Tuesday, May 7, 2013


الراي عن نصرالله: لو أغارت إسرائيل على مخزن لنا بلبنان لكان الرد فوريا

الأربعاء 08 أيار 2013،      

نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قوله في مجالسه الخاصة ان "ما من خيارات جيّدة او مثالية لحلّ الازمة في سوريا وللحرب الدولية الدائرة على أراضيها. ولن تكون هناك نتائج ايجابية لأيّ طرف مهما كانت النتائج التي ستؤول اليها الحرب حتى ولو حطت رحالها غداً". وهو يردد: "ان الهوّة اصبحت عميقة جداً بين أطراف النزاع، سياسياً ومذهبياً، بين السنّة والشيعة والكرد والعلويين، ولن يكون التخلص من هذه الهوة بالامر اليسير، وخصوصاً ان أطراف النزاع أعادوا الصراع الى ما قبل 1400 عام".
وبحسب الصحيفة، يرى السيد نصرالله ان "التنبيه من أخطار الحرب في سوريا الهدف منه حثّ أطراف النزاع في لبنان على وعي وإدراك ما أصبحت عليه الساحة السورية لان مصير المسلمين في لبنان لن يكون أفضل حالاً اذا امتدّت نار الطائفية الى هذا البلد الصغير الذي لم يتعاف بعد من ذيول الحرب الاهلية ونتائجها ومن نتائج حروب اسرائيل التي تستمرّ في تهديدها. فها هي الحرب الطائفية - المذهبية تقرع بطبولها على سلسلة الجبال الشرقية لتهدّد بلدنا، الشديد التأثر لطبيعته، بكل ما يحدث حوله وفي محيطه العربي والغربي".
ويتابع نصرالله كما تنقل عنه "الراي": "لبنان يَعبر الى مرحلة جديدة من بوّابة النفط والغاز. ومع الدخول من هذا الباب تتجه البلاد نحو الازدهار والثروة وتحسين الوضع الحياتي للمواطنين والإنهاض بالبنى التحتية على المستوى الذي ترقى اليه الدول المتحضّرة، وسيأخذ لبنان مكانته في نادي الدول المنتجة للنفط، وتالياً ففي الإمكان ان يكون هذا التحول باباً للنعمة او باباً للنقمة". ويتوقف السيد نصرالله عند الجانب النفطي من الصراع الدائر في سوريا الآن: "قرر الغرب فرض حصار اقتصادي على النظام في سوريا ومنع استيراد ما تحتاجه او تصدير ما تنتجه وهو يتجه الآن - اي الغرب - الى رفع الحظر عن تصدير النفط من سوريا لان نحو 70 في المئة من الثروة النفطية اصبحت تحت سيطرة المعارضة، وها هي الدول الغربية تفتح أنابيبها لتلقي النفط السوري المعارض لمبادلته بالسلاح الذي تنتجه مصانعها المصابة بالركود، غير آبهةٍ بنتائج القتل والدمار كحصيلة لهذه المبادلة. هكذا فعل الغرب في ليبيا اخيراً وفي الكويت والعراق سابقاً. تدمير البلاد العربية والاسلامية بالسلاح الغربي ليعاد بناؤها عبر الشركات الغربية ايضاً، فيدفع العرب والمسلمون فواتير التدمير والتعمير".
وبحسب "الراي"، يتحدّث السيد نصرالله عن "صراع أمم" في سوريا "على الصعيد العربي والاسلامي. ها هي قطر والسعودية وتركيا والاردن والامارات ولبنان والعراق وفلسطين. وعلى الصعيد الغربي ها هي روسيا واميركا وفرنسا وبريطانيا والمانيا واسرائيل وغيرهم... كلهم متورطون في الحرب في سوريا. ولهذا أسميتُ ما يجري على أرضها بحرب الامم... حرب كارثية بكل معنى الكلمة، ولعل قضية النازحين واحدة من نتائجها. فها هم غزوا القرى السورية التي ما زالت آمنة وشُرّدوا في لبنان والاردن وتركيا ليشكلوا أزمة مشابهة لما حل بالشعب الفلسطيني. ومن الطبيعي ان يشكل هذا التسونامي الانساني أزمة من نوع مختلف في دول الجوار لانها غير مهيأة لمجابهة هذا الوضع الانساني الصعب وما يمكن ان ينتج عنه من ضغط اقتصادي. ومن المستحيل تقدير الكلفة الحقيقية لهذه الازمة، كما هو الامر بالنسبة الى نتائج تدمير البنى التحتية الذي أصاب سوريا".
ويتابع نصرالله بحسب الصحيفة الكويتية: "كل الخيارات اصبحت مفتوحة في سوريا، وكل الخيارات سيئة، ونتائج الحرب اسوأ". ويرى ان "المعارضة السورية منقسمة على نفسها بين علمانية وإسلامية وتكفيرية، وليس هناك ما يمثّل او يجمع هذه المعارضة على برنامج موحّد باعتراف راعيها العربي والغربي، مما يتسبب بتعقيد مسألة المفاوضات المحتملة في المستقبل وبتطويل أمد الحرب. ما من أحد يمكنه التكهن بتاريخ انتهاء الحرب او مَن سيبقى على قيد الحياة من قادة المعارضة او قادة النظام، فكل الخيارات أصبحت مفتوحة وهي كلها خيارات سيئة، ونتائج الحرب أسوأ بالنسبة الى المعارضة والى النظام، ولن يكون من السهل إعادة بناء سوريا على المستويات الانسانية والمادية والنفسية والمذهبية. لقطر فئة تابعة لها، وللسعودية فئة اخرى، هناك موالون لخط الممانعة التي تقودها ايران وحزب الله، وهناك مَن تدرّبهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لاستلام الحكم. وما من احد يعير ادنى اهتمام للفئة التي تريد إنهاء الحرب وتقريب وجهات النظر حول طاولة مفاوضات تعيد بناء السلطة في سوريا، على غرار ما حصل في لبنان مع اتفاق الطائف عام 1989، والذي كان بداية للاصلاح السياسي".
وقالت الصحيفة ان نصرالله يعتقد ان "الحلّ الوحيد في سوريا هو ان يجلس جميع الاطراف على طاولة المفاوضات، وان يتخلوا عن الخارج ونفوذه، وان لا ينتظروا قرارات بوتين - اوباما او ما يخرج من أروقة الامم المتحدة. الحوار أفضل وسيلة لوقف الفتنة والقضاء عليها قبل ان تحرق أصابع المتورطين دون تمييز".
اما بالنسبة الى اسرائيل، فإن السيد نصر الله، استخلص "ان لا مصلحة لاسرائيل بقلب الدفّة عبر حرب شاملة لانها تدرك ان حزب الله سيكون جزءاً لا يتجزأ من الردّ وخصوصاً ان سوريا ستُستخدم كممرّ لإدخال اسرائيل قواتها الى لبنان، اضافة الى ان لإسرائيل مصلحة في استمرار الصراع في سوريا لسنوات عدة يقضي خلالها السوريون بعضهم على بعض. وها هي دوائر القرار في اسرائيل تخطط لاقتطاع أجزاء من سوريا تحت عناوين مختلفة قاعدتها الاساسية الإفادة من عدم وجود قوة موحّدة سوريّة بل قوى منهكة لن تستطيع الوقوف امام اسرائيل اذا أرادت قضم الاراضي السورية على حدودها. ومن الطبيعي ان يكون التدخل الاسرائيلي في سوريا، أمنياً وعسكرياً، محدوداً كي لا تتسبّب برد فعل قوي ضدها... تغتال شخصيات هنا، وتدمر بنى تحتية هناك، تغير على ترسانة عسكرية في هذه الناحية او تلك، فيما الداخل السوري منشغل بنفسه ومشتت".
ويستبعد السيّد نصرالله، بحسب "الراي"، ان تكون لاسرائيل نية في الدخول الى لبنان من جنوبه "لانها تدرك تماماً بأن مقبرة تنتظرها، والقبة الحديدية التي تتباهى بها أثبتت انها أوهن من بيت العنكبوت".
ويقول نصرالله: "ان حزب الله احتفظ بتنسيق عالٍ وعلى كل الصعد الأمنية والعسكرية والاستراتيجية مع سوريا، واسرائيل تعتقد انها اذا أغارت على مواقع ومستودعات استراتيجية فإنها تغيّر من قدرات المقاومة، فهذا خطأ تقديري عالٍ واستعراض فولكلوري لان مخزون المقاومة في لبنان قد امتلأ بكل ما تحتاجه، وأيّ اعتقاد غير ذلك يصبّ في التقديرات الفقيرة الخاطئة".
ويضيف قائلاً: "لو أغارت الطائرات الاسرائيلية على ايّ من مخازن حزب الله في لبنان فلكان الردّ فورياً، والحرب ستكون شاملة والخير في ما وقع (كلمة استعملها الامام الخميني عندما لجأت اليه مجموعة من اللبنانيين ابان اجتياح اسرائيل للبنان في العام 1982، وطلبت منه المساعدة، فكانت ولادة حزب الله)، ومن المعتقد ان الغارة الاسرائيلية على سوريا كان مقدَّراً لها ان تقع في ربيع 2010 وتأجّلت".
وقالت "الراي" ان السيد نصرالله لا يخفي "انه مهما جرى ويجري فإن فلسطين هي بيت القصيد"، و"يوحي" بأن الحلفاء، كل الحلفاء، والمعنيين بالقضية الفلسطينية عاودوا تقويم رؤيتهم في شأن ما يجري في سوريا إنطلاقاً من فلسطين - البوصلة، ويقول "ان اسرائيل واميركا تضربان محور الممانعة كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية. ولم يتأخر إقتراح العرب مبادلة اراضي الـ67، والذي لم تتلقفه اسرائيل بايجابية علنية كعادتها حتى لو إرتاحت ضمنياً لأن من يدعم اصحاب القضية (الفلسطينية) يمهدون للاعتراف بحدود جديدة لاسرائيل على حساب الفلسطينيين طبعاً". ويلفت الى "انهم يتعاملون مع سوريا على انها حجر العثرة في وجه تطبيق هذا المخطط، وخصوصاً انها معنية بأراض محتلة عام 67، وهذا ما لن يسمح به محور الممانعة حتى لو قبِل به العرب مجتمعون". وهو يرى في "الموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية ما يفسّر التوجهات الحاسمة لموسكو في حماية سيادة سوريا وعدم التخلي عنها او التهاون حيال محاولات التدخل الغربي لفرض معادلات قسرية فيها".


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: