Tuesday, August 14, 2012


عاجزون عن ضرب ايران لكن بات لدينا 10 الاف هدف في لبنان


يديعوت احرنوت ـ يوسي يهوشع
"استثمرت اسرائيل في السنوات الاخيرة مليارات الشواقل في تحسين "الذراع الطويل" للجيش الاسرائيلي. سلاح الجو مدرب و"مشحوذ" مثلما لم يكن منذ سنوات طويلة، فهل هذه الجاهزية ستكفي لتوجيه ضربة ساحقة للمنشآت النووية الايرانية وتسمح لاسرائيل بمواجهة آثار مثل هذا الهجوم؟ ليس مؤكدا على الاطلاق.
دُرة التاج في الجاهزية العسكرية هي سلاح الجو. أسراب الطائرات القتالية تدربت في السنوات الاخيرة في طلعات الى أهداف بعيدة، تكون خلالها حاجة الى الشحن الجوي بالوقود. وقد جرت هذه المناورات ايضا بالتعاون مع الولايات المتحدة. وحسب منشورات اجنبية، فان لاسرائيل عدة وسائل هجوم اخرى كصواريخ ارض - ارض بعيدة المدى ودقيقة.
غير انه من ناحية عملياتية، سيكون الهجوم على المنشآت النووية في ايران تحديا أكثر تعقيدا بكثير من الهجوم على المفاعل في العراق في 1981 أو على المفاعل السوري في 2007، والذي نفذه حسب مصادر اجنبية سلاح الجو الاسرائيلي.
فبينما في العراق وفي سوريا كان هذا هدفا واحدا للهجوم، ففي ايران يدور الحديث عن اربعة مراكز مختلفة على الأقل: وهناك من يدعي بأنه من اجل وقف البرنامج النووي الايراني يجب الهجوم على عدد أكبر من الأهداف بالتوازي. اضافة الى ذلك: العراق وسوريا لم يكونا جاهزين لهجوم على مفاعلهما ولهذا فقد كانا منكشفين. أما ايران فسيكون من الصعب تكرار عنصر المفاجأة فيها: الايرانيون، الذين يسمعون التهديدات التي تصل من اسرائيل منذ فترة طويلة، أخفوا وحصنوا كل منشآتهم الاستراتيجية وأحاطوها بمنظومات دفاعية متطورة.
والتقدير هو انه سيكون مطلوبا من سلاح الجو ان يخصص لمثل هذا الهجوم نحو 100 طائرة اف 15 (رعد) واف 16 (عاصفة) على الأقل. وسيتعين على الطائرات ان تقطع مسافة طويلة لأكثر من 1300 كم. ومن اجل الوصول الى ايران ستحتاج عشرات الطائرات الى السجن بالوقود في الجو، غير انه حسب تقرير الكونغرس الامريكي لا توجد لدى اسرائيل طائرات تكفي لمثل هذا الشحن. ويعتقد الكونغرس بأن الجيش الاسرائيلي تنقصه مئات القنابل  كاسحات الخنادق تكون قادرة على اختراق التحصينات الايرانية والوصول الى المنشآت النووية في باطن الارض. اذا قررت اسرائيل الهجوم دون رأي الامريكيين مشكوك أن تزودها الولايات المتحدة بالذخيرة الناقصة.
وحسب منشورات أجنبية، توجد ثلاثة مسارات أساس يمكن لسلاح الجو أن يمر فيها في طريقه الى ايران. المسار الجنوبي خطير: كما كشفت "يديعوت احرونوت" النقاب، فقد أعلنت السعودية عن أنها ستسقط كل طائرة اسرائيلية تدخل الى أراضيها. والمسار الشمالي ايضا، عبر تركيا المعادي لاسرائيل وعبر سوريا الغارقة في حرب أهلية، خطير. وحسب "نيويورك تايمز" فان المسار المركزي بالذات اقل أشكالية: فالمحللون يقدرون بان الاردن كفيل بان يغض النظر اذا ما طارت الطائرات الاسرائيلية عبره شرقا - وللعراق توجد "حسب التقديرات" قدرة مضادة للطائرات محدودة لن تعرض للخطر طائرات سلاح الجو.
وفي ضوء الجاهزية الايرانية سيتعين على اسرائيل الاستعداد لسيناريو يتمكن فيه الايرانيون من اسقاط طائرات وأسر طيارين. ولكن حتى لو عاد كل الطيارين الى البلاد بسلام، ليس واضحا اذا كانت المهمة ستتوج بنجاح: محافل في الغرب تقدر بان الهجوم الاسرائيلي سينجح في تأجيل تقدم البرنامج النووي لعدة سنوات في احسن الاحوال، ولكنه لن ينجح في تصفيته تماما.
كما يستعد الجيش الاسرائيلي لامكانية أن يتدهور الهجوم في ايران الى حرب مع حزب الله في لبنان ومع منظمات الارهاب في غزة. ويمكن لمنظومة حيتس أن تحمي الجبهة الداخلية من صواريخ بعيدة المدى. وأثبتت منظومة قبة حديدية نجاعتها أمام صواريخ في المدى القصير. ولكن منظومة عصا سحرية المخصصة لاعتراض صواريخ للمدى المتوسط، ليست جاهزة بعد.
وخلافا للوضع في 2006، فان الجيش الاسرائيلي هذه المرة مستعد بشكل افضل في الجبهة الشمالية: قوات الاحتياط والنظامي مدربة، مخازن الطوارىء مزودة وكميات الاهداف الي توجد عليها معلومات استخبارية في لبنان اتسعت بشكل دراماتيكي: من 200 هدف عشية حرب لبنان الثانية الى نحو 10 الاف اليوم".
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: