Friday, April 19, 2013


طائرات أميركية تستعدّ لتنفيذ إغتيالات في سوريا 

الجمعة 19 نيسان 2013، آخر تحديث 09:19ناجي س. البستاني - مقالات النشرة




منذ بضعة أسابيع، عَيّن الرئيس الأميركي المجدّدة ولايته، باراك أوباما، رئيساً جديداً لوكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركيّة، هو جون برينان، خلفاً للجنرال ديفيد بتراوس الذي إستقال من هذا المنصب بسبب فضائح غراميّة. وبرينان هو وراء بدء وكالة الإستخبارات المركزيّة بإستخدام الطائرات من دون طيّار Drones لاغتيال "الإرهابيّين" في العديد من دول العالم، مثل اليمن وباكستان وأفغانستان وليبيا والصومال، وغيرها. وهو أيضاً وراء النجاح في تصفية زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" في 2 أيار 2011. والأنظار مركّزة على برينان، لمعرفة ما سيُقرّره إزاء الملفّ السوري، خاصة وأنّ لآراء برينان آذانا صاغية جداً من قبل الرئيس الأميركي (x).


وبحسب تقرير نشرته أخيراً صحيفة Los Angeles Times فإنّ الـCIA تتحضّر لتوسيع برنامج عمليات طائرات Drones إلى جبهة حربيّة جديدة هي سوريا! وفي هذا السياق، تمّ إعطاء الأوامر لعملاء وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركية، بتكثيف جمع المعلومات عن "قادة إرهابيّين" موالين أو مقرّبين من "القاعدة" يعملون في سوريا، في إنتظار "ضوء أخضر" مُحتمل لإنطلاق طائرات Drones لتصفيتهم، الواحد بعد الآخر، كما يحصل في دول أخرى!


في المقابل، وفي خطوة متناقضة تماماً، وبحسب تقارير نشرتها أخيراً كل من صحيفتي The New York Times وThe Washington Post، فإنّ عملاء وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركيّة يعملون حالياً، وبشكل ناشط، على تدريب مقاتلين سوريّين معارضين في مناطق سرّية داخل الأردن، وذلك على إستخدام الأسلحة، وعلى تمريرها عبر مسارات غير آمنة، وعلى تنفيذ عمليّات تجسّس، وعلى كشف أعمال التجسّس المضاد، إلخ. كما يقوم عملاء الـCIA، ودائماً بحسب تقارير الصحيفتين الأميركيّتين المذكورتين، بتمرير تقارير إستخباريّة مهمّة مرتبطة بمسؤولي النظام والجيش السوريّين، إلى قادة ميدانيّين في المعارضة السورية.



وأمام هذا التضارب في النظرة الأميركيّة إلى الوضع الداخلي في سوريا، تتجه الأنظار إلى الموقف الذي سيتّخذه برينان في المستقبل القريب إزاء الملفّ السوري. وصحيح أنّ هذا الموقف لن يُعلن من على المنابر، لكن خطوطه العريضة ستظهر عبر التحرّكات الميدانية في سوريا، في ظلّ تساؤلات كبيرة للإعلام الأميركي بشأن ما إذا كان الرئيس الجديد لوكالة الإستخبارات المركزيّة، يحضّر لإطلاق حرب جديدة بالواسطة، على غرار حرب أفغانستان ضد الجيش الروسي في ثمانينات القرن الماضي!


فهل إنّ إعلان الجيش الأميركي أخيراً عزمه على رفع تواجده في المملكة الهاشميّة الأردنيّة، بحجّة "تدريب الجيش الأردني"، وبحجّة الإستعداد لأي تدخّل مُحتمل "لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا"، في الوقت الذي رفع الرئيس السوري بشار الأسد وتيرة إنتقاده لموقف الأردن محذّراً من إنتقال الأزمة إليه، يصبّ في خانة التحضير لتدخّل أميركي أكبر في سوريا؟ أمّ أنّ إنقسام رأي الإدارة الأميركية، لجهة الحرص على دعم المعارضين وإضعاف النظام، بالتزامن مع الخشية من نموّ نفوذ "الإسلاميّين الجهاديّين" والإستعداد لضربهم، سيُبقي الأمور الحاسمة مجمّدة في إنتظار مفاوضات ما، أو تغيير ميداني ما، أو ربّما في إنتظار الإتفاق على رؤية موحّدة للتدخّل؟ 


(x) إلتحق برينان بالإستخبارات المركزيّة الأميركية في العام 1980، وهو تقلّب في مناصب عدّة، أبرزها كمستشار أمني للرئيس الأميركي بيل كلينتون في العامين 1994 و1995، قبل أن يتولّى في العام 1996، رئاسة مقرّ خارجي للإستخبارات في الرياض في المملكة العربيّة السعودية. وهو أشرف على ملفّ مكافحة الإرهاب، وتعقّب قادة "القاعدة" من "بن لادن" نزولاً. ونجح في إختراق تنظيم "القاعدة" نفسه بعملاء من ال CIA. وفي العام 2009، عاد برينان إلى واشنطن ليعيّن كمستشار للرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب. وفي العام 2013، حرص الرئيس أوباما الذي يثق جداً ببرينان، على تأمين التصويت الكافي لوصوله إلى رأس هرم وكالة الإستخبارات المركزيّة (حاز على 63 صوتاً في مقابل 34 في تصويت مجلس الشيوخ)، على الرغم من المعارضة التي لقيها من مسؤولين أميركيّين آخرين، باعتبار أنّ برينان متّهم بإستخدام العنف خلال التحقيقات مع الموقوفين، وبقتل المدنيّين أثناء تنفيذ مهمّات أمنيّة، وبتفضيل عمليات التصفية على عمليات الإستقصاء وجمع المعلومات.


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: