Wednesday, June 13, 2012

ضابط سابق في “جيش لحد” يعتنق اليهودية: انا لست لبنانيا


موقع يديعوت أحرونوت ـ إيتي دور نحوم

غادر ميلاد عواد من صفد، ضابط في جيش لبنان الجنوبي في السابق (تسادل) لبنان بعد هول الحرب، تزوّج  بلبنانية وقررا سوياً التهود بمعهد التهويد في طبريا. العائلات تلقت القرار بشيءٍ من التسامح، لكن قسماً من الرفاق المسيحيين قرروا قطع العلاقة. "هذه دولتي وهذا طفلي" وأنا لا أنظر إلى لبنان".
على جدران صالون البيت في صفد معلّقةٌ عدة صورٍ عائلية. على واحدٍ منها مطبوعة المقولة الشهيرة لرافي نحمان من برسلب ـ "وصية كبيرة فلتكن فرحاً دائماً". أب العائلة يرتدي قلنسوة ووجهه متوج بلحية شيخٍ قصيرة. على ما يبدو، كل شيء يبدو كبيتٍ عاديّ  في المدينة الشمالية إلا في حالة عائلة عواد،  ليس هناك اي أمرٍ عادي.
الوالد هو ميلاد عواد (41 عاماً)، ضابطٌ في جيش لبنان الجنوبي سابقا. هو وزوجته فاتن (27 عاماً) ،الاثنان مسيحيان لبنانيان، يخضعان في هذه الأيام لتهويدٍ بحسب الأصول المرعية في معهدٍ للتهويد في طبريا.
ميلاد عواد ولد وكبر في بيروت.
مع خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان، قبل 12 عاماً، هو فرّ إلى البلاد سوياً مع مقاتلين آخرين من جيش لبنان الجنوبي. في البلاد تزوج من فاتن التي كان والداها هما أيضاً مقاتلين في جيش لبنان الجنوبي. هذا الأسبوع يتحدث عن الطريقة التي أوصلته هو وعائلته إلى البلاد وعن القرار بالتهويد.
عند وصوله إلى البلاد سكن عواد بدايةً في حيفا وتابع العمل مع المؤسسة الأمنية. بمرور زمنٍ ما، انتقل للسكن في غفعات أولغا، وبعد ثلاث سنوات من وصوله إلى إسرائيل تزوج من فاتن. فاتن هاجرت هي أيضاً إلى البلاد في العام 2000. جاءت إلى جنوب لبنان من بيروت مع العائلة. "والدي كان مقاتلاً في جيش لبنان الجنوبي وكذلك والدتي".
قبل شهر غادرا من شلومي إلى صفد، كي يكونا قريبين من الحاخام الذي يوجههما في عملية التهويد وكذلك لطبريا التي يخضعون فيها للتهويد وفيها كذلك يقع المعهد الذي يتعلم فيه عواد العبرية.
الله أعطى إشارات
حتى ما قبل ثلاث سنوات اعتاد الزوجان عواد الذهاب إلى الكنيسة كل يوم أحد. احتفلا بعيد الميلاد مع شجرة سروٍ مزيّنة. لكن عندها حصلت انعطافة في حياتهما وبدآ بالاقتراب من اليهودية.
"قررنا أننا نريد التهوُّد" تقول فاتن وتكرّر". اللقاء الأول مع الشعب اليهودي حصل صدفةً، عندما حظينا بمعرفة مؤسسة التعليم الدينية في شلومي".
ميلاد: "الله يرسلك إلى الأماكن التي تقول إنك لا تريد الذهاب إليها لكنه يقرّر من أجلك. حدثت لي أمور أدّت بي إلى التفكير بحياتي. على سبيل المثال جلست على الحجر الذي كان عليه عبوة، قمت، وبعد ان اقتربت مترين انفجر. قُتل لي رفيقان، أصيب واحد ولم يحصل لي شيء. لدي رفيقان أصيبا في الخنادق، في حين أنني أطلقت النار على حزب الله من سقفٍ  مكشوف ولم يحصل لي شيء.
"عندما ربطت الأمور أدركت ماذا أريد أن أكون. توجّهت إلى الحاخام الذي عرفته، حدّثته عما يحصل معي وقال لي"ماذا تنتظر؟ افعل ما تريد القيام به".
يذهب إلى المعبد
ميلاد قرر القيام بخطوةٍ والتهوُّد. قبل سنتين هو بدأ بارتداء القلنسوة على رأسه ووضعِ الشرَّابة، قبل مدةٍ طويلةٍ من البداية بإجراء التهويد الرسمي. بحسب كلامه، في البداية اجتمعت عليه كل المصاعب. إلى أن تعرَّف الى حاخامٍ في صفد الذي جمعه مع الحاخام شاؤول ديمري من طبريا الذي يترأس معهد التهويد.
ميلاد: "نحن نعيش ككل يهودي يحافظ على التقليد. والدة فاتن لم تأتِ إلينا يومي الجمعة والسبت، لأننا نحافظ على السبت. أنا أذهب إلى الكنيس ونحن نقوم بالتقديس لدى الحاخام الذي يرافقنا. بالطبع، نحن نأكل طعاماً حلالاً".
عائلتا ميلاد وفاتن في الواقع تلقتا القرار بشيءٍ من التسامح، لكنَّ جزءاً من رفاق عائلة عواد قرروا قطع العلاقة معهما. عواد، مقاتلٌ في جيش لبنان الجنوبي، شعر أنه في إسرائيل يمكنه أن  يؤهِّل حياته.
"مررنا برحلةٍ قاسية"، هو يوجز. "عندما جئنا إلى هنا أنزلنا عن أنفسنا العبء الثقيل. هذه دولتي وهذا طفلي وأنا لا أنظر إلى لبنان". بحسب كلامه، السنوات التي كان فيها في جيش لبنان الجنوبي كانت الأصعب.
ما زال يخاف من الكلام عن معظم التجارب التي مرّ بها والأهوال التي رآها. "كنت لمدة عشر سنوات مقاتلاً في جيش لبنان الجنوبي. أدَّيت كل مهامي القتالية، كل يوم كانت هناك حروب، عبوات وإطلاق نار. كل يوم كان هناك قتلى وجرحى. الناس لا يدركون ما الذي مر علينا هناك. "كنا 136 مقاتلاً في القاعدة، وفقط 30 منهم بقوا على قيد الحياة، النصف منهم معوَّقون. كذلك  أنا أصبت، كل جسمي مليء بالشظايا. وأنا أدخل إلى مركز تجاري وأمر عبر كاشف مبرمج مباشرةً أبدأ بالصفير. كانت هذه حربا دون توقف، لعشر سنوات".
عندما نعود للكلام مع ميلاد عن عملية التهويد هو يبدو سعيداً. "نحن نريد إنهاء التهويد بعون الله، ومواصلة الحياة في البلاد كالجميع والتطلع إلى مستقبل أطفالنا كيهود".
"أنا لست لبنانياً ولست عربياً. أنا يهودي. عندما أتحدث عن لبنان أنا في الواقع أتحدث عن شخصٍ آخر كان هناك. الآن أنا يهودي وحتى لو لم أخضع لإجراء التهويد الرسمي، سأصبح يهودياً
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: