رسائل ايرانية نارية من دمشق
معاً نقاتلكم ايها الامريكيين
ومعاً نحبط مكركم..!
محمد صادق الحسيني
للمرة الاولى منذ بدء الحرب الكونية على سورية يزور موفد عسكري وسياسي وامني ايراني رفيع المستوى هو الاعلى مرتبة العاصمة دمشق في خطوة لها دلالاتها الاستراتيجية في زمن النصر والتحرير.
والرسائل التي حملها من الوزن الثقيل منها ما هو قابل للاعلان ومنها ما اهو اخفى وامر وادهى على العدو ..!
اولا : لم تأت هذه الزياره كردة فعل على العدوان الجوي الاسرائيلي على الأجواء اللبنانيه وعلى موقع عسكري سوري قبل ايام كما يشاع وإنما هي زيارة مبرمجة ومعد لها سابقا ضمن المشاورات المتواصلة بين الجيشين الايراني والسوري واللذان يقاتلان نفس العدو الصهيواميركي ومشاريعه الاجراميه في المنطقه العربيه والاسلاميه .
ثانيا : ان وصول الجنرال باقري الى دمشق واستعراضه لحرس الشرف وهو يرتدي بزة الميدان يحمل الكثير من المعاني وعلى رأسها انه لم يأتِ الى دمشق في زيارة بروتوكولية تقتصر على التقاط الصور التذكارية الاستعراضية
وتجاذب الأحاديث العامة المحتوى مع نظيره السوري.
وهذا يعني ان هذه الزيارة هي زيارة عمل واجتماعات مكثفة جاء ليجريها مع القاده العسكريين السوريين واخوانهم الايرانيين الذين يقاتلون معهم في مختلف جبهات القتال في سورية.
لا بل ان هذا الحضور يشي بان القيادتين العسكريتين الايرانيه والسوريه بصدد وضع اللمسات الاخيره على خطة اعدة الزخم لمواصلة الهجوم الاستراتيجي لقوات الحلف ، بما في ذلك التعاون مع القوات المسلحه العراقيه ، وذلك لاستكمال حلقات هذا الهجوم بعد الانتهاء من تحرير دير الزُّور والبوكمال واحكام السيطره ، بالتعاون مع القوات المسلحه العراقيه ، على الحدود العراقيه السوريه وتأمين الطريق الاستراتيجي البري الرابط بين موسكو وغزة ، عبر طهران فبغداد فدمشق فبيروت .
ثالثا : بالنظر الى النظرة الثاقبة للمرشد الأعلى للثورة الاسلاميه ، وقراءته الاستشرافية الدقيقة لاحتمالات تطور وتغير أساليب العدوان الصهيواميركي على الأمة العربية والاسلاميه ، والى اختياره هذه الشخصية العسكرية الفذه والتي تتمتع بالخبرات العسكرية والأمنية الضروريه لمواجهة أشكال العدوان الجديده فانه من الواضح ان اعين سماحة الامام كانت ترى مؤامرة المارق مسعود البرازاني تلوح في الأفق قريبا عندما قام بتعيين الجنرال باقري رئيسا لأركان الجيش الايراني في شهر حزيران سنة ٢٠١٦.
وهنا فان من الجدير بالذكر ان الجنرال باقري قد تقلد في وقت سابق منصب مساعد القائد العام للقياده المشتركه في القوات المسلحه الايرانيه سابقا لشؤون الاستخبارات والعمليات الى جانب توليه مسؤولية مساعد لرئيس الأركان للشؤون المشتركه في القوات المسلحه ومنسقا بينها وبين الحرس الثوري .
رابعا : وبالنظر الى المسؤوليه الحساسه التي كان يتولاها الجنرال باقري إبان فترة التمرد الكردي المدعوم صهيوامريكيا في شمال غرب ايران والذي استمر حتى أواخر عام ١٩٨٣ والتي تمثلت في الإشراف على شؤون الاستخبارات خلال العمليات التي نفذها الحرس الثوري في تلك المنطقه وانتهت بالقضاء على ذلك التمرد .
وانطلاقا من هذه الخلفيه وبالنظر الى وقائع الميدانين السوري والعراقي واقتراب تحقيق النصر في هذا الفصل من فصول الهجوم الاستراتيجي لقوات الحلف وضرورة الاستعداد لتنفيذ المرحلة النهائية باتجاه تأمين المحافظات الشمالية الشرقية في سورية وغرب العراق . اي وضع اللمسات الاخيره على خطة حماية المواطنين الأكراد في المناطق المشار اليها أعلاه من عبث مسعود برزاني وبقية جوقة العملاء هناك وصولا الى تفكيك التشكيلات العسكريه العميله والتي تديرها وزارة الحرب الامريكيه وتلك الاسرائيليه وبتمويل اماراتي.
اذن هي زيارة عمل ميداني بامتياز سيتبعها سيل من المفاجآت الكبرى التي لن تتوقف الا بتحقيق الهدف النهائي المتمثل بإجبار المحتل الامريكي على تجميع مرتزقته والهرب من شمال شرق سورية وتحقيق اهداف الهجوم الاستراتيجي الكبير.
لذلك كان باقري واضحا كل الوضوح في رسائله الاساسية التي حرص على ان يطلقها من دمشق تحديدا:
١- نحن وسورية نقاتل سوياً عدونا المزدوج الصهيوني والتكفيري
٢- لن نسمح للعدو الصهيوني بالعدوان على سورية .
٣- خطيئة البارازاني ممنوع ان تتكرر..!
اي لا حرب على سورية او لبنان من جانب العدو الصهيوني ولا تراجع ايراني عن تلاحم قواته مع قوات الجيش العربي السوري في جبهة الحرب على داعش واخواتها ، ولا لمؤامرة التقسيم ...!
وهكذا يكون الجنرال باقري قد ابلغ رسائل القائد العام للقوات المسلحة الامام السيد علي خامنئي للصديق كما للعدو كما وردت على لسانه في آخر خطاب له في طهران في نفس الوقت الذي كان فيها مبعوثه يستعرض ضباط وجنود الجيش السوري بلباس الميدان الايراني الا وهي :
لقد هزمتم في سورية والعراق ولبنان وهذا سبب غيظكم وحنقكم ...
واننا نعرفكم جيدا بانكم انتم سادة الصهيونية والتكفيريين معاً ولذلك سنقاتلكم جميعاً...
ولما كنا نعرف ان مكركم ومكائدكم مستمرة رغم بلاهة ترامب فاننا لن ننام بل نرقد ونحن لكم بالمرصاد في كل ساح .
والكلام للسيد علي الخامنئي امام جمع من النخب الطلابية العلمية المتفوقة في شارع فلسطين في طهران .
بعدنا طيبين قولوا الله
رسائل ايرانية نارية من دمشق معاً نقاتلكم ايها الامريكيين ومعاً نحبط مكركم..!
Tags:
السيد محمد صادق الحسيني
0 comments: