Wednesday, June 5, 2013

الكذب والتضليل ماركة مسجّلة باسم ’المجموعات المسلحة’

القصير .. الكلمة للصورة

الكلمة للصورة... لم يعد ينفع الحديث عن "صمود" مقاتلي "الجيش الحر" والجماعات المسلحة الأخرى في مدينة القصير....ساحة الميدان حسمت الموقف لمصلحة وحدات الجيش السوري بعد استعادتها المدينة الاستراتيجية التي شكلت ربطاً بين أرياف دمشق وحماة وحمص وصولاً إلى طريق الساحل.

أيام (2-06-2013) كانت تفصلنا عن كلام قائد ما يعرف بـ"المجلس العسكري في حلب" العقيد المنشق عبد الجبار العكيدي الذي تحدث، من مدينة القصير، عن "إرادة" لدى المقاتلين و"حرية تجول على أرض محررة (بالنسبة له) بنسبة 70 %"، ودعا المسلحين إلى "عدم مغادرة القصير" قائلاً: "لن نغادر أرض القصير، ولن نسمح بدخول جيش النظام....إلا على أجسادنا"، ولم يكتف العكيدي بذلك بل تجاوزه إلى الزعم بالقدرة على "مهاجمة النظام في عقر داره"، مضيفاً أن غرفة عملياته "بدأت الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم".

القصير .. الصورة تتكلم
مراسل قناة "المنار" (من اليمين) وعبد الجبار العكيدي (من اليسار)


كلام العكيدي تنافى مع حديث المعارضة السورية المسلحة، الأربعاء، عن "انسحاب تكتيكي" من مدينة القصير، فشمس الصباح سطعت على مدينة القصير، ليظهر العلم السوري مرفرفاً فوق الساعة الرئيسية وسط المدينة، ومن المكان الذي أطلق العكيدي تهديداته، بث مراسلو وسائل الإعلام والفضائيات رسائلهم الإخبارية، للتأكيد على سيطرة الجيش السوري على المدينة، بعد "تنفيذ عمليات خاطفة ونوعية" أدت إلى "مقتل أعداد من المسلحين، واستسلام أعداد أخرى، وتدمير الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها"، والسؤال يخطر على بال المشاهدين والمتابعين: أين العكيدي و"الجيش الحر" و"إرادتهم" و"صمودهم" في مدينة القصير؟.

فهد المصري .. من باريس الى الحدود السورية اللبنانية

سقطت القصير .. وعلم الجميع بالخبر، ورأى بأم العين على شاشات التلفزة كلّها حتى المحرضة منها صوراً تبيّن بالصوت والصورة وبوضوح أن الجيش السوري تمكّن من السيطرة على المدينة، كما أن العلم السوري يرفرف فوق الساعة الرئيسية وسط المدينة.
مع ذلك، ظهر من ينفي ذلك، ظنّاً منه أن هناك من يمكن أن يصدقه، ويكذّب من رأت عيناه مشهد الانتصار في القصير، وللاسف كذّب نفسه وهو الذي فضحه الاعلام كما فضح زيف كلامه، وأعني به المسؤول الاعلامي لما يُسمّى "الجيش السوري الحر" فهد المصري الذي ظهر اليوم في مقابلتين تلفزيونيتين الاولى على قناة "الجديد" عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم (5/6/2013)، ادّعى فيها ان "القصير لم تسقط بعد"، ثم استرسل في ادعائه قائلاً "ان المشاهد التي تبثها قناة "المنار" والتلفزيون السوري هي ليست من مدينة القصير"، لكنّه عندما سُئل "وما رأيك بأن الجزيرة أوردت على شاشتها أن الجيش السوري سيطر على جنوب القصير وهناك صعوبات باخلاء الجرحى، و"الهيئة العامة للمعارضة" خسرت المعركة في القصير"، أجاب المصري انه "على علاقة مع "ثوار الخنادق"، وليس مع "ثوار الفنادق" (يقصد بكلامه ما يسمى "الهيئة العامة للمعارضة")"، وسرعان ما وقع في فخ لم يحسب له حساباً حين قال رداً على سؤال عن مكان وجوده انه "على الحدود السورية اللبنانية".


ظنّ فهد المصري أن المشاهد سيصدقه، وما مرّت ساعة من الوقت أي عند الساعة (11:58)، حتى وظهر في حديث هاتفي على قناة "الميادين"، لكنه هذه المرة من العاصمة الفرنسية باريس!!
السؤال الذي يطرح نفسه "أي طائرة حملت المصري في غضون ساعة من الحدود السورية اللبنانية الى باريس حيث الرحلة تستغرق حوالي الاربع ساعات؟"، وهل هو يعرّف تارة عن نفسه أنه من "ثوار الفنادق" في باريس وأخرى من "ثوار الخنادق" من الحدود السورية اللبنانية؟!.

وحلقة جديدة أخرى ...

في غمرة "الكذب المفبرك" وكثرة الأضاليل التي تروّج لها "المعارضة المسلحة"، بما تشيعه من فبركات عن أنها لا تمتلك أسلحة متطورة وأن المستشفيات الميدانية خالية من مستلزمات الطبابة، أظهر انتصار الجيش السوري في الميدان، وبعد تلقّي المجموعات المسلحة صفعة تلو أخرى بعد أن تبيّن زيف ادعاءاتها، ان "حبل الكذب قصير"، حيث لم يعد خافياً على أحد أن الجماعات المسلحة مدعومة بأسلحة متطورة جداً مصدرها الكيان الغاصب وهذا ما اتضح في وقت سابق. وإلى العلن خرجت اليوم فضيحة جديدة، وهي ما كشفته قناة "المنار" في جولتها الميدانية داخل القصير، وبالتحديد في إحدى المستشفيات الميدانية هناك، بعد أن كانت فضائيات "الكذب والتضليل" تمتهن حياكة الفبركات بقولها "ان المستشفيات الميدانية في القصير خالية من المعدّات الطبية والاسرّة ولا يمكن للمدنيين ان يتماثلوا للشفاء فيها"، لكن جولة "المنار" كشفت خلاف ذلك، وأظهرت مشاهد للمستشفى الميداني (أكبر المستشفيات الميدانية في القصير)، وهو مؤلف من 3 طوابق، منها طابقان تحت الارض، وهذان الطابقان مجهزان بتكييف على مدار الساعة ومولدات كهرباء.

اضافة الى ذلك، فإن المستشفى خالٍ تماماً من الجرحى وأيّ عنصر بشري، ومجهّز بتقنيات عالية جداً ويحتوي على أربع غرف عمليات وعشرات الاسرّة.
وبالفعل، فإن الكلام الذي روجّته بعض الفضائيات العربية عن أن هناك مئات الجرحى في القصير، وعن انه ليس هناك من مستشفى ميداني مجهز لاستيعابهم، ما هو الاّ كلام يراد منه استجلاب عطف المنظمات الانسانية والرأي العام!


سقوط مزاعم الضحايا والمجازر في القصير


منذ ربيع العام الحالي، أكثرت "التنسيقيات" ووسائل الإعلام المؤيدة والداعمة للمعارضة السورية المسلحة من الحديث عن سقوط ضحايا مدنيين أو وقوع "مذابح" في مدينة القصير، متهمة وحدات الجيش السوري بتنفيذها في المدينة، تارة عبر القول إن "عدداً من الضحايا قضى جراء القصف الجوي والبري"، وتارة أخرى عبر الحديث عن "تصفية مباشرة للمدنيين"، من دون أن تتمكن هذه "التنسيقيات" ووسائل الإعلام من تقديم صورة تثبت مزاعمها، في حين بث "المركز الإعلامي في القصير" فيلماً تحدث فيه عن "مجزرة"، بينما أظهرت المشاهد أن الجثث هي لمقاتلين ومسلحين، على ما يبدو، فلا وجود لنساء أو أطفال بين الصور المعروضة التي يسهب في الحديث عنها المدعو "هادي العبدالله" خلال إطلالاته على قناتي "العربية" و"الجزيرة".

هادي العبدالله خلال حديث عن مزاعم حول مجزرة في القصير
هادي العبدالله خلال حديث عن مزاعم حول مجزرة في القصير

وفي الواقع فإن وجوداً محدوداً للمدنيين في مدينة القصير، في فترات سابقة خلال مرحلة منع المسلحين للسكان من خروج المدينة، استغلته "التنسيقيات" والقنوات الداعمة لها للترويج لـ"حصار" عسكري حول المدينة، غير أن إعلان قيادة القوات المسلحة عن فتح ممر آمن للمدنيين، قبل البدء بالعملية البرية، أسقط هذه الورقة من أيدي الجماعات المسلحة، وكشفت الصور الواردة، صباح الاربعاء، عن خلو القصير من المدنيين، في ظل استحالة بقاءهم نظراً للاشتباكات العنيفة التي دارت في احيائهم أو فرارهم في اليومين الماضيين لصعوبة تحقيق ذلك خلال العملية البرية، وهو الأمر الذي يشير إلى أن سكان المدينة خرجوا منها منذ فتح الجيش السوري الممر الآمن لهم قبل المعركة.


    2013-06-05

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: