Wednesday, June 6, 2012

حزب الله اشترى صواريخ دفاع جوي واجهزة تشويش  على جي بي أس  تحضيرا لحرب قصيرة ذات ضربة واسعة وحادّة



موقع walla العبري ـ أمير بوحبوط"عرض قائد المنطقة الشمالية "يائير غولان" الذي تحدّث هذا الأسبوع في مؤتمر معهد "بيغن ـ السادات" التهديدات على دولة إسرائيل وركّز الانتباه على حزب الله، الذي سينضمّ، على ما يبدو، إلى أيّ معركة محتملة مع إسرائيل. من هنا، تركّز أساس تحذيرات يائير على حزب الله مع تقديم إشعار وتوصيف للحرب المقبلة في لبنان التي ستتضمّن ضربة أقوى ممّا حصل في حرب لبنان الثانية.


ويُعرف عن اللواء "يائير" أنّه من أتباع الفيلسوف "نسيم طالب" الذي بلور نظرية "البجع الأسود" التي تنطوي على توقّع حدث استثنائي ذي تأثير كبير لم يكن بالإمكان توقّعه وكيفية الاستعداد له. تحليلات وتقديرات صائبة، هذا ما يقوله "طالب"، تساعد في مواجهة مفاجآت ميدان المعركة. وباعتباره قائد المنطقة الشمالية ومؤيّدا متحمّسا لتلك النظرية، أوضح غولان كيفية استعداد الجيش لمفاجآت من جانب محور الشرّ.
بعض الحاضرين في المؤتمر رفعوا مستوى الصوت ليسمعوا كلام اللواء غولان الحادّ واللاذع، لكنّ من تعرّف اليه أعلى الطريق يدرك أنّ كلامه كان محسوبا جدّا والرسائل مصطفاة بحرص قبل أيام من بداية المؤتمر، وبالتالي توجّهت رسائله الأساسية نحو العدوّ "هذا ليس مريحاً ولكن يجب أن نقول بشكل مباشر إنّ نوعاً كهذا من التهديد لا يعتبر عنصرا حاسما أمام إسرائيل. لا يمكنه تدمير دعائم إسرائيل ولا يستطيع إحداث ضرر بارز. حزب الله يمكنه وضع عراقيل أمام الجيش لكن لا يمكنه وقفه. الجيش بإمكانه السيطرة على مناطق إطلاق صواريخ قصيرة المدى وإلحاق الهزيمة بحزب الله، قتل نشطاء أو أخذ أسرى، العثور على وسائل قتالية وتدميرها كما بنى تحتية واسعة". وأوضح اللواء غولان بما لا يقبل التأويل الفكرة العملانية التي يتحضّر لها الجيش قبالة حزب الله قائلاً: "سننزل به ضربة قاسية جدّا تفقده الرغبة بمواجهتنا على مدى طويل جدّاً".
رئيس هيئة الأركان العامّة الجنرال بني غانتس، يغرس في أعماق أعضاء المنتدى الأركاني العامّ، أن ليس سوى قتال من البرّ، متداخل مع عمليات من الجوّ، ما يؤدّي إلى حسم العدوّ، مثلما امتدّ القصف الجوي لجيوش الناتو في كوسوفو، اثنين وسبعين يوما وحقّق إنجازات جزئية. هذه الاستراتيجية لا تناسب دولة إسرائيل التي تحتاج من الجيش حسما واضحا وسريعا.
نائب رئيس هيئة الأركان العامة "يائير نافيه"، الذي افتتح مؤتمر النار في زخرون يعقوب الأسبوع الفائت، أجاب عن بعض التساؤلات التي تثير فضولية بشأن طابع الحرب المقبلة وقال إنّ جوابه يصحّ على كافة الساحات بدءًا من غزة جنوبا، مرورا بسوريا، لبنان وحتى دول الدائرة الثالثة بما فيها إيران.
الأعداء جميعهم يعلمون بشأن تفوّق سلاح الجوّ الإسرائيلي ولذا توجّهوا إلى الاستراتيجية الدفاعية التي تشمل استخدام السلاح الذي لا يصيب هدفه بدقّة، لكن بكمّيات كبيرة، ويمكنه الوصول إلى كافة الأراضي الإسرائيلية. العدوّ يقدّر أنّ كمّيات السلاح التي بحوزته ستوجد نوعية وميزة. حزب الله، كما إسرائيل، يحضّر لحرب قصيرة ذات ضربة واسعة وحادّة تحمل له النصر. لذا، بدأوا حملة شرائية تشمل صواريخ مضادة للدبابات من الأكثر تطوّراً في العالم، صواريخ دفاع جوّي وأجهزة تشويش على الـ GPS ليتسبّب في حرف الصواريخ الدقيقة عن هدفها والقيام بهجوم إعلامي على إسرائيل. ومن الواضح للجميع أنّ صاروخ الجيش الموجّه عبر الـ GPS الذي سيصيب روضة أطفال لبنانية، سيحدّ من وطأة القتال إلى درجة إيقافه.
سؤال آخر سيحوم في الأجواء حول مسألة إمكانية انضمام الجيش السوري، المنشغل حاليا بالحفاظ على وجوده، إلى المعركة. قدّر اللواء "نافيه" أنّ القرار إذا ما اتخذ، سينجح سلاح الجوّ الإسرائيلي في غضون ساعات، في تدمير المنظومات الدفاعية الجويّة السورية ومن ثمّ يتوجّه إلى أهداف أخرى ستكون غالبيّتها داخل مناطق عمرانية مكتظة بالسكّان. سيتوجّب على الجيش العمل في عدد واسع من المناطق بشكل متزامن بغية زيادة حجم الضربة الأولى، ولن ينفّذ أي عملية على مراحل خلافاً لحرب لبنان الثانية، حيث انتظر حينها المستوى المسؤول في الجيش والمستوى السياسي، ليروا ماهيّة ردّ العدوّ. وبما أنّ العنوان العريض لدى الجيش الإسرائيلي "ضربة نارية حادّة وقصيرة"، سيكون مطلوبا من الجيش الدقّة في تدمير الأهداف. وستشمل باقة الأهداف في مناطق العدو، عائلة المنظومات النارية المختلفة التي بحوزته، منظومات التحكّم والسيطرة، منظومات البنى التحتية والإنشاءات، مراكز قيادية، مواقع طاقة، جسور، ومراكز دعم قتال.
اللواء نافيه: سنكون ملزمين بإحداث المفاجأة
كشف نائب رئيس الأركان اللواء يائيير نافيه أنّ نقطة ضعف الجيش تكون في فترة تكدّس وتراكم المادة الاستخبارية الخامّ بكمّيات هائلة في مخازن الجيش، وأوضح أنّ الجيش اليوم يستند إلى ثلاثة عناصر مركزية: الجزء الأوّل يشمل استخبارات الأهداف، انتقالا من صورة وضع العدو إلى صورة وضع الأهداف. وسيُطلب من شعبة الاستخبارات بقيادة اللواء أفيف كوخافي تأمين إحداثية من اثني عشر رقماً (صورة) تسمح بتحويل المعلومة إلى هدف جوّي أو مدفعي ـ بيت محدّد يوجد صاروخ في أسفله. صالون منزل يستخدم مركز قيادة، أو سيارة محمّلة بالصواريخ مركونة في باحة المنزل، أو حتى غرفة عمليات تقع في الطابق الرابع داخل مبنى من عشرين طبقة.
الجزء الثاني يشمل استخبارات أهداف في الوقت الحقيقي بما يسمح للجيش بجمع معلومات في الوقت الحقيقي وخلق أهداف بدءًا من المستوى الاستراتيجي حتى المستوى التكتيكي.
العنصر الأخير هو استخدام السلاح الدقيق في سلاح الجو وفي البرّ. بما أنّ العدو مندمج في وسط سكّاني ويهاجم الجيش والجبهة الداخلية الإسرائيلية من عمق مناطق عمرانية مكتظة، سيضطر الجيش لزيادة مستوى الدقة وتجنّب الأخطاء عبر المسّ بغير المتورّطين. نقطة ضعف إضافية يعانيها الجيش في عالم السيطرة والرقابة وفي التواصل بين مختلف الأذرع في الجوّ، البرّ وفي البحر.
وشرح اللواء نافيه للحضور: "قد يكون لدينا منظومة نيران واستخبارات ممتازة لكنّني لا أتمكن من إيصال المعلومات إلى الطائرة في الوقت الحقيقي أو إلى السرب في الوقت الحقيقي، عندها قدرتنا لا تساوي شيئا.. قد يكون لديّ منظومة نيران متميّزة، لكنّني لا أوصل محاكاة صورة أو إحداثية دقيقة، عندها ستقلع الطائرات مع ذخيرة من نوع ما إلى أهداف من نوع آخر".
وقبل انتهائه من كلامه، أقرّ اللواء نافيه بأنّ عالم المفاجآت في الأجيال السابقة من قتال الجيش الإسرائيلي لامس المناورة على الدوام وقال: "قدرتنا على خلق المفاجأة عبر المناورة ماضية نحو التلاشي بسبب الأقمار الصناعية ووسائل الجمع المتقدّمة لدى العدوّ، ولذا نحن مدعوون لصنع المفاجأة لإخراج العدوّ من توازنه، كما أنّنا مدعوون لخلق عنصر المفاجأة في مجالات أخرى ليست بالضرورة مجال المناورة"، وهكذا أنهى اللواء تقديراته بأنّ الجيش الإسرائيلي أصبح جيش" الإوز الأسود" الذي يتحضّر بشكل أساسي لمفاجآت في ميدان المعركة المستقبليّ.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: