Thursday, December 20, 2012


معارك اليرموك السوري وأبعادها المحليّة واللبنانيّة

الأربعاء 19 كانون الأول 2012،     ابتسام شديد - "الديار"
هل تنجح التطورات السورية في تطبيق مقررات الحوار الوطني بعدما تعذر على طاولة الحوار تحقيقه ؟ سؤال فرضته الأحداث الأخيرة في سوريا والمعارك الطاحنة في اليرموك والمعلومات عن خروج آلاف السوريين ونزوحهم الى لبنان وكذلك خروج الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد جبريل من المخيم والانتقال الى مكان آمن، قيل انه في الساحل السوري.
وبغض النظر عن صحة المعلومات فان الأكيد والواضح في الوسائل الإعلامية المتلفزة بان مخيم اليرموك في العاصمة السورية شهد معارك عنيفة وان الثوار من جيش حر ومسلحين فلسطينين باتوا ينتشرون في احياء المخيم المكتظ عادة بالسكان، كما انه يستحيل على الجبهة الشعبية، قيادة وعناصر، البقاء فيه وبالتالي فإنهم مجبرون على المغادرة او على تغيير الولاء الذي التزمت به الجبهة منذ تأسيسها بقيادة ابو جهاد _ احمد جبريل.
إذاً تداعيات الأحداث في مخيم اليرموك ترخي بظلالها على مقررات طاولة الحوار وابرزها السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، علماً ان هذا السلاح كان محصوراً في المواقع العسكرية التي انشأتها الجبهة الشعبية القيادة العامة في منطقة الناعمة على الساحل الجنوبي لمدينة بيروت، وفي اوسايا في المنطقة الحدودية في البقاع الغربي، وبالتالي فان اي خربطة تلحق بالجبهة الشعبية في اليرموك الدمشقي حيث مقر القيادة هناك، سيصيب في اماكن أخرى، وتحديداً في ابرز مواقعها العسكرية، الناعمة واوسايا.
وترى اوساط سياسية مطلعة في هذا الشأن، ان ما جرى في سوريا من معارك في اليرموك وضع مصير القواعد العسكرية للجبهة الشعبية في لبنان امام خيارين أحلاهما مر ُ، الأول هو عدم القدرة اللوجستية على الاستمرار بعدما تغيرت قواعد اللعبة فلسطينياً، وبعدما التحق الفلسطينيون بكافة أطيافهم تقريباً مع حركة حماس الى جانب الثورة السورية، وبالتالي تتعطل حركة الإمدادات المطلوبة لبقاء واستمرار قواعد جبريل العسكرية في لبنان.
اما الأمر الثاني المنتظر والذي تتخوف منه الأوساط ان يكون له انعكاساته على الداخل اللبناني، كما يقول العارفون، هو ان تتحول عقيدة العناصر المتواجدة في هذه القواعد الى نصرة المحور الذي ينقض على سوريا، ويلتحق بالفلسطينيين الذين سبقوهم ان في حركة حماس او الجهاد الإسلامي، وبذلك تتحول تلال الناعمة الى مكان تتحول فيه المطالبة بإزالته من 14 آذار لتصبح قوى 8 آذار من أشد المطالبين بضرورة إزالته.وهنا لا بد من التذكير بان قاعدة الناعمة العسكرية كانت مركزاً متقدماً على شاطىء البحر المتوسط، أرادها محور الممانعة موقعاً عسكرياً متقدماً لأية أعتداءات اسرائيلية، كما انها وقفت باستمرار امام المحاولات اللبنانية الحثيثة للاستيلاء على طريق الجنوب لقطعها على المقاومة وبالتالي فان اي تغيير في أهدافها سوف يصطدم بحجم رادع يعيد لها وظيفتها الأساسية. ومن خلال التطورات الدراماتيكية، فان الخشية ان يعمد بعض المغامرين اللبنانيين من انصار الثورة السورية الى الإعتقاد بان الناعمة اصبحت تحت سيطرتهم سياسياً وعسكرياً، وان يسعى هؤلاء الى ربط الإقليم السلفي مع صيدا الأسير وصولاً الى المجاهدين الإسلاميين في عين الحلوة، معتقدين انهم ينسحبوا في قطع الطريق الدولية عن المقاومة في الجنوب، وربما يتناسى هؤلاء ان محور الممانعة يضع دائرة حمراء واسعة النطاق في هذه المنطقة الاستراتيجية.
ويبقى السؤال، هل ادخلتنا معارك اليرموك السوري في نفق لبناني مجهول عنوانه من جديد، السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. 

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: