Thursday, April 4, 2013


معركة انتصار سوريا بدأت.. والمفاجآت تنتظر أعداءها

الخميس 04 نيسان 2013،     أحمد زين الدين - "الثبات"
اعترف المرصد السوري المعارض، أن 2074 قتيلاً من المجموعات المسلحة سقطوا في شهر آذار الماضي على يد القوات المسلحة السورية، ومن ضمن الاعترافات، أن ربع القتلى هم من جنسيات غير سورية، أي أن هناك نحو 520 قتيلاً من جنسيات متعددة، كما اعترف هذا المرصد أن هناك قتلى غير معروفي الجنسية، وفي ذلك إشارة واضحة، إلى ارتفاع أعداد المرتزقة في صفوف المسلحين، الذين قد لا يوجد من يطالب بهم أو يعترف بهم، وهو نمط أميركي في حروب واشنطن على الدول والشعوب، حيث لا تعترف الإدارات الأميركية المتعاقبة، بأعداد قتلى الجيش الأميركي الحقيقيين، وتكتفي بذكر من له عائلة أو أهل في الولايات المتحدة يطالبون به، حيث تشير معلومات إلى أن عدد القتلى الأميركيين في العراق تجاوز العشرين ألفاً، في وقت لم تشر أرقام البنتاغون سوى إلى خمسة آلاف قتيل.
وعلى هذا النحو، كان الحال في فيتنام، حيث الاعتراف الأميركي بأعداد القتلى لم يتجاوز العشرة آلاف قتيل، بينما الوقائع كانت تشير إلى أن عدد القتلى يتراوح بين 50 ألفاً ومئة ألف قتيل عند هزيمتهم في العام 1974.
ويتضح من الوقائع الميدانية في الحرب على سورية، كما يوضح خبير استراتيجي، أن مختلف أنواع الأسلحة، ومختلف أنواع العصابات المسلحة قد تم استعمالها في بلاد الأمويين، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً، بحيث توقف المراقبون كما أشارات وكالات الأنباء العالمية، عند عبارة وردت في بيان مدعي عام ولاية فرجينيا؛ نيل ماك ومكتب التحقيقات الاتحادي حول اعتقال الجندي الأميركي السابق أريك هارون لدى عودته إلى الولايات المتحدة من سورية، حيث كان يقاتل في صفوف المجموعات المسلحة، وتحديداً في صفوف "جبهة النصرة"، فيقول المدعي العام ماك: "إن هارون يواجه السجن مدى الحياة إذا أدين باستخدام أسلحة دمار شامل مع منظمة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة".
المدعي العام أحجم عن تقديم أي تفاصيل بشأن هذه الفقرة من الاتهام، مما طرح تساؤلات كثيرة حول علاقة المرتزق الأميركي، بإطلاق صاروخ كيميائي في محافظة حلب وأدى إلى سفك دم أبرياء، بالإضافة إلى أسئلة عديدة حول من جنده، ومن دفع له الأموال الطائلة، ومن أرسله إلى سورية؟
بأي حال، فإن كل التطورات والوقائع الميدانية، ورغم شراسة الهجمة على سورية، فإنها لم تفلح في كسر الجيش العربي السوري، الذي استطاع بسرعة مذهلة أن يستوعب الدروس والعبر ويستخلص النتائج، جراء تأقلمه مع هذه الحروب، فكان دوماً يستعيد زمام المبادرة في الميدان، ويباشر في حرب تطهير سورية من المرتزقة وفلول المجموعات المسلحة، التي أفضت حسب الخبير الاستراتيجي إلى وقائع ميدانية جديدة، أخذت تفرض ثقلها على المسلحين وداعميهم الأعراب والترك والغربيين، فأخذ تدفق المسلحين والمرتزقة من كل الجنسيات بالتراجع، بعد أن كان هذا التدفق البشري يعتبر عنصراً أساسياً في ترجيح الحرب على سورية.
وأمام هذا الواقع، ومما حمل من همجية في أعمال قتل المواطنين السوريين، وتدمير المنشآت والمؤسسات والبنى التحتية السورية، بدأت مكونات سورية تنسحب من القتال، إما لأن بعضها لم يستطع تحمل المشاهد الفظيعة، أو للاعتماد على الأجانب، والتفرغ لأعمال السلب والنهب والإثراء غير المشروع.
كما يلاحظ أيضاً في الأسابيع الأخيرة من الحرب على سورية، تراجع في تدفق المسلحين من تونس، ومن المغرب العربي بشكل عام، لعدة أسباب أبرزها:
- الضجة الكبرى التي أثارها أهالي هؤلاء المقاتلين، وخصوصاً الذين قتلوا منهم، وأحرقت جثثهم، لإخفاء جنسياتهم.
- التغرير بهؤلاء الشباب من أجل الجهاد في سبيل القدس، فتبين أنهم يقتلون السوريين، وحينما حاول بعضهم العودة إلى بلاده، تلقى التهديدات الشديدة، وبعضهم أعدم بالفعل.
وبشكل عام، فإن قسماً كبيراً من مقاتلي المغرب العربي، عاد فعلاً إلى بلاده، وبدأ يروي فصولاً رهيبة من الحرب على سورية، كما أن قسماً من هؤلاء انسحب للقتال في مالي.
في هذا الوقت، بدأت عواصم الغرب تضج بالاحتجاجات الشعبية، خصوصاً في لندن وباريس، حول دور حكومات بلدانهم في هذه الحرب القذرة، ودورها في تجنيد المرتزقة وإرسالهم إلى سورية، مما دفع هذه العواصم لستر فضائحها أمام شعوبها، بالتراجع عن تجنيد وتمويل المتطوعين وإرسالهم.
أمام هذه الوقائع، يشير الخبير العسكري إلى لجوء قطر والسعودية والولايات المتحدة للتعويض عن النقص البشري من خلال الأردن ولبنان، فكان أن تحرك الجيشان الأردني واللبناني لإقفال بوابات تهريب المسلحين، بالإضافة إلى حركات إلتفافية سريعة بدأ الجيش العربي السوري، ومعه قوات المقاومة الشعبية السورية وحرس الحدود بتنفيذها، أسفرت عن مقتل مئات المسلحين الذين لم يأت المرصد السوري على ذكرهم بالتأكيد.
وفي وسط التطورات الأخيرة، (لبنان والأردن)، كانت بداية افتعال همروجة التهديد بالفتن المذهبية في لبنان، المتنقلة بين صيدا وطرابلس وعرسال والبقاع، ثم تأتي بعدها استقالة نجيب ميقاتي التي جاءت تحت عنوان: التمديد لضابط.. في نفس الوقت الذي كان فيه باراك أوباما من قلب القدس المحتلة يتحدث، موجهاً خمس مرات الاتهام لـ"حزب الله" بالإرهاب، وفي وقت كشف فيه علناً عن تلقي الجرحى من المسلحين في سورية العلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني.
وفي الأردن، التي انتقل إليها أوباما من الكيان الصهيوني، كان شد أعصاب لملكها الذي تلقى إنذارات خليجية، جراء اتساع وتصاعد المواقف الشعبية الأردنية المنددة بالغطرسة السعودية والقطرية في تمويلها تدمير سورية، لكن في حقيقة الأمر، فإن جولة أوباما والرسائل الأميركية التي تلقتها عواصم الأنظمة العربية التابعة للغرب الأميركي، هي أن القيادة الإقليمية المفوضة من قبل السيد الأميركي، هي محور أنقرة – "تل أبيب"، وعلى جميع الأتباع الانضواء تحت قيادته، وهو ما يعني وفق هذا الخبير، عودة أميركية إلى مشاريعها القديمة، بإعادة تفعيل الحلف الأميركي – التركي – "الإسرائيلي" أو ما يشبه حلف بغداد، في محاولة لتطويق إيران والمقاومة في لبنان، وإغراق العراق في حروب قبلية ومذهبية وعشائرية، لأنه في ظل صمود سورية، وتقدمها نحو الانتصار الكبير، ثمة عمق بشري واستراتيجي يرتسم، لانطلاق حلف عملاق سيغير وجه المعادلة يمتد من إيران إلى سورية مروراً بالعراق، حيث إن مساحة إيران وحدها تساوي مساحة بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا مجتمعة، فكيف إذا تكاملت هذه المساحة في حلف استراتيجي مع العراق وسورية، أو ما يطلق عليه الجبهة الشرقية في مواجهة العدو "الإسرائيلي"، حيث الطاقة البشرية تبلغ نحو 130 مليون نسمة، وتتميز بعمق حضاري يمتد أكثر من سبعة آلاف سنة في التاريخ وتتميز شعوبها بالحيوية الخلاقة والإبداع والعلم، فكيف إذا أضيفت لها الثروات المختزنة في أرضها، وإذا ما تكاملت مع روسيا وحلف البريكس في حلف استراتيجي، فإنه بالتأكيد ستعيد التوازن العالمي الخالي من الحروب الاستعمارية والهمجية.
ربما ضروري هنا أخذ قول الرئيس بشار الأسد بدقة لأنه يعبر حقيقة عن الواقع: "معركتنا طويلة، ومعركة الانتصار بدأت، وما نخبؤه للأعداء كافٍ ليجعلهم يفكرون بالهزيمة".
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: