوم مخصب لدرجة 27 في موقع فوردو النووي خلال عمليات تحليل عينات بيئية تمَّ أخذها من محيط الموقع المذكور في 15 شباط الماضي. وأشار التقرير إلى أنَّ الوكالة وجهت رسالة إلى إيران في 4 أيار طالبتها فيها بتقديم تفسير لوجود هذه الجسيمات الملوثة، وكان رد إيران برسالة مؤرخة في التاسع من أيار بأنَّ هذا الأمر يعود لأسباب فنية خارجة عن إرادة المشغل. وقد بدا هذا التطور مُحرجاً لإيران التي تصر على أنَّ جميع نشاطاتها النووية سلمية وتتم بعلم وإشراف الوكالة الدولية، وعزز شكوك الدول الغربية حول سعي إيران لإنتاج أسلحة نووية، حيث اعتبرت تلك الدول أنَّ هذا التطور يمثل خرقاً جديداً لقرارات الأمم المتحدة التي تطالب إيران بتعليق جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم. وتجدر الإشارة إلى أنَّ أعلى نسبة تخصيب أعلنت إيران أنَّها توصلت إليها هي 20 مما يعني أنَّ هناك نشاطات سرية غير معلنة تقوم بها إيران في مجال تخصيب اليورانيوم، وهذا دليل على أنَّ الإيرانيين ماضون في رفع مستوى تخصيب اليورانيوم ليصل إلى 90 وهي النسبة المطلوبة لإنتاج الأسلحة النووية، وإذا ما استمرت طهران على معدلات الإنتاج الحالية من اليورانيوم المخصب فمن المتوقع أن يكون لديها بنهاية العام الحالي مخزوناً كافياً لتصنيع سلاح نووي إذا ما تمت معالجة اليورانيوم المخصب بشكل أكبر. وقال التقرير إنَّ إيران تمضي قدماً في نشاط تخصيب اليورانيوم في تحدٍ واضح للقرارات الدولية التي طالبتها بوقف جميع أنشطة التخصيب، وأضاف التقرير أن إيران أنتجت نحو ، طن من اليورانيوم المخصب إلى مستوى ، منذ أن بدأت العمل في عام 2007 وتم تخصيب نحو 750 كيلوغراماً من هذه الكمية إلى مستوى 20 ، كما ارتفع الإنتاج الشهري لإيران من اليورانيوم المخصب بنحو الثلث تقريباً. وحسب معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي فأنَّ هذه الكمية الإجمالية بدرجة تخصيب ، من سادس فلوريد اليورانيوم منخفض التخصيب إذا تم تخصيبها إلى الدرجة الأعلى والمستخدمة في صنع أسلحة فإنها تكفي لصنع خمس قنابل نووية. غير أنَّ المعهد أضاف أنَّ بعض اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب تم تحويله إلى وقود مفاعل ولن يكون متاحاً لصنع أسلحة نووية على الأقل على نحو سريع.

وتحدث التقرير أيضاً عن زيادة إيران لقدرتها على إنتاج مواد نووية حساسة بتركيب 368 جهاز طرد مركزي جديد لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو. كما تحدث عن أنَّ صور الأقمار الصناعية أظهرت نشاطاً مكثفاً بموقع بارشين العسكري، داعياً إيران إلى السماح لمفتشي الوكالة بالدخول سريعاً إلى مبان محددة داخل الموقع شهدت خلال الفترة الأخيرة تحركات مشبوهة يُعتقد أنَّ الهدف من ورائها إخفاء أنشطة سرية، وبالتالي فأنَّ التأخير بزيارة هذه المباني يمكن أن يعرقل الوكالة على القيام بعمليات التحقق اللازمة.

كما طالب التقرير إيران بتنفيذ قرارات مجلس المحافظين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ببرنامجها النووي واتخاذ خطوات نحو التنفيذ الكامل لضماناتها بما في ذلك تنفيذ أحكام البروتوكول الإضافي والبند 3 ــ 1 من الجزء العام من الترتيبات الفرعية المنبثقة عن اتفاق الضمانات المعقود بين إيران والوكالة، وتعليق الأنشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم، ووقف الأنشطة المتعلقة بالماء الثقيل، والتعاون بشكل كامل مع الوكالة، والإسراع بتوقيع اتفاق النهج المنظم على النحو الذي تم الاتفاق عليه بين المدير العام للوكالة و سعيد جليلي أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في 21 أيار والسماح للمفتشين الدوليين بتفقد موقع بارشين العسكري لحل جميع القضايا العالقة وعلى وجه الخصوص معالجة المخاوف الجدية للوكالة حول الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني.

الخلاصة هي أن إيران تعتبر المفاوضات مع المجموعة السداسية الخيار الأفضل لكسب الوقت بقصد تطوير برنامجها النووي وهذه المفاوضات جزء من سياستها الخارجية منذ بداية الأزمة النووية عام 2002، في حين أنَّ الموقف الغربي وخاصةً الأوربي يقوم على ضرورة إعطاء الفرصة للحل الدبلوماسي للأزمة دون التسرع في توجيه أية ضربات عسكرية للمواقع النووية الإيرانية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة لعدم دفع منطقة الشرق الأوسط إلى المزيد من حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها أصلاً. لذلك نرى أنَّ مصير هذه المفاوضات سيكون الفشل بشكل أو بآخر من خلال الوصول في نهاية المطاف إلى طريق مسدود وانهيار المفاوضات دون تحقيق أي تقدم جوهري باستثناء تقديم إيران تنازلات بسيطة لا تؤثر على سير عملية تطوير برنامجها النووي مقابل كسب بعض الوقت على الأقل إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني المقبل وما ستؤول إليه الأوضاع المضطربة في عدد من دول الشرق الأوسط.

وعلى ضوء ما تقدم يبدو أنَّ إيران اتخذت قراراً بتسريع تقدم برنامجها النووي للوصول إلى هدفها المنشود في صنع قنبلة نووية وتطويرها واختبارها لمواجهة الضغوط الدولية المتزايدة عليها، والحقيقة أنَّ عملية تطوير القدرات النووية الإيرانية تندرج في إطار تصور متكامل للسياسة الخارجية الإيرانية على الأصعدة الإقليمية والدولية، كما تندرج ضمن برنامج متكامل لإعادة بناء القوات المسلحة الإيرانية، وترتكز السياسة الخارجية الإيرانية على استحواذ مكانةً متميزةً على الساحة الإقليمية، وتذهب بعض التقديرات إلى أنَّ القيادة الإيرانية تعمل في إطار هذا التصور على القيام بأدوار متعددة تبدأ بالمشاركة في ترتيبات أمن الخليج ومنطقة شمال غرب آسيا، ويستطيع المراقب لسياسة إيران ملاحظة تطلعها مجدداً للعب دور شرطي الخليج الذي لعبته زمن الشاه لحساب المصالح الغربية، لكن هذه المرة لحسابها الخاص مستفيدةً من الخلل في توازن القوى الإقليمي خاصةً بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار الدولة العراقية.

ويبدو أنَّ إيران على قناعة تامة بأنَّ المكاسب التي ستحققها من جراء امتلاكها للتكنولوجيا النووية تفوق كل العروض التي يستطيع أن يقدمها الغرب لها إذا هي تخلت عن برنامجها النووي، لذلك فأنَّ امتلاكها للأسلحة النووية وهي الدولة التي تطل على الخليج العربي يجعلها قادرة على التحكم بإمدادات النفط العالمية التي تأتي من الخليج العربي وسيضاعف من وجودها كقوة عسكرية إقليمية كبرى بطريقة تجعلها قادرة على تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وثقافية ودينية في منطقة الشرق الأوسط، وسيفتح الباب على مصراعيه أمام الحلم الإيراني بتصدير الثورة بحيث تكون إيران قادرة على التدخل في شؤون المنطقة دون أن يتجرأ أحد على التدخل في شؤونها الداخلية، وإنَّ الفرصة التي تمنحها الظروف الدولية الراهنة المواتية لإيران لتحقيق هذا الحلم قد لا تعود في المستقبل أبداً إذا هي أضاعتها، ولهذا فأنَّها تبدو مصممة إلى أبعد حد على المضي قدماً في تطوير برنامجها النووي بما يمكنها من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية وهي الخطوة الأهم في طريق الوصول إلى تصنيع الأسلحة النووية.

/5/2012 Issue 4214 – Date 31 Azzaman International Newspape

جريدة الزمان الدولية العدد 4214 التاريخ 31»5»2012




وحدة الاستطلاع الاستخبارية الخاصة.. ايجوز יחידת אגוז
المجد- خاص
وحدة الاستطلاع egoz هي وحدة المشاة المتخصصة في حرب العصابات وحرب العصابات المناهضة لقوات الجيش الرسمية, هي جزء من القيادة الشمالية للواء غولاني,وهي أيضا اختصار لمكافحة حرب العصابات والحرب الصغرى, قبل عام 2000 كانت egoz تعمل بصورة رئيسية في القيادة الشمالية لدولة الكيان ومكافحة تهديدات حزب الله, فيما كان قائد الوحدة الأولى "اريز زوكرمان".
بعد انسحاب دولة الكيان من جنوب لبنان، نقلت عملياتها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة,
التأسيس
تأسست أول دورية الجوز في عام 1956, وذلك بعد قيام دولة الكيان على الأراضي الفلسطينية المحتلة, وقد تم تأسيسها بناءا على أوامر قائد المنطقة الشمالية حينها "اسحاق رابين" , وقد تم نشرها في شمال دولة الكيان وفي منطقة سيناء, وكان مؤسس وأول قائد لها يدعى Gardi.
وكان هدف الوحدة العمل خلف خطوط العدو السوري في الشمال وقطع عمليات الدعم والانفاذ لهم وللمصريين بعد احتلال سيناء.
تتألف الوحدة من الجنود الدروز وذلك كي يسهل عليهم عبور الحدود بين سوريا ودولة الكيان، والاتجاه ناحية جبل الدروز, وقد كان الدروز في سوريا في ذلك الوقت في صراع مع الحكومة السورية.
وقد عملت الوحدة على تحريض الدروز ضد الحكومة بما يؤثر على نشاطها في الشؤون السورية الداخلية, لكن السوريون قرروا عدم خوض حرب ضد الكيان, فتم دمج الوحدة مع وحدة البندق, وبعدها تم حل الوحدة في العام 1975 بعد تعرض الوحدة لكمين قتل فيه جندي بالخطأ بنيران صديقة.
تم إعادة إنشاء الوحدة في العام 1964، وقد كانت وظيفتها الرئيسية تأمين شركات النقل الوطني، وبعد حرب الأيام الستة في عام 1967، أصبحت كتيبة ضمن قيادة المنطقة الشمالية.
وقد تم نشر الكتيبة شرق "القنيطرة" وغرب مرتفعات الجولان, وقد كان دورها الرئيس في نصب كمائن تستهدف عمليات التسلل من قبل الفدائييين.
معركة جبل الشيخ
في 13 أبريل 1974 هاجمت القوات السورية قمة جبل الشيخ الذي يقع في مسافة 15ميلا في عمق الأراضي السورية وقد كان تحت سيطرة الجيش الصهيوني, وقد تمكن السوريون من السيطرة عليه طيلة ذلك اليوم, إلا أن قوات الجيش الصهيوني جمع عدد من جنود الوحدات الخاصة مثل "سيريت ميتكال, ايجوز" وهاجموا المنطقة واستطاعوا السيطرة عليها واستردادها بعد معركة شرسة تم خلالها السيطرة على قمة جبل الشيخ, وقد قتل خلال المعركة 12 جندي سوري وأسر 30 جندي, وادعت حينها القيادات الصهيونية أن هذه المعركة من أهم المعارك في تاريخ دولة الكيان.
وحدة ايجوز (بعد 1995)
تم اعادة تأسيس وحدة ايجوز و"البندق" في العام 1995 كجزء من لواء غولاني, وقد تم تأسيسها لتخوض حرب العصابات ضد حزب الله في الجنوب اللبناني, وخلال هذه الفترة فإن العمل الوحيد الذي سجلته الاشتباك وتنفيذ مهام ضد كتائب حزب الله داخل أراضي الجنوب المحتلة وخارجها.
وقد جرت أول عملية للوحدة بعد ستة أشهر من تأسيسها، وقد نجحت الوحدة في تصفية عنصرين من عناصر حزب الله في منطقة المرابطين جنوب لبنان.
ابن حسن نصر الله
تمكنت من نصبت كمين قتل فيه أربعة من عناصر حزب الله  في منطقة سجد (شمال المنطقة الأمنية في جنوب لبنان)، وقد سحبت الوحدة جثث أفراد حزب الله وعندئذ تبين أن واحداً من بين القتلى هو هادي نصر الله، نجل حسن نصر الله زعيم حزب الله.
وبعد انسحاب الجيش الصهيوني من جنوب لبنان، ظهرت أصوات تدعوا لتفكيك وحدة ايجوز، وذلك لعدم وجود حاجة لها, إلا أنه تم اعادة استخدامها ونشرت على الحدود مع لبنان لحماية الحدود ومنع عمليات التسلل.
ضد الفلسطينيين
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة تم استخدام الوحدة في العمليات في الضفة المحتلة بشكل عاجل خاصة أنها تتمتع بمهارات قتالية عالية ضد النشاطات الفدائية, وقدرتها على نصب الكمائن وعمليات الاختطاف السريع, وقد كلفت الوحدة من رئيس هيئة الأركان في حينها, وحازت على ميدالية بهذا الأمر من رئيس الأركان.
ويقوم عناصر ايجوز بتسيير دوريات في محيط التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية في محاولة للاصطدام بمجموعات المقاومة الفلسطينية التي تتوجه لتنفييذ عمليات اطلاق نار على المستوطنات اليهودية او الاهداف العسكرية الاسرائيلية الاخرى.
كما يقوم عناصر ايجوز بنصب كمائن مسلحة وحواجز طيارة على الشوارع الرئيسية في الضفة الغربية في مسعى لإلقاء القبض على مطلوبين للأجهزة الامنية الصهيونية, بالطبع الى جانب قيامها بعمليات الاختطاف والتصفية طبقا لتوجيهات الشاباك.
تولت الوحدات الخاصة الصهيونية التي تخصصت في ما أطلق عليه الجيش الإسرائيلي "عمليات جراحية" خلف الخطوط الفلسطينية, حيث شاركت وحدة المستعربين "دوفيديفان"، ووحدة "ايجوز" في مداهمة العديد من الأحياء السكنية واختطاف الفلسطينيين في ساعات الفجر الأولى.
وتتكون عملية الاختطاف من مرحلتين, الأولى: التسلل حتى الوصول إلى بيت المستهدف اعتقاله، حيث تتم محاصرته، ومن ثم تتم عملية انقضاض على البيت ، لخطف المطلوبين. والثانية: تدخل قوات الجيش لحماية الوحدة التي شاركت في عملية الاختطاف. ومن المفارقات ان شهر أكتوبر قد شهد مشاركة عملاء المخابرات الإسرائيلية من الفلسطينيين في عمليات الاعتقال، بحيث يرافق العملاء- وهم ملثمون- عناصر الوحدات الخاصة في عمليات الاعتقال لكي يقوموا بإرشادهم إلى بيت المستهدفين بالاعتقال.
التدريب
يستمر تدريب جنود الوحدة على مدار سنة وأربعة أشهر, وفق نظام وحدات الكوماندوس حيث يخضع الجندي لأنواع مختلفة من التدريب بهدف اكتساب مهادة عديدة ومختلفة, حيث يتدربوا على مكافحة الخطف, القفز من المظلات, والكمائن والتمويه والاخفاء, بالاضافة لدورة مكافحة الإرهاب والقتال الخاص في المناطق المدنية في المدن, بالاضافة للكثير من مهام التدريب غير التقليدية, بالاضافة لعلم الطبوغرافية والمساحات والملاحة البرية.
حرب لبنان الثانية :
في 20 يوليو عام 2006 خلال حرب لبنان الثانية، شاركت الوحدة في الحرب الثانية على لبنان وقد وعت في شباك حزب الله ما أسفر عن مقتل خمسة مقاتلين من جنود الوحدة بالاصابة لاصابة ستة آخرين بالقرب من ينابيع القرية الشمالية في لبنان.
شاركت قوة ايجوز في الهجوم على قرية مارون الراس في جنوب لبنان, وتفيد تقارير الجيش الصهيوني أنه جنود الوحدة قتلوا أكثر من 20 عنصر من عناصر حبز الله
بعد انتهاء الحرب على لبنان تم نشر الوحدة على حدود قطاع غزة، وقد تخصصت الوحدة في نصب سلسلة من الكمائن على حدود القطاع بجانب وحدات وجنود لوائي جفعاتي وغولاني.
في يناير 2008، توغلت الوحدة مع سلاح المدرعات في الجيش الصهيوني شرق مدينة غزة وقتلت بمساعدة سلاح الجو الصهيوني 18 فلسطيني بينهم حسام الزهار نجل القيادي الكبير في حركة حماس د.محمود الزهار.
قادة الوحدة
1995-1997 اريز زوكرمان
 1997-1998 موشيه تامير
 1998-1999 حجاي بيلغ
 1999-2000 حجاي مردخاي
 2000-2002 تامير معرفة
 2002-2003 آفي بيليد
 2003-2004 الأفق بوخريس
 2004-2006 موردخاي كاهان
2006-2008 يانيف العقد
 2008-2010 ديفيد زيني
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: