Friday, December 14, 2012


الكباش الإيراني السعودي يستعر في زحلة والهدف استقطاب الزعامة الكاثوليكية

الجمعة 14 كانون الأول 2012،    أنطوان الحايك - مقالات النشرة
أثبتت الساعات الأخيرة الماضية صحة معلومات "النشرة" حول الكباش الإنتخابي في زحلة بين السعودية وايران بعد أن ارتفع مستوى التمثيل الإقليمي الشيعي  من زيارة تمهيدية لوفد قيادي من "حزب الله" السبت الماضي إلى زيارة للسفير الإيراني غضنفر ركن أبادي لمطرانية الروم الكاثوليك في عاصمة الكثلكة التقى خلالها، إضافة إلى المطران عصام درويش وفاعليات المدينة، رئيس "الكتلة الشعبية" الوزير الاسبق الياس سكاف في مشهد يؤكد على أهمية واستراتيجية ما يجري في المدينة التي ستحدد وحدها هوية الأكثرية المفترضة، وبالتالي مستقبل البلاد للسنوات السبع المقبلة باعتبار أن الأكثرية التي ستفرزها الانتخابات هي من ستنتخب رئيس الجمهورية في العام 2014، وهذا ما يفسر الهجمة الاقليمية على استقطاب زعامات المدينة المؤثرة في صناديق الاقتراع.
واللافت أن كبار اللاعبين يحاولون استقطاب الزعامة الزحلية الكاثولية  دون سواها بدليل العروض والاغراءات المقدمة من السعودية من جهة، وهي تمثلت بدعوة سكاف إلى زيارتها، وزيارة ابادي التي ما كانت لتتم بمعزل عن ارادة بلاده وما حملته من عروض مساعدات للمؤسسات الطبية الكاثوليكية مع ما تتضمنه من محاولات لاستقطاب الشارع الكاثوليكي الممثل بسكاف الذي نال أعلى نسبة بين الناخبين الكاثوليك في دورتي الـ2005 والـ2009 على حد سواء من جهة ثانية.
في سياق متصل تعزو مصادر واسعة الإطلاع على خفايا الاتصالات الجارية في الكواليس أسباب الهجمة على استقطاب الزعامة الكاثوليكية إلى جملة  معطيات إبرزها اصرار الفاتيكان على الدور الكاثوليكي المشرقي إنطلاقا من عاصمة الكثلكة في الشرق لما تحمله من رمزية معنوية مساندة للانتشار المسيحي في سوريا والمشرق العربي، إضافة إلى أن أي من النواب السبعة المفروضين على المدينة  من قبل السنية السياسية لم ينجح في اشغال الفراغ الذي خلفته الكتلة الشعبية على المستويين الإنمائي الخدماتي والسياسي المسيحي تحديداً، بل على العكس تماما فان الواقع يؤكد على زيادة الشرخ على مستوى الشارع المسيحي، فضلاً عن فشل الزعامات المارونية الوافدة من خارج المدينة وتحديداً الرابية ومعراب وبكفيا في ادارة المعركة السياسية نظراً إلى غياب الأولى وعدم تأثيرها في المسار العام، وبعد سلسلة من الخلافات بين المرجعيتين الثانية والثالثة في ظل صراع مستميت على اشغال المقعد الماروني الوحيد، ووسط همس وتسريبات مقصودة عن عدم تمسك بكفيا بالمقعد الكتائبي الذي يشغله النائب ايلي ماروني  خصوصاً في حال كان هناك توافق من تحت الطاولة يؤمن مقعدين إضافيين واحد في المتن وآخر في بعبدا، في مقابل "طحشة" قواتية مركزة لاشغال المقعد الماروني لما يحمله من رمزية على مستوى البقاع المحازي لسوريا والقريب من ثقل قواتي متمثل في دير الاحمر والقرى المارونية المحيطة بها، والواقعة بدورها تحت تأثير الصوت الشيعي المرجح.
كل هذا لا يلغي حقيقة يعرفها العاملون في الكواليس وهي أن الاتصالات لم تنقطع منذ اشهر بين زحلة والرابية من جهة والرابية وحارة حريك من جهة ثانية، وذلك على خلفية إعادة المشهد في قضاء زحلة  الى ما كان عليه عشية انتخابات العام 2009 لجهة تركيب التحالفات بعد ايكال ادارتها المباشرة إلى الكتلة الشعبية التي يتريث رئيسها في تحديد خيارته المفتوحة على الخطوط الإقليمية وليس المحلية فحسب وهو يدرك جيداً أن العملية الانتخابية برمتها ستقع تحت تأثير نتائج  تداعيات التحولات الإقليمية والدولية.


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: