القصير في ساعات الحسم الأخيرة، تفاوض وتسليم أم معركة؟
9-5-2013
وجهتنا القصير، تلك المدينة التي انشغل العالم بأخبارها مؤخراً نتيجة الاشتباكات المندلعة فيها بين الجيش السوري ومسلحي جبهة النصرة وما يسمى الجيش الحر، وبعد التقدم الكبير والسريع للجيش السوري للسيطرة على البلدات والمزارع في ريفها.
للوصول الى المدخل الجنوبي للقصير حيث احكم الجيش العربي السوري سيطرته الكاملة على المنطقة، كان لا بد من المرور بالقرى التي شهدت اشتباكات عنيفة أسفرت عن تدمير كل المباني السكنية والتجارية فيها وأصبحت أشبه بمدن تسكنها الاشباح. بعدما هجر المسلحون أهلها ودمروا منازلهم واستخدموا أخرى قواعد ومراكز لهم.
انطلقنا من بلدة القاع الحدودية باتجاه أمانة الجوسية ومررنا بقرى كثيرة منها: الجوسية . . العبودية.. الناصرية .. ربلة ..العاطفية ..مزرعة السعيدية .. تل الحنش .. الكوثرية .. وصولاً الى المشتل حيث تبدأ مشارف القصير بالظهور، وبمجرد عبور جسر المشتل الذي كان لا يزال قيد البناء قبل اندلاع المعارك، والذي يعتبر الطريق الأخير الذي يفصل مشارف القصير عن ريفها الجنوبي، يمكنك عندها أن تطل على منطقة البساتين غرباً وشمالاً، حيث لا يزال يتحصن بعض المسلحين ويتابعون عمليات القنص باتجاه تجمعات الجيش السوري في جنوب القصير.
الوضع في جنوب القصير بات هادئاً لا سيما بعدما استطاع الجيش التقدم الى داخل المدينة وصولاً الى محطة تكرير المياه، وبحسب معلومات خاصة فان الجيش يتقدم يومياً باتجاه داخل القصير مسافة تقارب ال 500 متر تقريبا، كما وتشير المعلومات الى ان الجيش الذي يوشك ان يحكم سيطرته على كافة مناطق ريف القصير، محاصراً المسلحين في وسط المدينة ؛ لم يقرر بعد اقتحام المدينة .
ورغم خطورة الوضع الامني، خاطرنا ودخلنا القصير من المدخل الجنوبي للمدينة حيث احكم الجيش العربي السوري سيطرته الكاملة على المنطقة، لنقف على بعد أمتار قليلة من مرمى نيران المسلحين الذين اختفت تحركاتهم بالكامل، مع سريان أنباء عن مفاوضات يجرونها عبر أكثر من طرف لبناني لتسليم المدينة ومغادرتها الى أماكن أخرى.
» ماريا سعد
0 comments: