من الميدان، جولة على خطوط النار في ريف القصير
24-4-2013
هناك على أرض المعركة في ريف القصير، ليست كل الخيارات سهلة، قد تمتلك الشجاعة لدخول مناطق خطرة، لكن ليس كل ما ترغب به ممكناً، أو متاحاً، التجوال بين القرى التي دخلها الجيش السوري قد يعد نزهة، أما الوصول الى محاور القتال الساخنة فتلك مسألة أخرى، قد لا ينفع معها التواجد داخل "مدرعة" أو التنقل بحماية جنود الجيش السوري، فالقصف العشوائي والقنص، خطران محتملان، أما العبوات والمخخات والألغام فهنا يكمن "الخطر" الأكبر على الإطلاق.
"لا مجال للتراجع، اتخذنا القرار النهائي الأرض لنا" ويكمل الضابط " لا أستطيع أن أدخلكم وفي نفس الوقت أدرك حماسكم ولا أستطيع منعكم، يمكنني أن أرسلكم في آلية ثقيلة، ولكن الخطورة كبيرة وغالباً لن تصلوا من هذه الجهة" ويقطع كلامه انفجار صاروخ سقط لتوه قرب نقطة قيادة عمليات القصير غرب بحيرة قطينة.
لم يسفر سقوط الصاروخ عن أضرار، لكنه أكد خطورة المعركة الجارية، وصعوبة الوصول الى هدفنا، ثم بدأ بعده إطلاق النار من جهة بلدة "كمام" على محيط قطينة، يقول جندي هرع إلى متراسه "احتموا جيداً وابقوا منخفضين قرب الجدار"، يضع يده على الزناد وعينه على منظار القناصة وينتظر بترقب أي حركة امامه.
هكذا بدت ملامح أول أيام معركة تحرير شمال القصير "جنوب بحيرة قطينة"، الجيش بدأ عملياته العسكرية هناك، عند الفجر، كانت الاستعدادات أتمت خلال الليل، وصل المزيد من الجنود والآليات، كانت أصوات الاشتباكات البعيدة أقوى من حركة الجنود، هذا يتفحص ذخيرته، وذاك يضيف المزيد من الرمانات اليدوية إلى جعبته، هي حرب اقتحامات وللقنابل اليدوية أثر فعال، أما باقي الجنود فتحلقوا مجموعات صغيرة حول بعض، لعلهم يريدون حفظ الوجوه قبل بدء المعركة، كي يحصوا من يسقط منهم دون تعداد.
دخل الجيش بسرعة لم يتوقعها مسلحو المنطقة وسيطر على ثلثي "السلومية" إحدى معاقل المسلحين، وعينه على بلدتي "كمام" و"الشومرية" شرق آبل، المهمة هذه المرة صعبة فالمعارضة المسلحة ستستميت في الدفاع عن آخر قراها في الطوق الشمالي للقصير، إذا ما سيطر الجيش هناك فإن المعركة شبه منتهية، تحديداً بات الجيش يسيطر على البرهانية والرضوانية وقادش وتل مندو والجوالية والنهرية في محيط القصير القريب أو ما يعرف بالطوق الأول، وبقي أمامه تأمين الطوق الثاني لمنع تراجع المسلحين أو احتمال شنهم لهجمات مضادة تساهم في فك الحصار عنهم ولو جزئياً، وقد يحاول المسلحون تنفيذ عمليات هدفها تشتيت جهود الجيش والدفاع الوطني في المنطقة.
بالتزامن مع عمليات الجيش السوري، يتقدم الدفاع الوطني وفق خطط مدروسة تعتمد في غالبها على السرعة التي تجعل الخصم في حالة إرباك، تحديداً بات يخوض معاركه بأسلوب حرب الشوارع التي بدا خبيراً بها بعد عامين من الصراع، يقول قائد ميداني في الدفاع الوطني "تقدمنا على الأرض في الشهر الماضي يوازي ما فعلناه في أشهر، الغلبة لنا نحن متحصنون بإرادة قوية وعزيمة كبيرة، عناصرنا لا تخاف الموت وهي مصرة أن تطهر الأرض السورية"، يستطرد في حديثه ويكمل "نحن مرتاحون جداً فكل قائد ميداني بإمكانه اتخاذ القرار الذي يراه صائباً في ميدان المعركة دون أية تعقيدات".
وبخصوص مسألة الحدود يجمع الضباط الميدانيون في الجيش السوري والدفاع الوطني على أنها لم تعد عائقاً كبيراً، الكثير من النقاط الحدودية باتت تحت السيطرة بالفعل أو بالنار، والسيطرة على القصير مسألة وقت فقط، ومع السيطرة على القصير ستتغير ملامح المعركة في حمص خاصة وسوريا عامة، وسيتغير معها التعاطي الدولي اتجاه الأزمة في سوريا، وكل ذلك مرهون بحجم الانتصار الذي يخطه الجيش السوري على امتداد الخارطة.
"لا مجال للتراجع، اتخذنا القرار النهائي الأرض لنا" ويكمل الضابط " لا أستطيع أن أدخلكم وفي نفس الوقت أدرك حماسكم ولا أستطيع منعكم، يمكنني أن أرسلكم في آلية ثقيلة، ولكن الخطورة كبيرة وغالباً لن تصلوا من هذه الجهة" ويقطع كلامه انفجار صاروخ سقط لتوه قرب نقطة قيادة عمليات القصير غرب بحيرة قطينة.
لم يسفر سقوط الصاروخ عن أضرار، لكنه أكد خطورة المعركة الجارية، وصعوبة الوصول الى هدفنا، ثم بدأ بعده إطلاق النار من جهة بلدة "كمام" على محيط قطينة، يقول جندي هرع إلى متراسه "احتموا جيداً وابقوا منخفضين قرب الجدار"، يضع يده على الزناد وعينه على منظار القناصة وينتظر بترقب أي حركة امامه.
هكذا بدت ملامح أول أيام معركة تحرير شمال القصير "جنوب بحيرة قطينة"، الجيش بدأ عملياته العسكرية هناك، عند الفجر، كانت الاستعدادات أتمت خلال الليل، وصل المزيد من الجنود والآليات، كانت أصوات الاشتباكات البعيدة أقوى من حركة الجنود، هذا يتفحص ذخيرته، وذاك يضيف المزيد من الرمانات اليدوية إلى جعبته، هي حرب اقتحامات وللقنابل اليدوية أثر فعال، أما باقي الجنود فتحلقوا مجموعات صغيرة حول بعض، لعلهم يريدون حفظ الوجوه قبل بدء المعركة، كي يحصوا من يسقط منهم دون تعداد.
دخل الجيش بسرعة لم يتوقعها مسلحو المنطقة وسيطر على ثلثي "السلومية" إحدى معاقل المسلحين، وعينه على بلدتي "كمام" و"الشومرية" شرق آبل، المهمة هذه المرة صعبة فالمعارضة المسلحة ستستميت في الدفاع عن آخر قراها في الطوق الشمالي للقصير، إذا ما سيطر الجيش هناك فإن المعركة شبه منتهية، تحديداً بات الجيش يسيطر على البرهانية والرضوانية وقادش وتل مندو والجوالية والنهرية في محيط القصير القريب أو ما يعرف بالطوق الأول، وبقي أمامه تأمين الطوق الثاني لمنع تراجع المسلحين أو احتمال شنهم لهجمات مضادة تساهم في فك الحصار عنهم ولو جزئياً، وقد يحاول المسلحون تنفيذ عمليات هدفها تشتيت جهود الجيش والدفاع الوطني في المنطقة.
بالتزامن مع عمليات الجيش السوري، يتقدم الدفاع الوطني وفق خطط مدروسة تعتمد في غالبها على السرعة التي تجعل الخصم في حالة إرباك، تحديداً بات يخوض معاركه بأسلوب حرب الشوارع التي بدا خبيراً بها بعد عامين من الصراع، يقول قائد ميداني في الدفاع الوطني "تقدمنا على الأرض في الشهر الماضي يوازي ما فعلناه في أشهر، الغلبة لنا نحن متحصنون بإرادة قوية وعزيمة كبيرة، عناصرنا لا تخاف الموت وهي مصرة أن تطهر الأرض السورية"، يستطرد في حديثه ويكمل "نحن مرتاحون جداً فكل قائد ميداني بإمكانه اتخاذ القرار الذي يراه صائباً في ميدان المعركة دون أية تعقيدات".
وبخصوص مسألة الحدود يجمع الضباط الميدانيون في الجيش السوري والدفاع الوطني على أنها لم تعد عائقاً كبيراً، الكثير من النقاط الحدودية باتت تحت السيطرة بالفعل أو بالنار، والسيطرة على القصير مسألة وقت فقط، ومع السيطرة على القصير ستتغير ملامح المعركة في حمص خاصة وسوريا عامة، وسيتغير معها التعاطي الدولي اتجاه الأزمة في سوريا، وكل ذلك مرهون بحجم الانتصار الذي يخطه الجيش السوري على امتداد الخارطة.
» طارق علي / ريف القصير
0 comments: