أحدث سيناريو إسرائيلي للحرب على لبنان

كشف تقرير استخباراتي ألماني في نهاية الأسبوع الماضي النقاب عن الخطوط العريضة لأحدث سيناريو إسرائيلي لشن حرب فتاكة وأشد عنفاً وضراوة من حرب 2006 على لبنان, لإنهاء دور “حزب الله” والجماعات المتحالفة معه, وسط توقعات بأن تنتهي خلال اقل من شهر باحتلال منطقة جنوب الليطاني المحاذية لحدود الدولة العبرية البالغة مساحتها نحو ربع مساحة لبنان, وعدم انسحاب الجيش الإسرائيلي منها ومن مناطق داخلية أخرى في العمق قبل توقيع معاهدة سلام لبنانية – اسرائيلية على غرار المعاهدتين مع مصر والاردن, وقبيل توقيع معاهدة مماثلة مع النظام السوري الجديد الذي سيقوم على أنقاض نظام البعث الأسدي في منتصف العام المقبل, حسب التقديرات الاسرائيلية – الأوروبية.
ولحظ التقرير الذي وضع لمناسبة الذكرى السابعة لحرب يوليو 2006, واطلعت “السياسة” على بعض مضامينه, توقع قيادة الجيش الاسرائيلي “اندلاع حرب مع لبنان في اي لحظة”, رغم ان العالم منشغل بما يحدث في سورية وفي مصر ودول شمال افريقيا العربية من اضطرابات ومشاكل, “ستكون أقسى ما شهده الشرق الاوسط من حروب خلال الستين عاما الماضية, بل أشد حدة وغزارة دماء من حرب العراق العام 1991 (الغزو الغاشم للكويت) و2003 (احتلال بغداد), ومما يجري راهنا في سورية, إذ يتوقع الاسرائيليون تلقي آلاف الصواريخ على مدنهم ومناطقهم وثكناتهم العسكرية ومصالحهم الاقتصادية والنفطية, كما يتوقعون تعرض مفاعلاتهم النووية ومخازن أسلحتهم في طول البلاد وعرضها للاستهداف, ونزوح مئات الآلاف من السكان من شمال البلاد باتجاه الداخل والسواحل خصوصاً طوال فترة الحرب التي حددتها القيادات الجوية والصاروخية بما بين شهر و45 يوماً, مع الاخذ بعين الاعتبار امكانية اطلاق رؤوس صواريخ مزودة بحشوات كيماوية او بيولوجية على المدن الرئيسية مثل تل أبيب وحيفا ويافا ومدن الساحل”.
وفي الشق الأول من التقرير الألماني الاستخباراتي الوارد تحت عنوان “اليوم التالي للحرب في لبنان”, يركز السيناريو على “ضرورة أن تكون الحرب من العنف والسرعة والعدوانية” بحيث:
- تبدأ بحرب “الأرض المحروقة” وافراغ منطقة سكان جنوب الليطاني من نحو 700 الف شيعي الى الداخل, ودفعاً بهم بعد ذلك الى الاراضي السورية او بلدان الجوار (الاردن وتركيا والعراق) وجعل المنطقة منزوعة السلاح.
- يتم خلال الحرب تقسيم جنوب الليطاني الممتد من البحر غرباً (النافورة وصور) حتى منحدرات جبل الشيخ شرقاً ومن حدود نهر الليطاني شمالاً حتى الخط الازرق الفاصل بين لبنان واسرائيل الى خمسة مربعات يتم احتلالها بعد إفراغها من سكانها ما أمكن, ثم تدميرها بحيث تسوى بالأرض, منعاً لإعادة إعمارها إلا بعد عشرات السنين, كما هو الحال في العراق وافغانستان وكما يحدث الآن في سورية.
- بقاء القوات الاسرائيلية, التي ستصل بزحفها البري بأكثر من 800 دبابة وألف آلية وبطارية صواريخ ومدفعية الى حدود الهرمل مع سورية في شمال لبنان, في جنوب الليطاني بكامله المدة المطلوبة لتوقيع الحكم اللبناني معاهدة سلام مع اسرائيل تمهيدا لعقد معاهدة سلام مماثلة مع النظام السوري الجديد, لأن أي حل للنزاع مع الفلسطينيين في المفاوضات لن يكون كافيا ما لم يستتب الأمن ويهدأ ويزول النزاع بين تل ابيب وبيروت ودمشق في الشمال.
- عدم استثناء الجيش اللبناني وما يمتلك من قوى عسكرية متواضعة من الاستهداف على نفس مستوى التدمير ل¯”حزب الله” وسلاحه وقواعده وثكناته وقياداته في بيروت ومختلف المحافظات.
وينقل التقرير عن مسؤول عسكري اسرائيلي في جبهة الشمال على حدود لبنان قوله “يجب ان تكون هذه الحرب الأخيرة لاسرائيل في المنطقة قبل القضاء على البرنامج النووي الايراني ونظام الملالي”.
0 comments: