هكذا تطوّر موقف «حزب الله» في سوريا وهكذا دخل المعركة
29-5-2013
جاء
الخطاب الأخير للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، تتويجاً
لتطوّر موقف الحزب من الأزمة السورية، وبناءً على جملة من المعطيات
والتطوّرات. والصراحة التي اتسم بها كلام نصرالله على كل المستويات تعكس
قراراً لدى الحزب بتظهير حقيقة المعركة الدائرة في سوريا وتبعاتها على
المقاومة ولبنان.
مطلع أيار 2011، زار وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد دمشق، والتقى الرئيس بشار الأسد حيث تباحثا في سبل "حلّ الازمة" السورية المندلعة قبل شهرين تقريباً. إستمع الأسد من ضيفه الإماراتي الى "رسالة" عربية - دولية مفادها أنّ "مسار الازمة معقد وطويل"، وأنّ المجتمعَين العربي والدولي مستعدان للمساعدة في مقابل أن تعلن دمشق تخلّيها علناً عن التحالف مع إيران وحركات المقاومة في المنطقة وفي مقدمتها "حزب الله".
تروي مصادر مواكبة أن الوزير الإماراتي عرض أمام الاسد لجملة سيناريوهات لمستقبل القضية السورية، محذراً من اتجاه الأمور يومها نحو "السيناريو الليبي"، أي إمكان تدخّل الناتو في سوريا على غرار ليبيا. وبعد عرض ما يمكن أن تتعرّض له سوريا من حصار وعقوبات وعزل وحرب أهلية وتدخل دولي، قال للأسد صراحة: نحن مستعدون للمساعدة... ولكنّ
"حزب الله" منذ البداية كان يتوجّس من الموقف في سوريا، إنحيازاً إلى الإصلاح والتغيير والاستجابة إلى مطالب الشارع. طالب القيادة السورية بخطوات جدية في هذا السياق، لكنه لاحظ أنّ اندفاعة الغرب وواشنطن وبعض الدول العربية والإقليمية أبعد من الشعار المرفوع، وأبعد من ايّ خطوات قد يقدم عليها الاسد.
"القرقعة في سوريا والمطلوب رأس المقاومة"، هذا ما أبلغته مصادر إيرانية في العاصمة دمشق إلى قيادة الحزب، ومنذ أن بدأت تتضح معالم "المعركة" ضد محور المقاومة في دمشق، وتتطوّر نحو "عسكرة الحراك" بدعم غربي - خليجي غير محدود، بدأ "حزب الله" يتصرّف على أنها معركته وأنه المستهدف الاول من خلالها.
منذ بداية الأزمة، حاول الحزب الإفادة من "علاقاته العربية والاسلامية" لإيجاد مخرج عربي إسلامي سوري للأزمة. طرح مبادرات عبر بعض المنظمات الفلسطينية والتقى بمعارضين سوريين، ولعب دوراً غير معلن في تقريب وجهات النظر ومحاولة إيجاد تسوية. ضغط بالصداقة والإقناع على النظام ليوافق على الكثير من المطالب التي لم يكن في وارد السير بها.
لكنه بعد جهد طويل وتجميعٍ للمعطيات استنتج وأصبح متيقناً، بأن المطلوب إما الاستيلاء على سوريا عنوة وفرض أمر واقع سياسي جديد، وإما تدمير سوريا واستخدامها لتطويق المقاومة في لبنان ومحاصرتها.
عند هذا الحد، اتخذ الحزب القرار الصعب وهو القتال في سوريا الى جانب الجيش السوري، من أجل حماية المقاومة المستهدَفة عسكرياً وسياسياً. أما من الناحية الشرعية، فهو دفاع عن وحدتها وعن وحدة المنطقة وبلاد المسلمين، وهذا واجب كبير في الأدبيّات الاسلامية.
بدأ الامر بشكل محدود في ريف دمشق ومقام السيدة زينب، وكذلك في قرى غربي حوض نهر العاصي التي يقطنها لبنانيون. أما في القُصير، فقد اتخذ الحزب قرار المشاركة بناءً على نقطتين: أولاً، الحفاظ على طريق من طرق المقاومة، وثانياً محاولة إبعاد المسلّحين عن الحدود اللبنانية ومنعهم من شنّ هجمات ضمن الحدود اللبنانية.
وفي هذا السياق تشير بعض المعلومات إلى أن السيطرة "القريبة" على القُصير تعني ميدانياً إقامة منطقة "عازلة" بين المسلّحين والحدود اللبنانية، تبدأ من الساحل في اللاذقية، وتمر بطرطوس وحمص امتداداً الى دمشق وريفها. هذه المنطقة العازلة ستريح الواقع اللبناني وتُبعد خطر المسلّحين عن المناطق الحدودية اللبنانية الشمالية، ومن شأنها تعزيز قدرة النظام التفاوضية عندما يحين أوان التسويات.
يعرف "حزب الله" أنّ هذه المعركة غير واضحة بالنسبة الى شريحة واسعة من الجمهور العربي والإسلامي، ويعرف ايضاً أن أعداءه وخصومه يستغلّونها ضده من الناحية المذهبية، محاولين تصوير موقفه على غير حقيقته أمام العرب والمسلمين.
لكنه يراهن على الميدان والوقت، حيث يعتبر أن الأزمة مهما طالت ستنتهي بالتسوية السياسية، وعندها سيكتشف الجميع طبيعة ما جرى وحجم الخسارة التي تكبدها العرب جرّاء تدمير سوريا.
وسيكتشفون أيضاً، أنّ الحزب الذي كان أوّل جهة عربية تقاتل اسرائيل وتحرّر ارضها بفعل المقاومة، ساهم مساهمةً فعالة في تخليص "الأمّة" من الخطر التكفيري الداهم، الذي لا يقلّ خطورة عن اسرائيل من حيث أهدافه وارتباطاته وأجنداته الخارجية.
مطلع أيار 2011، زار وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد دمشق، والتقى الرئيس بشار الأسد حيث تباحثا في سبل "حلّ الازمة" السورية المندلعة قبل شهرين تقريباً. إستمع الأسد من ضيفه الإماراتي الى "رسالة" عربية - دولية مفادها أنّ "مسار الازمة معقد وطويل"، وأنّ المجتمعَين العربي والدولي مستعدان للمساعدة في مقابل أن تعلن دمشق تخلّيها علناً عن التحالف مع إيران وحركات المقاومة في المنطقة وفي مقدمتها "حزب الله".
تروي مصادر مواكبة أن الوزير الإماراتي عرض أمام الاسد لجملة سيناريوهات لمستقبل القضية السورية، محذراً من اتجاه الأمور يومها نحو "السيناريو الليبي"، أي إمكان تدخّل الناتو في سوريا على غرار ليبيا. وبعد عرض ما يمكن أن تتعرّض له سوريا من حصار وعقوبات وعزل وحرب أهلية وتدخل دولي، قال للأسد صراحة: نحن مستعدون للمساعدة... ولكنّ
"حزب الله" منذ البداية كان يتوجّس من الموقف في سوريا، إنحيازاً إلى الإصلاح والتغيير والاستجابة إلى مطالب الشارع. طالب القيادة السورية بخطوات جدية في هذا السياق، لكنه لاحظ أنّ اندفاعة الغرب وواشنطن وبعض الدول العربية والإقليمية أبعد من الشعار المرفوع، وأبعد من ايّ خطوات قد يقدم عليها الاسد.
"القرقعة في سوريا والمطلوب رأس المقاومة"، هذا ما أبلغته مصادر إيرانية في العاصمة دمشق إلى قيادة الحزب، ومنذ أن بدأت تتضح معالم "المعركة" ضد محور المقاومة في دمشق، وتتطوّر نحو "عسكرة الحراك" بدعم غربي - خليجي غير محدود، بدأ "حزب الله" يتصرّف على أنها معركته وأنه المستهدف الاول من خلالها.
منذ بداية الأزمة، حاول الحزب الإفادة من "علاقاته العربية والاسلامية" لإيجاد مخرج عربي إسلامي سوري للأزمة. طرح مبادرات عبر بعض المنظمات الفلسطينية والتقى بمعارضين سوريين، ولعب دوراً غير معلن في تقريب وجهات النظر ومحاولة إيجاد تسوية. ضغط بالصداقة والإقناع على النظام ليوافق على الكثير من المطالب التي لم يكن في وارد السير بها.
لكنه بعد جهد طويل وتجميعٍ للمعطيات استنتج وأصبح متيقناً، بأن المطلوب إما الاستيلاء على سوريا عنوة وفرض أمر واقع سياسي جديد، وإما تدمير سوريا واستخدامها لتطويق المقاومة في لبنان ومحاصرتها.
عند هذا الحد، اتخذ الحزب القرار الصعب وهو القتال في سوريا الى جانب الجيش السوري، من أجل حماية المقاومة المستهدَفة عسكرياً وسياسياً. أما من الناحية الشرعية، فهو دفاع عن وحدتها وعن وحدة المنطقة وبلاد المسلمين، وهذا واجب كبير في الأدبيّات الاسلامية.
بدأ الامر بشكل محدود في ريف دمشق ومقام السيدة زينب، وكذلك في قرى غربي حوض نهر العاصي التي يقطنها لبنانيون. أما في القُصير، فقد اتخذ الحزب قرار المشاركة بناءً على نقطتين: أولاً، الحفاظ على طريق من طرق المقاومة، وثانياً محاولة إبعاد المسلّحين عن الحدود اللبنانية ومنعهم من شنّ هجمات ضمن الحدود اللبنانية.
وفي هذا السياق تشير بعض المعلومات إلى أن السيطرة "القريبة" على القُصير تعني ميدانياً إقامة منطقة "عازلة" بين المسلّحين والحدود اللبنانية، تبدأ من الساحل في اللاذقية، وتمر بطرطوس وحمص امتداداً الى دمشق وريفها. هذه المنطقة العازلة ستريح الواقع اللبناني وتُبعد خطر المسلّحين عن المناطق الحدودية اللبنانية الشمالية، ومن شأنها تعزيز قدرة النظام التفاوضية عندما يحين أوان التسويات.
يعرف "حزب الله" أنّ هذه المعركة غير واضحة بالنسبة الى شريحة واسعة من الجمهور العربي والإسلامي، ويعرف ايضاً أن أعداءه وخصومه يستغلّونها ضده من الناحية المذهبية، محاولين تصوير موقفه على غير حقيقته أمام العرب والمسلمين.
لكنه يراهن على الميدان والوقت، حيث يعتبر أن الأزمة مهما طالت ستنتهي بالتسوية السياسية، وعندها سيكتشف الجميع طبيعة ما جرى وحجم الخسارة التي تكبدها العرب جرّاء تدمير سوريا.
وسيكتشفون أيضاً، أنّ الحزب الذي كان أوّل جهة عربية تقاتل اسرائيل وتحرّر ارضها بفعل المقاومة، ساهم مساهمةً فعالة في تخليص "الأمّة" من الخطر التكفيري الداهم، الذي لا يقلّ خطورة عن اسرائيل من حيث أهدافه وارتباطاته وأجنداته الخارجية.
0 comments: