"مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"، 7/3/2022
- إسرائيل قلقة جداً من استخدام المسيّرات الإيرانية في المنطقة، وبالاستناد إلى مصادر أمنية، قبيل التوقيع المحتمل للاتفاق النووي الجديد، تنوي إسرائيل الكشف عن معلومات استخباراتية بشأن الخطر الإيراني الذي لا يشكله الاتفاق النووي فقط، بل أيضاً نشاطات فيلق "القدس" في الحرس الثوري الإيراني في شتى أنحاء المنطقة.
- تخطط إيران لضخّ أموال كثيرة لعمليات فيلق "القدس"، بعد رفع العقوبات عنها واستئناف بيعها النفط لدول العالم. وتحاول إسرائيل زيادة الوعي العالمي بالخطر المتوقع، وأيضاً ردع إيران عن مواصلة نشاطها في موضوع المسيّرات.
- أمس، كشف المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أن الجيش اعترض في آذار/مارس 2021 مسيّرتين كانتا في طريقهما إلى الأراضي الإسرائيلية، بواسطة طائرات حربية من نوع "أدير". جرى الاعتراض في أجواء المنطقة بالتنسيق مع دول مجاورة، وبهذه الطريقة جرى منعهما من التسلل إلى إسرائيل. وكانت المسيّرتان في قيد مراقبة منظومة المراقبة والتحكم طوال فترة تحليقهما.
- وبالاستناد إلى مصادر عسكرية، كانت هاتان المسيّرتان محملتين بعتاد عسكري، على ما يبدو مسدسات، والمقصود تجربة لفتح مسار للتهريب الجوي إلى قطاع غزة، بعد الصعوبات التي يواجهها الإيرانيون في تهريب السلاح إلى التنظيمات الفلسطينية في القطاع، عبر مصر.
- انطلقت المسيّرتان من إيران وحلّقتا مسافة طويلة على علو منخفض، لكن سلاح الجو كشفهما في وقت مبكر واعترضهما قبل تنفيذ مهمتهما.
- يدرك الإيرانيون جيداً ضعف الغرب في محادثات فيينا، والتقدير في إسرائيل أنه فور توقيع الاتفاق النووي الجديد ستزيد إيران في عمليات فيلق القدس وأذرعتها المتعددة في المنطقة ضد إسرائيل، ومنذ الآن، يستغل الإيرانيون الحرب في أوكرانيا لعزيز تمركزهم العسكري في الأراضي السورية. وفي تقدير مصادر أمنية إسرائيلية، وسّعت إيران، مؤخراً، نطاق عمليات نقل السلاح إلى سورية ولبنان، بما في ذلك مسيّرات وصواريخ دقيقة ومنظومات دفاع جوي.
خطر المسيّرات
- قبل بضعة أيام، زار إسرائيل والمنطقة قائد القيادة المركزية في الولايات المتحدة (CENTCOM) الجنرال كينث ماكنزي، وكان أحد الأهداف المركزية للزيارة إيجاد حلول ناجعة مع إسرائيل والسعودية والإمارات لوقف هجمات المسيّرات الإيرانية.
- الولايات المتحدة تعمل على إقامة حلف إقليمي في وجه المسيّرات الإيرانية يضم إسرائيل والدول السّنية المعتدلة؛ في المقابل، تشهد إسرائيل والولايات المتحدة نشاطاً لتطوير قدرات تكنولوجية من أجل إقامة منظومة قادرة على كشف إطلاق المسيّرات وملاحقتها والتشويش على مسار تحليقها. وعلى ما يبدو، تخلفت الولايات المتحدة وإسرائيل عن اكتشاف خطر المسيّرات في الوقت المناسب، بحسب تقدير مصدر أمني رفيع المستوى.
- إيران وظّفت في الأعوام الأخيرة جهداً كبيراً في تطوير مسيّرات من أنواع مختلفة، حتى تلك القادرة على الطيران آلاف الكيلومترات، وأصبحت دولة إقليمية عظمى ورائدة في هذا المجال. ويستخدم المتمردون الحوثيون، يومياً، المسيّرات ضد السعودية والإمارات، وأيضاً الميليشيات الموالية لإيران في العراق. خلال الأشهر الأخيرة، هاجمت الميليشيات الموالية لإيران في العراق، بواسطة مسيّرات إيرانية الصنع، قواعد أميركية في العراق وسورية، كما هاجمت منزل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في محاولة لاغتياله.
- بالاستناد إلى مصادر أمنية إسرائيلية، الشخص الذي يقف وراء الاستراتيجيا الجديدة لإيران في استخدام المسيّرات في الشرق الأوسط ضد الدول السّنية وإسرائيل، هو الجنرال أمير علي حاجي زادة، قائد سلاح الجو في "الحرس الثوري" الإيراني.
- لقد تحولت إسرائيل، بالتدريج، إلى هدف للمسيّرات الإيرانية، فقبل شهر، تسللت طائرة صغيرة من دون طيار من الأراضي اللبنانية إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وحلّقت مدة 40 دقيقة، وجمعت معلومات استخباراتية، ونجحت في العودة إلى لبنان من دون أن يتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من اعتراضها.
- الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أعلن في 16 شباط/فبراير، في خطاب ألقاه بمناسبة مرور 30 عاماً على اغتيال الزعيم السابق لحزب الله عباس الموسوي، أن لدى الحزب قدرة على إنتاج المسيّرات في لبنان.
- بالاستناد إلى مصدر أمني في إسرائيل، قبل قرابة الأسبوعين، جرى في العراق اعتراض مسيّرتين أُطلقتا من إيران وكانتا في طريقهما إلى إسرائيل، على ما يبدو، في هجوم انتقامي لاغتيال عرّاب البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زادة، ورداً على قصف سلاح الجو الإسرائيلي أهدافاً إيرانية في سورية.
- يزداد خطر المسيّرات على إسرائيل، ويساعد الإيرانيون "حماس" والجهاد الإسلامي على تطوير مسيّرات للتغلب عن الحاجز الأرضي الضخم الذي أقامته إسرائيل حول قطاع غزة، وفي "حماس" بدأوا بإجراء تجارب على إطلاق مسيّرات جديدة.
- المخطط الإيراني هو مهاجمة إسرائيل في اليوم الذي يُعطى فيه الأمر بإطلاق عشرات أو مئات الأسراب من المسيّرات من قطاع غزة، ومن هضبة الجولان في سورية، ومن الجنوب اللبناني، لمهاجمة أهداف إسرائيلية داخل الدولة واختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، والمقصود خطر لم تجد له إسرائيل حتى الآن سوى حلّ جزئي، وتستعد لمواجهته.
0 comments: