سوريا : تقدم استراتيجي للجيش في المنطقة الوسطى/حمص وريفها
تعتبر محافظة حمص في سوريا أي المنطقة الوسطى، ساحة حرب استراتيجية محلية ودولية في الصراع الدائر منذ سنتين في سوريا وعلى سوريا، واسم هذه المنطقة ينطبق تماما على موقعها في قلب الدولة السورية فهي أكبر المحافظات من حيث المساحة حيث تبلغ 43 ألف كيلومتراً مربعاً، وهي تتوسط الطريق بين الجنوب والشمال السوري فضلا عن وقوعها على الطريق بين دمشق وحلب، ولها ارتباط بالبادية عبر الطريق الصحراوي الذي يربط حمص بمدينة تدمر كما أنها تحاذي الحدود اللبنانية من الشمال عند تل كلخ ومن البقاع الشمالي. ونتيجة لهذا الموقع الجغرافي، كانت حمص الهدف العسكري الأول الذي اختارته المعارضة المسلحة لتحركها وتحديداً في حي بابا عمرو ذات الغالبية التركمانية.
وتعتبر حدود محافظة حمص مع لبنان ممراً كبيراً وواسعا للسلاح والمسلحين إلى الداخل السوري عبر تلكلخ في الشمال، ومعبر جوسية في البقاع الشمالي، ومدينة عرسال في السلسلة الشرقية للبقاع الشمالي في لبنان، غير أن لمعبر جوسية ميزة كبرى فهو يحاذي مدينة القصير، ويقع على الطريق الدولي القريب لمدينة حمص بينما لا تتمتع معابر عرسال بهذه الميزة وبالتالي فإن الدخول الى الأراضي السورية والى حمص والقصير تحديداً يقتضي عبور بضعة كيلومترات من جوسية بينما يلزمه للعبور من عرسال الى حمص أكثر من مائة كلم، ولهذا يتشبث المسلحون بالمعبر وبالقرى المحيطة التي تغذي القصير وحمص بالسلاح والرجال عبر لبنان، وتشكل منطقة الجورة في مشاريع القاع وتل الحنش في سوريا وجوسية الخرابة معابر استراتيجية لاستمرار المسلحين في التزود بالعتاد والرجال في معركتين اساسيتين في المحافظة:
أـ في مدينة حمص للسيطرة عليها وفتح طريق نحو دمشق وقطع طريق دمشق حلب ودمشق الساحل.
ب ـ في مدينة القصير وريفها، حيث يسعى المسلحون لربط غرب القصير بلبنان عبر هيت ومن ثم الوصول لتلكلخ وبالتالي فتح طريق إمداد عسكري من شمال لبنان إلى القصير ومن ثم حمص.
في غرب القصير تعاني المعارضة من عقبات ديموغرافية عديدة، فهذه المنطقة غالبيتها مؤيدة للنظام وأهلها تكفرهم جبهة النصرة ويحتاج المسلحون للوصول الى هيت ومن ثم تل كلخ عبور عدة قرى مؤيدة للنظام! .
والى الجنوب من القصير يقع معبر جوسية حيث تتلقى الجماعات المسلحة التي تحارب في القصير وفي حمص إمدادات كبيرة، وقد قام الجيش العربي السوري بعملية كبرى ونوعية في المنطقة سيطر خلالها على منطقة تل الحنش وهي منطقة تجمع أساسية للمسلحين وقرية جوسيه الخراب والحاجز 114 ما جعل مدينة القصير محاصرة تماما ومن غير الممكن بعد اليوم تزويدها بالسلاح عبر لبنان وهو ما سوف يصعب الوضع العسكري على المسلحين في القصير وريفها الذين سيدخلون في حالة نقص في السلاح والذخائر ويُجبرون على التراجع في الكثير من المواقع في ريف القصير الى داخل المدينة، وبالتالي امامهم احتمالين اثنين:
1 ـ القتال في القصير مع العلم أن المعركة سوف تحتاج لمخزون كبير من السلاح والذخيرة الذي سوف ينفذ بسرعة وبالتالي مواجهة مصير بائس.
2ـ الانسحاب باتجاه مدينة حمص وترك المنطقة للجيش العربي السوري مع ما يعنيه هذا من انتصار عسكري ومعنوي للنظام ولقواته.
وفي الحالتين تكون المعارضة قد خسرت معركة المنطقة الوسطى ما يعنيه هذا من فشل خطة الهجوم الواسع على دمشق وإسقاطها . ومساء امس الثلاثاء، شن المسلحون هجوما لاستعادة تل الحنش وجوسية الخراب غير انهم تراجعوا بعد معارك عنيفة مع الجيش السوري...
نضال حمادة
القصير/ حمص، سوريا
2013-04-03
0 comments: