Thursday, July 25, 2013

بعد خطأ جسيم.. هكذا تم "رصد" الحسن "خلويا" واغتياله

بعد خطأ جسيم.. هكذا تم "رصد" الحسن "خلويا" واغتياله


ذكرت مصادر امنية خارج دائرة رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان ان القنبلة الموضوعة في تفجير الشهيد اللواء وسام الحسن هي قنبلة نقطية، بمعنى انها ليست قطعة متفجرات بل هي مجموعة نقاط صغيرة جدا تلتصق من كل النواحي ببعضها وعندما تنفجر تحول الجسم الذي فجرته الى نقاط، ولا يبقى له اثر. وهو مرتبط بجهاز «جي.بي.أس.» وشاشة كمبيوتر تراقب حركة السيارة المستهدفة، لأن لاصقا حديديا فيه مادة الليزر يتم لصقه فوق الدولاب. وعندما يصبح اللاصق بموازاة المتفجرة تنفجر كالنقاط ولا تترك مجالا لجروحات او غيرها بل تدمر الجسم كليا.

وصل اللواء الحسن الى بيروت، وذهب فورا الى شقته في الاشرفية، وكان آتيا من باريس حيث تعشى مع الرئيس سعد الحريري ومع السفير جوني عبدو واصدقاء لبنانيين. لكنه وصل الى باريس من المانيا حيث اجتمع مع ممثل حركة حماس واتفق معه على التعاون الامني في المنطقة على ان تفتح خلايا حماس الامنية معلوماتها امام شعبة المعلومات وان تمد شعبة المعلومات حماس بالمعلومات عنها. وبالنسبة للساحة اللبنانية يحصل تنسيق قوي بين حماس وشعبة المعلومات بالنسبة للأحداث وأهم نقطة اتفق معها هو الا تجتاز حماس اي خط سني خارج التفاهم مع تيار المستقبل. 

على مسافة طاولتين، كانت طاولة من لبنانيين جالسين وسمعوا الاحاديث الا ان الاحاديث لا علاقة لها بالاغتيال. 

وصل اللواء الشهيد وسام الحسن الى مطار بيروت وكانت تنتظره سيارات المديرية، وفي اطار امني مدروس توجه الى شقته في الاشرفية. وعادة كان اللواء الشهيد وسام الحسن عندما يعود يتصل باللواء ريفي ويبلغه بعودته ويجتمعان معا ويدرسان الامور بعد عودة اللواء الشهيد وسام الحسن من مهمته في الخارج.

لكن اللواء الحسن نزع بطارية جهازه الخليوي ونزع بطارية جهازه الخليوي الثاني، وأبقى على خط جهاز سائقه الذي لا يستعمله كثيرا وغير معروف، وتوجه الى الاشرفية.
وذات مرة صعد اللواء الشهيد وسام الحسن في المصعد وصعد معه شاب اسمر الى الطابق الاعلى، وتوجس اللواء الحسن منه، فأبلغ قيادة الدولة اللبنانية ما حصل من أنه مراقب. لم يقم فرع المعلومات بمسح الشقق المتواجدة في المنطقة واسماء سكانها، لأن شقة من الشقق كانت مستأجرة بهدف مراقبته والتنصت عليه. لكنه لم يتابع الموضوع على اعتبار انه قرر بعد شهرين ترك الشقة. 

قرر اللواء الشهيد وسام الحسن عدم الاتصال باللواء ريفي، لأنه يريد الاجتماع بشخصية لاستكمال جولته التي قام بها في الخارج وعاد الى لبنان. والشخصية المذكورة جهازها مفتوح ومحدد المكان. اضافة الى ان جهاز التموضع على الارض جي. بي. اس. كان يعطي اشارة عن موضع السيارة المتوقفة امام المبنى والذين يراقبون اللواء الحسن كانوا يراقبون جهاز التموضع الارضي لموقف السيارة. 

اصبح لدى القاتل نقطتان يتأكد بواسطتهما من وجود الشهيد الحسن في الشقة وجهاز الضيف المفتوح وجهاز تموضع السيارة امام المبنى. 

طلب اللواء الحسن من سائقه على افتراض امني الا يستعمل جهازه ابداً، فاستعمله لمخابرة واحدة يعلم فيها انه عاد، وسحب البطارية منه. كانت هذه المخابرة كافية لتعطي شهادة وتأكيد ثالث على ان الشهيد اللواء وسام الحسن موجودا لأن هذا الرقم معتمد لسائقه ومرافقه، وهذه الارقام تعرفها المخابرات السورية والمخابرات الفرنسية والبريطانية واحتمال كبير جدا ان تكون اسرائيل تعرفها، والسعودية تعرف الارقام. وفي الداخل كان اللواء الشهيد وسام الحسن دائما يعتمد التغيير في أرقامه.

لدى الشهيد اللواء وسام الحسن جهاز يلتقط اذا كان احد يراقبه من خلال التقاط بث جهاز خليوي متخصص بالتقاط اجهزة خليوية اخرى. 

تقرر ان يجتمع اللواء الشهيد الحسن حتى منتصف الليل مع الشخصية ثم يذهب الى مكتبه، فتح اللواء وسام الحسن عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل جهاز مراقبة ما اذا كان هو في دائرة مراقبة خليوية. فأعطاه جهازه اشارة بأن جهازا يلتقط اربعة خطوط خليوية معا هو في دائرة الشقة التي يسكنها والدائرة لا تزيد عن مئتي متر. 

قرر عدم الانتقال وودع ضيفه، لم يظهر قبالة الباب، والسائق بقي داخلا وجلس اللواء الشهيد وسام الحسن يراقب بواسطة جهازه الجهاز الذي يراقب خليويا، فرأى ان النقطة تغيرت وكانت سابقا تشير الى مركز جهاز الالتقاط، فعرف ان الجهاز موجود في سيارة لأن مكانه تغير بمسافة سيارة وليس مشيا على الاقدام. وفي مكتبه في شعبة المعلومات كل عشرين دقيقة يضغط اللواء الشهيد الحسن على زر او يتصل بالقسم التقني ويطلب منه مسح المنطقة بدائرة 300 متر حول المديرية، فكان الجهاز التقني احيانا يلتقط جهاز المراقبة الذي هو في محيط مديرية قوى الامن الداخلي وهو جهاز يلتقط اربعة اجهزة وليس اكثر ويجب ان يكون على مسافة حدها الاقصى 300 م وعند الالتقاط يقترب الى مسافة 100 م. 

عندما كان اللواء الشهيد وسام الحسن يلتقط ان جهاز المراقبة موجود، كانت شعبة المعلومات تقوم بتشغيل جهاز مضاد موجودة اجهزة التقاطه على اسطح مديرية قوى الامن الداخلي وتعطل الالتقاط، وهي اجهزة تلقتها من دولة الامارات المتحدة وعند ادارتها لا يستطيع الذي في السيارة ومعه جهاز الالتقاط ان يلتقط اي تنصت او مكان للجهاز الخليوي. 

بعد توديع الضيف، طلب اللواء الحسن من مرافقه وفق سيناريو نتصوره اذا كان احد يتنصت على الشقة التي هو فيها، فأعطاه السائق جوابا بالايجاب. فقرر اللواء الحسن البقاء في الشقة وعدم الخروج وانتظار الوقت. وبعد برهة، أعاد تشغيل الجهاز فوجد انه ما زالت تحت المراقبة، عندها، وبعد سفره من المانيا الى فرنسا ومن فرنسا الى بيروت وتعب واجتماع مع شخصية سياسية، قرر النوم في الشقة. واتخذ الاجراءات اللازمة ولم يرد ان يتصل بالمديرية فهو معتاد على جهاز مراقبته وقرر ان يترك الشقة في اليوم التالي وخلال النهار ويكون الامر مضمونا اكثر. 

من خلال تصور مسرح الجريمة يبدو ان هناك طريقين: طريق ضيق وطريق واسع ينزل من الاشرفية تجاه مستشفى اوتيل ديو والطريقان ينزلان بمحاذاة بعضهما.
جاءت سيارة ثالثة من المديرية باتصال مجهول امنه اللواء الشهيد الحسن مع السيارة، وركب فيها. كان الوقت ظهرا تقريبا او بعد الظهر. الخلية التي تراقبه يقدر عددها بـ15 شخصا يتبدلون كل ستة عناصر وراء ستة عناصر ويتابعون المراقبة. والأكيد ان عنصرا كان امام مطعم فرح السابق وعنصرا كان مقابل المبنى الذي يسكنه، وعنصرين مقابل السيارتين الملغومتين، والمسافة بينهم وبين الاهداف تصل الى 70 م. وطبعا وفق تصور سيناريو امني اخذ وقتا وتصورا ودراسة على الكمبيوتر او كمبيوترات لتصور الجريمة. 
اختار الشهيد اللواء وسام الحسن الطريق الضيق واعتبرها اقل شبهة، فما ان مرت السيارة واشتغل جهاز الليزر مع جهاز التموضع على الارض حتى انفجرت القنبلة النقطية التي هي مكونة من مئات آلاف النقط الصغيرة الزجاجية والمحرقة والمتفجرة، والتي عندما تنفجر تتحول الى قطع صغيرة لا تزيد عن ملم واحد بشكل لا تترك اثرا على الجسم الذي ضربته. 

لم يبق من السيارة ومن الشهيد اللواء الحسن ومرافقه شيء، لم يستطع احد تحديد لا السيارة ولا المغدور لأن سيارتي المعلومات كانتا سبقتا اللواء الشهيد فأكملا بسرعة على اساس انهما يتعرضان لتفجير، لكن التفجير كان قد وقع خلفهما واستشهد اللواء وسام الحسن. 

مرت ساعة كاملة لم يعرف احد من هو المغدور لأن لا آثار، الهاتف يدق على اجهزة اللواء الشهيد الحسن ولا احد يرد. الضابط التقني المسؤول عن الجهاز الذي يمسح منطقة وجود اللواء الحسن استعمل جهازه المضاد وتوجه فالتقط الجهاز فورا، لكنه لم يكن باستطاعته معرفة في اي سيارة موضوع الجهاز. هنالك جهاز خاص على خاصرة اللواء وسام الحسن على اثر الانفجار لم يبق منه شيء. 

عندما تم استعمال هذا الجهاز الذي يرد تلقائبا في كل الاحوال ليس صوتيا بل يعطي اشارة ضوء لم يرد ولم يعط الضوء. فكان اول شخص يدرك ان الخطر وقع وان الجريمة حصلت هو اللواء اشرف ريفي، بينه وبين اللواء الحسن هذان الجهازان لا يستطيع احد ان يعطلهما. اصيب اللواء ريفي بالذهول وذهب الى المكان وبدأت فرق شعبة المعلومات تأتي. كان رئيس الجمهورية يريد معرفة من الذي استشهد، كان الجميع يريدون ان يعرفوا.

بعد ساعتين، تم التأكد من ان الشهيد هو اللواء وسام الحسن وذلك من خلال قطع من خاتم في يده، من قطعة حديد في ساعة يده، من كعب المسدس على سطح بناية يبعد مسافة ثلاث بنايات. 

اصيبت مديرية قوى الامن الداخلي بالذهول، شعبة المعلومات عناصرها يبكون، لا تصدق ان قائدها استشهد. وضعت شعبة المعلومات كل طاقاتها وحصرت التحقيق بها. وأكملته حتى النهاية. وتوصلت الى نتائج لا يعرفها الا اشخاص اقل من اصابع اليد. 

طلب القطريون المشاركة في التحقيق، طلب السعوديون المشاركة، طلبت الامارات المشاركة، طلبت المخابرات الفرنسية والبريطانية المشاركة. لكن التحقيق انحصر في شعبة المعلومات. 

توصلت اجهزة المخابرات الى استنتاجات كلها خطرة خاصة انها استنتاجات. وتم تركيب اعادة تنفيذ العملية مرة ثانية وكيف حصلت، وتأكد الذين حققوا ان ما حصلوا عليه في التحقيق هي ذاتها التي حصلوا عليها بإعادة تمثيل الجريمة. 

العبارة التي كتبها كبير المحققين تقول: تفجير وسام الحسن دون اعطاء واحد بالمليار حظ للحياة. لأنه كان المطلوب الغاؤه نهائيا. 
التحقيقات شملت لبنان والدول التي تصنع هذا النوع من المتفجرات، هي تسع. 

خطأ جسيم ربما حصل في المطار، وهو ان مرافق الشهيد وسام الحسن من شعبة المعلومات عندما هبطت الطائرة وهي تسير على ارض المطار اتصل برفيقه وقال له: عدنا. كانت هذه خطيئة مميتة، اعطت الذين يرفضون العودة الاشارة، لأن الشهيد الحسن كان يسافر بعدة جوازات سفر، وكانت له مراعاة امنية بشأن ختم جواز السفر. 

وكانت المقاعد في الطائرة تحجز بأسماء غير اسم الشهيد اللواء وسام الحسن ومرافقيه، ولا يعرف طاقم الطائرة الاسم الحقيقي للراكب كما هو معمول في الطائرات حيث يضع لائحة كاملة بأسماء الركاب ويتم تعدادهم ومعرفتهم من خلال التدقيق على مكتب التسجيل. اما تدابير سفر اللواء الحسن وعودته فكانت خارج المألوف ومن الصعب التقاطها، فهل اخطأ المرافق خطأً مميتا عندما وصل الى المطار وأبلغ رفيقه «وصلنا»، كي يبلغ العائلة.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: