Thursday, April 25, 2013


هل استخدم الأسد السلاح الكيماوي؟ خلاف إسرائيلي- أمريكي

محللون في إسرائيل: رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية لم يصرح بالمعطيات حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا سهوا
24-4-2013

إيتاي برون، رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية
القدس، 24 أبريل (نيسان) 2013- كشفت تصريحات الجنرال الإسرائيلي ،إيتاي برون، رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يوم أمس الثلاثاء، في مؤتمر لمعهد بحوث الأمن القومي، أن "الأسد استخدم أسلحة كيماوية قاتلة ضد الثوار السوريين"، عن خلاف بين التقديرات الاستخباراتية للولايات المتحدة، التي تدعي أنها لا تملك أدلة كافية لتؤكد حقيقة استخدام أسلحة كيماوية فتاكة في سوريا، وبين إسرائيل التي تؤكد وجود أدلة كهذه.
وظهر التباين بين الدولتين حين سُئل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم أمس، في مؤتمر صحفي، عن رأيه بتصريحات الجنرال الإسرائيلي، وأجاب أنه لا يملك أدلة تؤكد حقيقة هذه التصريحات، وأنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا عن التصريحات، لكن الأخير لم يؤكد بدوره ما قاله المستوى الأمني.
ولم يكتف برون بتصريحه الهام عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا فحسب، بل أضاف أنه أمر مقلق أن "دول العالم لم تتحرك في أعقاب هذا التطور الخطير في سوريا"، وأشار إلى أن عدم التحرك هو ضوء أخضر للأسد أنه يستطيع استخدام هذه الأسلحة الخطيرة. وقال محللون إن أقوال برون تعني في الدرجة الأولى الولايات المتحدة، لا سيما أن الأخيرة وضعت خطا أحمر للتدخل عسكريا في سوريا، وهو في حال استخدم الأسد أسلحة كيماوية في حربه ضد الثوار. ولا شك في أن تأكيد إسرائيل على استخدام هذا السلاح في الحرب السورية وضع الإدارة الأمريكية في موقف حرج، خاصة أن إدارة أوباما تفضل تدخلا محدودا في الأزمة السورية.
واتفق المحللون العسكريون في إسرائيل على أن برون لم يصرح بهذه المعلومات الأخيرة سهوا، إنما جاءت تصريحاته بعد فحص دقيق، وهي تصريحات علم بها رئيس هيئة الأركان، بيني غانتس، ووزير الدفاع، موشيه يعلون. وحسب هؤلاء فإن الاسئلة المفتوحة في هذا الشأن تدور حول التنسيق الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بالشأن السوري؟ وكذلك حول التنسيق بين المستوى الأمني في إسرائيل والمستوى السياسي، خاصة أن نتنياهو لم يؤكد تصريحات الجنرال أمام جون كيري؟
وأشار بعض المحللين إلى أن جوهر الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول قضية استخدام السلاح الكيماوي يعود إلى نوع الأسلحة التي استخدمت، وليس إلى حقيقة استخدام أسلحة كيماوية، ففي حين أكدت إسرائيل، وعلى وجه التحديد المستوى الأمني فيها، استخدام سلاح كيماوي من النوع الفتاك، وذُكر اسم غاز "سيرين"، ترفض الإدارة الأمريكية التقديرات أن السلاح هو سلاح كيماوي فتاك، وتدرس الإمكانية أنه سلاح من النوع المُعيق.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إن تصريحات الجنرال برون جاءت بعِلم المستويات الأمنية الرفيعة في إسرائيل، وهي تصريحات لها هدفها، وهو صنع صدى عالمي يدفع الولايات المتحدة إلى مواجهة التطورات الخطيرة في سوريا، والإجابة عن السؤال الملحّ إن كان الأسد تجاوز الخط الأحمر من المنظور الأمريكي أم لا؟ ويقترح يشاي أن نتنياهو علم بالمعلومات التي صرحهارئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية لكنه فضّل أن لا يحرج الإدارة الأمريكية، رادا على سؤال وزير الخارجية الأمريكي بأنه غير متأكد.
ونبّه محللون من أن الخلاف الإسرائيلي – الأمريكي حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، يبعث القلق في مستقبل التنسيق الأمني بين البلدين، خاصة في التحدي الأمني الأكبر في الشرق الأوسط، وهو برنامج إيران النووي الذي يهدد استقرار المنطقة برمتها. وقال هؤلاء إن الولايات المتحدة ستتحرك فقط في حال اقتنعت بنفسها بأن إيران تجاوزت الخط الأحمر في برنامجها النووي، ولن تقبل تقديرات أمنية من دولة أخرى، بما في ذلك إسرائيل
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: