من سيربح المعركة؟
Friday, September 14, 2012
تتصرّف إيران على أنها امبراطرية لها تاريخ عريق يستطيع أن يعطيها قوّة لتكون زعيمة في المنطقة تحت عنوان الجمهورية الاسلامية لكن في العمق فان الجوهر فارسي وامبراطورية فارسية كبيرة. وفي المقابل هنالك حلف عربي يقوده مجلس التعاون الخليحي مدعوم من أوروبا وأميركا للوقوف في وجه إيران والحد من قوّتها سواء في الملف النووي أم في قضية الصوارخ. وهذا ما يشكل خطر على الدول القريبة من إيران مع العلم أن أوروبا لديها صواريخ قادرة على خرق الصوارخ الايرانية ومنعها من التوجه نحو أوروبا. لكن الصواريخ الايرانية باتت بحجم كبير واستفادت إيران من كوريا الشمالية و من الصين وحتى من روسيا لتنتج أكير ترسانة صواريخ في المنطقة. هذا الوضع يطرح على البنتاغون الأميريكي و وزارة الدفاع الأميركية سؤالاً ماذا عن خطر الملف النووي الإيراني والصواريخ الايرانية إذ تم ضربها على دول الخليج وعلى دول المنطقة. ويجيب خبراء يعملونت في اللواء السابع والسادس التابع للقيادة الوسطى.
إن الجيش الايراني قوي بالعناصر البشرية, وأنه قوي جدّا بطاقة الصواريخ القادر على اطلاقها, لكن ايران لا تملك تكنولوجيا حديثة تستطيع توجيه الصواريخ كما تريد. كما أن خبراء في البنتاغون يعتقدون أن ايران بعيدة عن القنبلة النووية بنحو 5 سنوات ويتابع الخبراء العسكريون في البنتاغون الأميركي أن قدرة سلاح الجو الأميركي المؤلف من ألف طائرة موزعة من اليابان إلى الخليج العربي, إضافة إلى أن صواريخ كروز التي تحملها الغواصات الأميركية قادرة على شل حركة إيران خلال ثلاثة أيام من خلال استعمال القوة العسكرية الأميركية بالقيادة الوسطى في منطقة تامبا في فلوريدا. ثم أن البحرية الاميركية كما يقول الخبراء قادرة على تدمير البحرية الايرانية خلال ساعات لأن هنلك فارق كبير بين التكنولوجيا البحرية الأميركية و التكنولوجيا البحرية الايرانية حيث لا مجال للمقارنة إذ تعتبر واشنطن أن الطيارات التي تملكها قادرة على إطلاق أي صاروخ بحر بحر قادر على أي مدمّر له. وبالنسبة لسلاح الجو يقول الخبير أن إيران لا تملك تكنولوجيا في مجال الطيارات الموجودة في إيران مثل الطائرات الأميركية الحديثة الموجودة في المنطقة. لذلك يقول الخبير العسكري الأميركي أنه من دون مبالغة نحن قادرون على تدمير سلاح الجو الايراني والمنشآت الحيوية خلال 3 أيام كحد أقصى. لكن في المقابل يعترف الضابط الأميركي ان هناك مشكلة هامة هي مشكلة الصواريخ الإيرانية التي يصل عددها الى مئات الآلاف وموزعة على كل المناطق الإيرانية وبالتالي لا تستطيع الطائرات الأميركية إسكات الصواريخ الإيرانية، بل تستطيع ضرب قواعد ايرانية التي انشأت مطارات لها مدارج داخلية من الصعب اكتشافها من قبل الطائرات الأميركية.
طلبت إيران من أميركا بطريقة غير مباشرة ان تكون هي زعيمة المنطقة فرفض الأميركيون هذا الأمر خاصة انه يقوم بإخلال ميزان القوة في المنطقة وخاصة ان دول الخليج الحليفة لأميركا وتملك اكبر إحتياط نفط في المنطقة لا يمكن ان تتركها اميركا تحت سيطرة ايران.
من هنا بدأت المواجهة بين إيران واميركا وحلف الناتو اي اوروبا وتزعمت إيران تياراً في عدة مناطق فمثلاً في العراق وضعت ايران كل ثقلها لإبعاد الرئيس إياد العلاوي والمجيء بالرئيس نور المالكي رئيساً للوزراء العراقي وهو معروف عنه انه موالي لإيران ما يعتبر مكسباً لها. اما على مستوى دول الخليج, إيران تقيم شبكات سرية من عملاء ومخبرين سريين يقومون بتحريك المعارضة بوجه دول مجلس التعاون الخليجي حتى يشكلون ضغط كل ما ارادت إيران ان تحصل على مطالبها.
كما ان الكويت تجد نفسها فريسة ضعيفة جداً امام ايران وقد لا تستطيع اميركا مساعدتها إذا شنت إيران حرباً عليها خلال ساعات. والكويت لا تريد إعادة تجربة صدام حسين مرة اخرى.
يبقى قضية الصواريخ وكيفية معالجتها من قبل اميركا ويعترف الضابط الأميركي بالصعوبات في هذا المجال ويرى ان التضاريس من جبال ووديان يؤثر على الصواريخ باتريوت وصواريخ كروز لإعتراض الصواريخ الإيرانية. لذلك فإن إيران تسجل على اميركا نقطة قوة لصالح ايران ضد حلف الناتو.
ماذا تقول دول الخليج في هذا المجال؟ إن دول الخليج في هذا المجال تراقب وتدرس وتتابع الوضع عن كسب وتجد أنها استطاعت حتى الآن محاصرة ايران عبر مجلس الأمن والعقوبات الدولية المفروضة على ايران، وأن الوضع الاقتصادي الايراني يتراجع الى الوراء نتيجة العقوبات، وهذه هي الخطوة التي أدارتها دول مجلس الخليج لمحاصرة ايران. أما من الناحية العسكرية فإن مسؤولاً أميركياً قال: لقد اشترت السعودية على مدى 30 سنة أهم الأسلحة وتمرنت عليها إضافة الى بعض العناصر الباكستانية والعربية. والسعودية تملك كمية من الصواريخ الكثيرة والتي تصل الى عشرات الآلاف لكنها لا تقوم بإظهار صاروخ واحد وتفضل سياسة الهدوء والصمت ولكن العمل بحزم عند اللزوم. ويتوقع السعوديون في حال نشوء حرب بين ايران والسعودية يربح سلاح الجو السعودي المعركة لأن طائرات السعودية هي من نوع Eagle F15 أما طائرات ايران فهي قديمة ومن نوع نورسوب F5 اضافة الى أن الرادارات الموجودة في الطائرات الاميركية تكشف الاهداف عن بعد 150 متر وتقصف عليه وتسقطه في حين أن الطيارين الايرانيين لا يمكنهم استعمال هذه التكنولوجيا في وجه الطائرات السعودية. ويقول ضابط خليجي قريب جداً من السعودية أن ايران ستصاب بمفاجأة كبيرة اذا ضربت دول الخليج لأن هناك أنواع أسلحة وطريقة قتال لم يتم استعمالها بعد، وأن السعودية قادرة على ضرب الشواطىء الايرانية وتدمير البنية التحتية فيها والمدن الموجودة على الشواطىء الايرانية بشكل قوي يؤدي الى شلّ قدرة ايران على اطلاق الصواريخ من مسافة قريبة. ويكمل المسؤول كلامه فيقول فأما الحليم فلا تغضبه، ثم يتابع ليقول نحن لا نريد شيء من احد لكن نريد الدفاع عن العروبة في وجه الامبراطورية الفارسية.
من خلال عرض الواقع الذي نحن أمامه، تبدو الاسلحة الخليجية متفوقة جداً على الايرانية ولكن هناك عنصر هام هو العنصر البشري. والجيش الايراني قادر على تجنيد 4 ملايين جندي ايراني ودفعهم الى القتال على كل الجبهات بينما دول الخليج وحلف الناتو غير مستعدين بزج ملايين العسكريين في معركة ضد ايران غير محسوبة النتائج. انتصرت فكرة محاصرة ايران على فكرة محاربتها وقررت الدول الكبرى أن تقوم كل 3 أشهر او أكثر أو أقل بفرض عقوبات على ايران كي تجعلها ضعيفة لكن العقوبات من حلف الناتو ضد ايران لم يعط نتيجة ذلك أن روسيا والصين يكملان غلاقتهما مع ايران والصين بحاجة إلى البترول الايراني إضافة إلى حاجة روسيا الى سوريا لانها قاعدة استراتيجية على المتوسط.
من يربح؟ من يخسر؟ لا أحد يعرف فكل المفاجآت ممكنة إلا أنه يمكن القول أن حربًا حقيقية تدور بين ايران من جهة ودول الخليج والناتو من جهة أخرى. وبالتالي فان كلمة الفصل ستعود إلى ساحة المعركة وخاصة العنصر البشري وإيران قوية بالعناصر البشرية لكن الدول الخليجية هذه المرة ستستعمل أسلحة جديدة والصواريخ قادرة على ضرب الصواريخ المعادية وضد أي هجوم تقوم به ايران, ولكن لا أحد يعرف ماذا سيجري في ساحة المعركةوكيف ستكون المعركة وأين ستكون ساحات الحروب.
ربما عملاء المخابرات يعرفون وحدهم سر التعاطي مع ايران أكثر من ما يعرفه ضابط ب 5 نجوم بالجيش الأميركي يقود نصف مليون جندي. ساحة المعركة هي التي ستقرر من يربح. الايرانيون يقولون أننا أصحاب صبر طويل ودائمًا نترك الوقت يمر لكن في النتيجة نربح.
0 comments: