التخوف: تقرير غولدستون
2../
معاريف
– من ايلي بردنشتاين وآخرين - الخميس 20/12/2012
تستعد وزارة الخارجية لتقرير
فحص البناء في المناطق بمبادرة مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة والذي سيرفع في
آذار القادم. على خلفية قرار الحكومة حث اجراءات البناء في المنطقة E1 بين القدس
ومعاليه ادوميم والنية لبناء عشرات آلاف وحدات السكن في المناطق، تخشى القدس ان
يكون التقرير قاسيا ويؤدي الى اجراءات حادة ضد اسرائيل.
في المداولات التي
أجراها المسؤولون في الآونة الاخيرة في وزارة الخارجية أُطلقت تقديرات مختلفة عن
معنى نشر التقرير بعد نحو ثلاثة أشهر. وبين الامكانيات التي طُرحت في المداولات
يمكن ان نجد تبني مجلس الامن في الامم المتحدة للتقرير وكذا اجراءات عقابية ضد
اسرائيل أو تشكيل اجهزة متابعة ورقابة على البناء في المناطق. امكانية اخرى طُرحت
هي ان تتبنى الجمعية العمومية للامم المتحدة التقرير وان تطلب من محكمة الجنايات
الدولية في لاهاي فتوى عن البناء في المستوطنات.
مُنحاز ضد
اسرائيل
تشكل مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة في 2006 ليحل محل مأمورية
حقوق الانسان. وتتميز قراراته بانعدام الموضوعية وبالتسيُس الذي يستهدف اسرائيل
أساسا. ريتشارد غولدستون، الذي ترأس لجنة غولدستون التي تشكلت هي ايضا في مجلس حقوق
الانسان، نشر مقالا تراجع فيه عن اتهاماته لاسرائيل بل وادعى بأن المجلس متحيز ضد
اسرائيل. ومنذ تأسيسه، فان 39 من أصل 91 قرار اتخذه المجلس عني
باسرائيل.
في اذار 2011 قرر مجلس حقوق الانسان تشكيل لجنة تحقيق دولية "في
آثار البناء الاسرائيلي في المستوطنات على الحقوق المدنية، السياسية، الاقتصادية،
الثقافية والاجتماعية للفلسطينيين في المناطق المحتلة بما في ذلك في شرقي القدس".
هذه هي صيغة القرار. وقد باءت جهود اسرائيل لاحباط القرار، بمساعدة الولايات
المتحدة، بالفشل وأمر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بقطع علاقات اسرائيل مع
المجلس. كما قررت اسرائيل عدم التعاون مع اللجنة وعدم السماح لها بالدخول الى
اسرائيل والى المناطق.
وخلافا لتجند الادارة الامريكية ضد تقرير غولدستون،
الذي انتقد اسرائيل بشدة على حملة "رصاص مصبوب" في غزة في 2008، فان التقرير هذه
المرة قد يشكل منطلقا لخطوات شديدة دون أن تحظى باعتراض اصدقائنا في العالم.
وتعرب أوساط وزارة الداخلية عن قلقها من أن الغضب في الادارة الامريكية
ودول هامة في اوروبا كالمانيا من اعلان اسرائيل عن التوسع المكثف للبناء في
المستوطنات، سيبقي اسرائيل منعزلة في المعركة أمام آثار التقرير.
ويقول
موظف كبير ان "هذا بسهولة يمكن أن يصبح تقرير غولدستون 2، يمس بشدة بمكانة اسرائيل
الدولية، مع الاختلاف عن الماضي في الا يكون هناك من يساعدنا على وقف
الانجراف".
يعدون حججا قانونية
ويعد مكتب رئيس الوزراء ووزارة
الخارجية منذ الان حججا قانونية في محاولة لمواجهة التقرير، الى جانب أعمال لشرح
البناء تفيد بان التقدم في مخططات البناء منوط بالسلوك الفلسطيني بعد القرار في
الامم المتحدة وبمسألة اذا كانوا سيتوجهون بطلب للانضمام الى وكالات اخرى في الامم
المتحدة، بما فيها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. والشرح ايضا بان البناء في E1
لا يمس بالتواصل الاقليمي للدولة الفلسطينية المستقبلية.
منع شجب في مجلس
الامن
وتوجد اسرائيل في ذروة معركة دبلوماسية شديدة. 14 من أصل 15 عضو في
مجلس الامن بما فيهم ألمانيا، بريطانيا، فرنسا والبرتغال شجبوا أمس قرارات البناء
في القدس وفي المناطق. وعارضت الولايات المتحدة الشجب ونجحت في منع نشر بيان مشترك
لمجلس الامن في هذا الشأن. وخرج سفراء الدول الـ 14 من قاعة المداولات الى ممثلي
الاعلام الذين كانوا في انتظارهم واطلقوا بيان الشجب.
ومن الجهة الاخرى وقف
السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة رون بروشاور وحاول شرح قرار البناء في المنطقة
E1 فقال ان "خطة البناء توجد في أحياء ستكون جزءا من القدس وبسيادة اسرائيل ضمن كل
اتفاق مستقبلي مع السلطة الفلسطينية. ومن الازدواجية الاخلاقية الدعوة الى تواصل
اقليمي فلسطيني، وفي نفس الوقت الاعتراض على تواصل اقليمي يهودي بين معاليه ادوميم
والقدس".
وعرض بروشاور في المداولات في مجلس الامن خريطة تثبت على حد قوله
لماذا لا يمس البناء في هذه المنطقة بالتواصل الاقليمي للدولة الفلسطينية
المستقبلية واضاف ان "المستوطنات ليست ولم تكن ابدا العائق الاساس امام السلام.
العائق الحقيقي هو طلب عودة الفلسطينيين، رفضهم الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية
واستمرار الارهاب والتحريض ضد اسرائيل".
هآرتس – افتتاحية - 20/12/2012
متى تتراجع
المالية
بقلم: أسرة التحرير
قبل عدة ايام وقع عمال
القطار على اتفاق جماعي جديد مع المالية. وهذا اتفاق اجور يعد جزء من الاصلاحات
البنيوية في القطار، ينطوي على امتيازات اجور غير مسبوقة، تجد تعبيرها بمنح سخية
وعلاوات اجور عالية. كما يوجد في الاتفاق عدة بنود غريبة. مثلا، البند الذي يقضي
بان من يعمل 15 سنة في القطار يعتبر، لاغراض الاجر، وكأنه يحمل لقبا اكاديميا.
والعامل الجديد من الجيل الثاني سيعتبر كجيل أول ولهذا فسيحظى بكل الشروط المحسنة
للقدامى.
كما تبين هذا الاسبوع بان بعضا من عاملي ميناء اسدود سيتلقون
علاوة اجر عالية بنحو 3.500 شيكل في الشهر للعامل. كل هذا في الوقت الذي يعتبر فيه
متوسط أجر العاملين هناك هو 25 الف شيكل في الشهر، وأجر جزء كبير منهم اعلى من 50
الف شيكل في الشهر – اعلى من اجر رئيس الوزراء.
تتحدث المالية عن اصلاحات
في الميناء ستحسن العمل. ودوما يوجد اصلاح في الخلفية، هو في واقع الامر غطاء
لعلاوات الاجور. فقبل سنتين حصل عاملو الميناء على علاوات اجور بالاف الشواكل مقابل
"الاصلاح"، ومذكور اتفاق "الاصلاح" الاكبر الذي وقع مع عاملي الميناء في 2005 عندما
كان بنيامين نتنياهو وزيرا للمالية. في حينه وزعت عليهم منح كبرى وعلاوات اجور
مقابل الهدوء الصناعي والخصخصة الجزئية – الامر الذي وعد به ولم ينفذ بالطبع. يمكن
أن نضيف الى ذلك ايضا عاملي شركة الكهرباء، الذين يمسكون بالحكومة من مكان حساس
ويمنعون النجاعة والمرونة في الشركة، التي بلغ دينها حجما خياليا بمقدار 70 مليار
شيكل – الدين الذي ذات يوم سيكون كل الجمهور مطالبا بان يدفعه.
ومقابل كل
هذه التراجعات المهينة، تبدي المالية قوة صمود رائعة عند الحديث عن الممرضات. عندهن
متوسط الاجر هو نحو 14 الف شيكل في الشهر. ولكن المالية تصر وتدعي بانه لا يمكن
اعطاء اي علاوة اجور عرضية لان الحديث يدور عن فترة انتخابات وعن وضع صعب جدا في
الميزانية. بمعنى ان من هو قادر على الحاق الضرر – يتلقى. من يهدد بالتشويشات
والمظاهرات – يفوز. ومن ينتسب بشكل منظم الى الليكود – يكسب. كله موضوع قوة، وليس
موضوع عدل، ليس موضوع أخلاق ولا موضوع أهمية. فقط اليد على تتحكم بمصدر
القوة.
يديعوت – مقال افتتاحي – 20/12/2012
مثلث
خطير
بقلم: غاي بخور
ان أسعار القمح في العالم أعلى
مما كانت دائما. ومصر هي مستهلكة القمح الكبرى في العالم وهي تستورد أكثره والنتيجة
ان ملايين المصريين جياع. لا الدستور ولا مسائل الديمقراطية ولا المظاهرات، بل
الجوع ببساطة. وقد هرب السياح من الدولة التي كانت الى وقت قريب تعتاش على السياحة
وأصبح عدد يزداد من المصريين يسألون: ما الذي جاء من الوعود الكبيرة للاسلام
السياسي الذي زعم ان الشريعة الاسلامية "هي الحل"؟ ان مقدار خيبة الأمل كمقدار
التوقعات قبل سنة. الى أين ستتجه الجموع. والحديث عن دولة فيها نحو من 88 مليون من
السكان الخائبي الآمال الذين أصبحت "ثورتهم" كابوسا.
دُفعت مصر الى مثلث
قاتل يبدو ألا مخرج منه الآن. يوجد في أحد رؤوسه الاسلام السياسي المنقسم على نفسه،
فالاخوان المسلمون بازاء السلفيين الذين هم أكثر تطرفا. ويوجد في الرأس الثاني
التيارات القومية التي لا يوجد حب كبير بينها بعضها لبعض ايضا. ويقوم الجيش في
الرأس الثالث وما تزال قوته فيه.
وهكذا نشأت أعراض تسبب الشلل، فكل رأس
يتجرأ على التقدم وتقوية نفسه – يضعف على نحو آلي لأن الرأسين الآخرين يتوحدان
عليه. فقبل سنة تجرأ الجيش على ان يخطو الى الأمام ويقوي نفسه فضعف فورا لأن
الاسلاميين والقوميين اتحدا عليه لسبب خاص. وقبل "الثورة" الأخيرة خطا القوميون الى
الأمام مع مبارك وقووا أنفسهم وحينها ضعفوا على نحو آلي لاتحاد الجيش مع
الاسلاميين. والاسلاميون يخطون الى الأمام اليوم ويقوون أنفسهم لكنهم سيضطرون الى
التراجع أمام القوميين والجيش.
كانت احدى المفاجآت في السنة الأخيرة الشراكة
التي تمت بين رأسين – الجيش والاخوان المسلمين – حينما وعد الرئيس مرسي الجيش بعدم
المس بامتيازاته الاقتصادية. لكن اذا جُرت مصر الى اتجاه الاسلام الراديكالي فلن
يستطيع الجيش الاستمرار في تأييد ذلك وقد يحدث تعاون مع الرأس الآخر.
كانت
مصر دائما دولة متوازنة و "دولة المؤسسات"، كان تعاضد القوة فيها بمنزلة ظاهرة
مباركة. بيد انه الآن بعد انهيار السنتين الاخيرتين ومع كل الكراهية والخوف، لن
يحظى أي رأس بشرعية الرأسين الآخرين لاقرار اوضاع الدولة.
ولد من هذا المثلث
غير المقدس شلل وطني يُخرب الدولة. ولا يوجد في مصر أدنى قدر من القاسم المشترك
المطلوب لانشاء ائتلاف مستقر واحد. فالعداوة الوجودية بين التيارات القومية
والاسلاميين لا تُمكّن من الاتصال كما لا تستطيع فتح الفلسطينية الاتصال بحماس أو
بالجهاد الاسلامي. وهذه لعبة حاصلها صفر فكل واحد على يقين من ان الآخر معني
بالقضاء عليه وقد يكون هذا صحيحا.
سيُعلن في الاسبوع القادم الدستور الجديد
في مصر. ويبدو ان الدستور الاسلامي لمرسي سيجتاز بأكثرية غير كبيرة وهو ما يعِد
باستمرار الاحتجاجات والمظاهرات وسفك الدماء. فالتحدي بين الأطراف يزداد شدة فقط
والردود تزداد سخونة. وكل رأس يتحدى الرأسين الآخرين وهو على يقين من عدالته
المطلقة.
نحن في اسرائيل ننظر في استشراف الى عمق الكراهية بين الأطراف في
مصر كما هي في العالم العربي كله ايضا. وان الصراع معنا يبدو هامشيا وغير تأسيسي
اذا قيس بهذه العداوة العميقة. ليس لاسرائيل اهتمام بالتدخل في مصر أو في سوريا بل
بالحفاظ على استقرار الحدود والاتفاقات التي تم التوقيع عليها. ومن السخرية ان
اتفاق السلام المصري مع اسرائيل خاصة والحفاظ الأساسي عليه من القواسم المشتركة
الوحيدة بين رؤوس المثلث المتنازع الثلاثة بل انه قاعدة ما للتفاهم المصري
الداخلي.
هآرتس - مقال - 20/12/2012
قدس انتخابات
بقلم:
اسرائيل هرئيل
في انتخابات 1996 حول شعار "بيرس سيُقسم
القدس" اصواتا كثيرة من اليسار المعتدل الى الليكود. وقد فاز بنيامين نتنياهو في
الانتخابات آنذاك. واليوم وقد أصبح الليكود متقدما في استطلاعات الرأي عاد الحزب
يجند القدس برغم ان مستودعات الطواريء ليس فيها سلاح فعال يمنع هرب الاصوات من
الليكود الى اليمين.
ينبغي ان نُخمن ان آرثر فنكلنشتاين هو اليوم المشكلة
كما كان آنذاك. ان أكثر الجمهور كما يزعم استراتيجي الانتخابات بحزم يريد القدس
كاملة غير مقسومة. ومن اجل سد كل باب لتقسيمها هناك حاجة الى بناء كثيف في الأحياء
الجديدة. فالمهمة اذا هي البرهان للجمهور على ان ليكودا كبيرا وقويا فقط برئاسة
زعيم ذي تصميم وتجربة قادر على صد الضغوط والبناء. فمن الحقائق ان نتنياهو لا ينكمش
هذه المرة برغم الضغوط والتنديدات من كل صوب – حتى من الداخل.
ان أكثر
الناخبين كما قلنا آنفا لا يحبون من يعارضون البناء في القدس. وعندهم شك في ان
الدعاوى التي تقول ان "التوقيت غير ناجح" والتي تُسمع في كل مرة يحاولون فيها توسيع
الأحياء، هي تغطية على معارضة مبدئية وعقائدية.
ان رمات شلومو مثلا بعيدة
عن كل مركز احتكاك وهي ضلع مركزية في المثلث الذي يربط الأحياء الشمالية القديمة
(رمات أشكول والتل الفرنسي) براموت وبسغات زئيف. وهذا المثلث اذا تمت تقويته بصورة
كبيرة سيضع حدا للمطامح أو للقدرة السياسية على تقطيع أوصال المدينة.
ولما
كان اليسار عاجزا ولا سيما في مسألة البناء في القدس، عن الاقتطاع من قوة الليكود،
فلا مناص من استنتاج ان الهدف الرئيس لـ "حملة القدس الدعائية" ذات الضجيج – والتي
نشك في ان يكون لها غطاء – هو منع انتقال مصوتي الليكود الى اليمين. وأن يتم
البرهان على ان نتنياهو قد كف عن القفز فوق حبلين وانه يعرض وقوفا صلبا فخورا في
مواجهة رئيس امريكي معادٍ. ان عشرات آلاف السكان الذين سيُضافون الى الأحياء
الجديدة سيقضون على التصريح القسري بشأن "دولتين للشعبين"، لأنه من غير تقسيم القدس
لا احتمال ألبتة لتحقيق التصريح. فلن يكون نتنياهو "بلفور
الفلسطينيين".
سمعت محللين يقولون انه ليس من المنطقي ان نفترض ان رئيس
الحكومة أحدث الورطة الأخيرة لمنع انتقال اصوات الى نفتالي بينيت فقط لأنه حتى لو
قوي بينيت على حساب الليكود فان كل شيء يبقى في العائلة. وفي الائتلاف بين الاثنين
يستطيع نتنياهو ان يحقق بلا عائق برنامج عمل الليكود حتى في الشؤون الاقتصادية
ايضا. ويتبين من اللقاءات الصحفية الكثيرة مع بينيت انه يؤيد اقتصاد السوق حتى أكثر
من الليكود. ولن يمنع نتنياهو كما قد تفعل شيلي يحيموفيتش من الاقتطاع اقتطاعا
عميقا من الميزانية أو الاستمرار في تشجيع المبادرة الخاصة واقتصاد المنافسة،
بالعكس.
بيد ان نتنياهو يخشى قوة بينيت العقائدية الذي سيسيطر على نحو من
12 نائبا. ان سلوك نتنياهو في الماضي يشهد بأنه معني بائتلاف ذي اختيارات براغماتية
لا عقائدية مع يحيموفيتش ويئير لبيد بل مع تسيبي لفني. وفي هذه المرة أعلنت لفني
أنها لا ترفض ائتلافا معه.
ان تسيبي حوطوبلي وزئيف ألكين وآخرين من ناس
الليكود العقائدي يعملون في مقر عمل لوقف هرب اصوات من الليكود الى البيت اليهودي.
ويخطيء ناس المقر الذين يعرفون نتنياهو جيدا – الذي أطعمهم الكثير من الطعام الخشن
– بوقفهم تقوي البيت اليهودي لأن هناك حاجة لتحقيق أفكارهم، أي تقديم افكار الليكود
الى الأمام الى شريك ائتلافي يستطيع ان يمنع نتنياهو متابعة إله سياسي
آخر.
هآرتس - مقال - 20/12/2012
انتخابات
حماقة
بقلم: آري شبيط
وُجدت هنا في الماضي
انتخابات حماقة. ففي صيف 1973 انشغلت المعركة الانتخابية قُبيل حرب يوم الغفران
بالوضع الأمني القوي وبحدود دولة اسرائيل الهادئة. وفي صيف 1981، انشغلت معركة
الانتخابات قُبيل الاستيطان الكبير في يهودا والسامرة وقُبيل حرب لبنان الاولى
بصراع طائفي وغريزي تحول الى عنف أكثر من مرة. وفي صيف 1999، انشغلت معركة
الانتخابات قُبيل مؤتمر قمة السلام في كامب ديفيد بعجوز في دهليز. وفي شتاء 2006
انشغلت معركة الانتخابات قُبيل حرب لبنان الثانية بنجاح الانفصال عن قطاع غزة. لكن
معركة الانتخابات الحالية تفوق كل سابقاتها، فهي أكثر المعارك الانتخابية حُمقا مما
كان هنا.
ان ايران هي النقش في الجدار. وفي هدوء تام تحت السطح تعتبر
انتخابات 2013 استفتاءا للشعب في الهجوم الكبير على ايران. يمكن ان تؤيد الهجوم
ويمكن ان تعارضه، لكن مجتمعا ذا سيادة ينتخب قيادة وطنية قبل حرب محتملة بلحظة لا
يفترض ان يتجاهله. ومع كل ذلك يتجاهله الساسة الاسرائيليون ويتجاهله الجمهور
الاسرائيلي ايضا. وأصبح الجدل العام الضروري والصحي في شأن ايران كأن لم يكن موجودا
في اللحظة التي حولت فيها اسرائيل اهتمامها عن آلات الطرد المركزي الى صناديق
الاقتراع.
لكن هذه الآلات في نتناز وفوردو ما تزال موجودة هناك، وكذلك ما
يزال تصميم بنيامين نتنياهو في شأنها موجودا. أما الاسرائيليون ومن غير ان يكونوا
على علم بذلك فانهم يفوضون رئيس وزراء في هذه الايام تفويضا لا رجوع عنه وهو الذي
ينوي ان يحارب ايران في السنة القادمة.
والنقش في الجدار وهو دولة ثنائية
القومية. ففي هدوء خالص وتحت السطح، أصبحت انتخابات 2013 استفتاءا للشعب في
الانفصال النهائي عن الدولة اليهودية الديمقراطية. وسينتهي الأمر مع ولاية أو
اثنتين لنتنياهو – افيغدور ليبرمان – زئيف ألكين. ويمكن اغلاق الحانوت مع 100 ألف
مستوطن آخر في الضفة الغربية. لكن لا أحد يتحدث عن ذلك ما عدا تسيبي لفني وزهافا
غلئون. ولا يصدر صراخ عن أحد سوى "الحركة" وميرتس. والاسرائيليون من غير ان يكونوا
على علم بذلك يتخذون في هذه الايام قرارا لا رجعة عنه على تأبيد الاحتلال وانهاء
الصهيونية.
والنقش في الجدار: الوحشية، ففي ضجيج كبير فوق السطح، أصبحت
انتخابات 2013 استفتاءا للشعب في هوية دولة اسرائيل. ان جزءا كبيرا من القوى
السياسية الصاعدة هي قوى متوحشة، فهي لا تحترم حقوق الانسان ولا تحني رأسها لسلطة
القانون. وهي لا تُظهر ولاءا حقيقيا للديمقراطية بل ان بعضها يرفض التقدم. وهي
متنكرة لقيم الغرب الجديد. في السنة الأخيرة أبعد المتوحشون طلاب زئيف جابوتنسكي عن
الحزب الحاكم واحتلوا متسودات زئيف، واذا لم يتم وقفهم فسيحتلون الكنيست والحكومة
ودار المحكمة العليا قريبا ايضا.
لكن لا أحد يواجه المتوحشين الجدد ولا أحد
يقف في الباب. فالاسرائيليون من غير ان يكونوا على علم بذلك يستسلمون في هذه الايام
لمسيرة سياسية قاسية تجعل دولتهم غير مستنيرة.
ستحدث في السنوات القادمة
هنا أحداث كبيرة قد يكون بعضها صعبا ينشيء اوضاعا لا رجعة عنها. ولهذا فان
الاستفتاءات الثلاثة للشعب التي تشتمل عليها معركة الانتخابات الحالية مهمة جدا
ويفترض ان تشغلنا كل يوم وكل اسبوع. لكن لما كان التعب واليأس قد جعلانا متبلدي
الحواس فاننا لا نشغل أنفسنا بجدية بواحد منها. وكذلك ايضا (أكثر) الساسة الأمجاد
الذين يعرضون على الجمهور عرض سيرك أحمق مقطوعا تماما عن الواقع الذي يحدث
فيه.
يبدو ان القاسم المشترك الواحد الموحد للجميع حتى الآن هو القاسم
المشترك للحماقة. يمكن ان نقول في فضل الاسرائيليين في 1973 و1981 و1999 و2006 أنهم
لم يعرفوا على الأقل ما الذي يواجهونه. لكننا نعرف. وفي انتخابات 2013 ندفن رؤوسنا
عميقا في الرمل برغم أننا نعلم جيدا ما الذي سيحدث فورا
بعدها.
اسرائيل اليوم - مقال - 20/12/2012
كتلة
كذب
بقلم: د. رون برايمن
ان الخطاب العام والاعلامي
في اسرائيل مصاب بأكاذيب مختلفة يتم تبنيها بلا فحص. أحدها "الكتلة" في سياق الجهاز
السياسي عن يسار الليكود. ان الجميع يعلمون ان الحديث عن مجموعة احزاب يسار يقتطع
بعضها من بعض، لكن هذه الحقيقة لا تعوق المحللين من مؤيدي "الكتلة" ورؤساء فصائل
"الكتلة" عن ان يُسموا أنفسهم "كتلة مركز – يسار". وما يزال هذا الاسم الخطأ المضلل
واضح النجم ايضا في وقت يطوق فيه اهود اولمرت وتسيبي لفني ومهندسو فشل "الانفصال"
ميرتس من اليسار ولذلك لا يمكن ان يُعدوا مركزا ولا يمكن ان يقتطعوا من
الليكود.
هناك "كتلة" اخرى هي الاتحاد الاوروبي الذي يزداد عدد الدول فيه
منذ تم تأسيسه مع تفكك الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا، ومع الضغوط
المتزايدة لتحرير ارض الباسك من سلطة فرنسا واسبانيا، وانفصال كتالونيا عن اسبانيا
واسكتلندة عن بريطانيا، وتقسيم بلجيكا لدولتين لشعبين بالطبع. وهناك مسار آخر يهدد
هذه "الكتلة" وهو الاحتلال الزاحف على الدوام للمهاجرين المسلمين لبعض دول اوروبا.
لكن هذه المسارات لا تعوق "الكتلة" الاوروبية ولا سيما الدول في الكتلة التي هي ذات
ماض استعماري مريب، لا تعوقها عن توبيخ اسرائيل بسبب خطط البناء في عاصمتها القدس.
وفي واقع الامر تقوم هذه الدول عن يسار مُنكر المحرقة في رام الله أبو مازن، أو
بعبارة اخرى عن يسار الارهابيين "الأخيار" من منظمة تحرير فلسطين كلها – وبعضها
تفعل ذلك عن بواعث معاداة السامية وبعضها عن بواعث استسلام.
لا عجب من انه
في نفس اليوم الذي شغل فيه "الكتلة الاوروبية" بناء اسرائيل وخطواتها الدفاعية في
وجه المحتل العربي (وهو المحتل الحقيقي في ارض اسرائيل) في نفس ذلك اليوم خصوصا
مُنح المنافقون الاوروبيون جائزة نوبل لـ ... السلام، وهي نفس الجائزة التي فقدت كل
قيمة لها منذ مُنحت لأكبر الارهابيين، ياسر عرفات. لكن لماذا نشتكي من الاوروبيين
الذين يخطئون في قراءة الواقع ويعتقدون ان شعب اسرائيل محتل في ارضه، ويؤيدون مسيرة
الحماقة لـ "حل" الدولتين، والذين يميزون بين ارهابيين "أخيار" و"أشرار"، ويمنعون
اسرائيل ان تضرب هؤلاء واولئك – اذا كانت تُسمع مرة بعد اخرى فينا، في "كتلة"
اليسار، نفس الأصوات ونفس الأكاذيب.
والحديث عن شمعون بيرس الذي جلب الى
البلاد زجاجة سُم اوسلو، والذي يُحذر من حماس لكنه ما زال يحث اسرائيل على الشرب من
السُم الذي جلبه. والحديث عن تسيبي لفني التي انشأت "هتئونه" (الحادثة) (يُحرف اسم
"هتنوعه") الشخصية لها التي يفترض ان تعتمد على "التجربة" السياسية لمن أتت اسرائيل
بمسيرة اوسلوبوليس (اوسلو + انابوليس)، والتي تقوم كل خطواتها السياسية على قول نعم
للضاغطين في الداخل والخارج. هذه هي وصفتها لمقاومة العزلة السياسية! وقد خلّفت
لفني وراءها في واقع الامر ارضا محروقة في سياسة اسرائيل الخارجية.
في
الواقع الذي نشأ لا اختيار لبنيامين نتنياهو سوى ان يحطم بمرة واحدة والى الأبد
الأكذوبة التي تربط دولة فلسطينية بالسلام، فهذان هما الشيء ونقيضه، والذي يؤيد
دولة عربية غربي الاردن – كان اسرائيليا أو عربيا أو اوروبيا أو امريكيا – يُبعد
السلام. ان نتنياهو ما بقي يردد حماقة "حل" الدولتين يجعل نفسه شريكا للكتل
والأكذوبة المذكورين آنفا.
هآرتس - مقال - 20/12/2012
مسؤولون
اردنيون:
منظمات الجهاد تسيطر على سوريا
بقلم: أنشل
بابر
عمان. يحذر مسؤولون كبار في الحكم الاردني من أن
سوريا قد تصبح "ثقبا أسود يجتذب اليه الجهاديين من أرجاء العالم". وعلى حد قولهم،
فقد حذروا مؤخرا الحكومات الغربية واسرائيل من التطورات لدى الجار الشمالي الممزق،
ولكن رغم تحذيراتهم، فان السلاح المتطور يواصل التدفق الى ايدي منظمات جهادية
وسلفية تعمل في سوريا وتسيطر بالتدريج على حركة الثوار ضد نظام الاسد. ويخشى
الاردنيون من أنه مع سقوط النظام، فان السلاح والمعرفة اللذين جمعهما الجهاديون
سيوجهان الى اهداف اخرى في المنطقة، ولا سيما الاردن واسرائيل. وقد رأى الاردنيون
مؤشرا أوليا على ذلك قبل نحو شهرين عندما أمسكت أجهزة الاستخبارات لديهم بخلية من
11 نشيطا سلفيا اردنيا تنظموا في سوريا وخططوا لتنفيذ عمليات في مراكز تجارية وفي
سفارات غربية في الاردن.
ويعمل الاردن على تشجيع دمج كل الاقليات في سوريا
في قيادة الثورة (بما في ذلك الطائفة العلوية التي تنتمي اليها عائلة الاسد)، لضمان
التوازن في القيادة المستقبلية للدولة ومنع تسلل الفوضى الجهادية بعد سقوط النظام.
في الاردن يوجد انتقاد شديد على جار آخر لسوريا، تركيا، التي سمحت للمتطرفين جمع
القوة والسلاح، على حساب محافل علمانية وأكثر اعتدالا بين الثوار. قسم كبير من
الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات التي مولتها دول الخليج ونقلت الى الثوار في
الاسابيع الاخيرة عبر تركيا، وصلت الى المتطرفين، رغم محاولات أجهزة الاستخبارات
الاردنية والغربية الضمان بأن تتلقى السلاح الحركات الثورية المعتدلة فقط.
وتلقى الثوار العلمانيون في سوريا ضربة هذا الاسبوع مع وفاة العقيد يوسف
القادر، ضابط مدرعات في الجيش السوري فر الى صفوف الثوار ويعتبر أحد المقاتلين
والقادة ذوي الحضور والتأثير في صفوفهم. وحاول القادر الذي يعرف بلقب أبو فرات أن
يقلل من نفوذ الجهاديين. ولكن موته في بداية الاسبوع، في المعركة على الاكاديمية
العسكرية شمالي حلب تضعف قوة القوميين العلمانيين في أوساط الثوار.
تطور
ذو مغزى آخر في القتال في سوريا في الايام الاخيرة هو انضمام اللاجئين الفلسطينيين
في دمشق الى صفوف الثوار. وحتى وقت أخير مضى، قلل الفلسطينيون في سوريا من المشاركة
في الثورة، ضمن امور اخرى في أعقاب خلافات في الرأي بين الفصائل المختلفة. وبينما
تشعر حماس بقرب من الثوار، ولا سيما اولئك المتماثلين مع الاخوان المسلمين، وفي
اعقاب القمع العنيف للمظاهرات ضد الاسد اغلقت مكاتبها في دمشق، فان منظمات اخرى مثل
الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية بقيت على ولاء للاسد. في بداية هذا الاسبوع هاجم
الجيش السوري مخيم اليرموك الذي يعيش فيه أكثر من مائة الف فلسطيني وقتل نحو 25
شخصا. وفي أعقاب اطلاق النار نشب قتال داخل اليرموك بين الجبهة الشعبية وبين قوات
الجيش السوري الحر وبدأ الاف المواطنين الفلسطينيين يفرون من منطقة دمشق نحو حدود
الاردن ولبنان.
في الاردن اقيمت عدة مخيمات كبيرة للاجئين الفارين من
سوريا، ولكن الفلسطينيين الذين يفرون يعيشون على انفراد في المنطقة الصناعية التي
تسمى "سايبر سيتي". ولا يسمح للصحفيين بزيارة المخيم المخصص للفلسطينيين ويحظر على
اللاجئين الخروج منه للعمل او للقاء اقربائهم. في الاردن، الذي تسيطر عليه السلالة
الهاشمية وممثلو القبائل البدوية، وان كانت أغلبية السكان فلسطينيين في الاصل،
تحاول الحكومة منع مزيد من اللاجئين الفلسطينيين.
أما التقارير في وسائل
الاعلام العربية عن اعلان حالة الطوارىء في الجيش الاردني وتوزيع كمامات الغاز على
جنوده، خوفا من استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي على مقربة من الحدود، فلم
تلقى أمس تأكيد رسميا. ومع ذلك، يشدد مسؤولون في الاردن على أنهم حذروا العالم من
امكانية أن يستخدم السوريون السلاح الكيماوي وفي مثل هذه الحالة سيتطلب تدخل سريع
من القوى العظمى الغربية وذلك حسب قولهم لانه لا توجد دولة في المنطقة، بما في ذلك
اسرائيل، تملك القدرة على السيطرة على كل مخزونات السلاح الكيماوي في
سوريا.
معاريف - مقال - 20/12/2012
مناورة في السياسة
¬النووية
بقلم: ادام راز
في تشرين الاول 2009 أجريت
مقابلة صحفية تلفزيونية مع عوزي عيلام، الذي ترأس لعقد من الزمان لجنة الطاقة
الذرية في اسرائيل وأعطى رأيه في تقدم المشروع النووي الايراني. ولم تحظى تصريحات
عيلام بالانتباه وعندما تبرز الحقائق الجديدة اليوم لتؤكد اقواله، يجدر مراجعتها
مرة اخرى.
لقد ادعى عيلام بان الفزع الاعلامي حول اجهزة الطرد المركزي
واليورانيوم في ايران يؤكد قدرة الجمهورية الاسلامية على تطوير قنبلة نووية. لماذا؟
على حد قوله فان الاقوال التي تطلق باستمرار عن أن لايران يوجد اعداد متزايدة من
أجهزة الطرد المركزي ومن اليورانيوم، تحرف النقاش عن المسار الاساس الذي بواسطته
تعتزم ايران اقتناء السلاح: مسار البلوتونيوم.
عيلام، الخبير في أمور
الفيزياء والدبلوماسية النووية، قال صراحة بان مسار اليورانيوم لن يوصل ايران الى
السلاح. واشار الى أن منح جائزة نوبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية وللبرادعي،
رئيسها في حينه، كان مصيبة – وذلك لان الامر يخفي التجاهل المقصود من جانب رئيس
الوكالة لمسار البلوتونيوم من خلال صرف الانتباه نحو مسار اليورانيوم. فما الفرق
بين مسار البلوتونيوم ومسار اليورانيوم؟ من بين المواد المشعة يوجد معنى مزدوج،
عسكري وصناعي، فقط لليورانيوم 235 والبلوتونيوم 239. اليورانيوم موجود في الطبيعة.
اما البلوتونيوم 239 فليس موجودا في الطبيعة، وهو اساس مصطنع ينتج في المفاعلات
الذرية. اليورانيوم 235 يمكن أن يستخدم مصدرا للطاقة فقط بعد عملية التخصيب: الحد
الادنى للاحتياجات العسكرية و 70 في المائة، وللاحتياجات الصناعية نحو 3 في المائة.
منذ المراحل الاولى للصناعة النووية توجد منافسة بين منتجي اليورانيوم
المخصب وبين منتجي البلوتونيوم. مزايا اليورانيوم تجعله ناجعا للاستخدامات الصناعية
أكثر من البلوتونيوم: فاستغلال اليورانيوم في انتاج الكهرباء أكبر، والقدرة على كبح
جماح الطاقة المحررة اكبر. اما البلوتونيوم فهو المادة الاكثر سموما في الطبيعة،
ومصاعب الامان التي تنطوي عليها عملية معالجته كثيرة جدا. ميزة البلوتونيوم هي أنه
سهل نسبيا للانتاج مقارنة مع تخصيب اليورانيوم. وعندما يقال "سهل نسبيا" فالمقصود
العلم التكنولوجي والمقدرات الاقتصادية اللازمة.
منذ سنين وهو معروف ان
لايران يوجد مفاعل بلوتوجيني، ولكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تزره منذ آب
2011. أحد اسباب ذلك هو أن المسار البلوتوجيني يعتبر دوما غاليا ومعقدا بالنسبة
للايرانيين. وفي البلاد ايضا يميل العارفون الى التقليل من أهمية هذا المسار. في
مقال "من بوشهر الى القنبلة" في بداية الشهر في "وول ستريت جورنال" قدم تقدير مقلق
يقول انه في تشرين الاول اخرجت قضبان من الوقود النووي من المفاعل الذي يخضع
للرقابة في بوشهر ليس بسبب خلل فني بل في اطار "تجربة الادوات" الايرانية لانتاج
البلوتونيوم من قضبان الوقود التي اخذت من بوشهر.
وتجري الوكالة الدولية
للطاقة الذرية زيارة الى بوشهر مرة كل ثلاثة اشهر، مما يعطي الايرانيين مساحة زمنية
لمثل هذا العمل. واشار الخبراء الذين جندتهم الصحيفة الى ان انتاج البلوتونيوم
يمكنه أن يتم بسرعة وفي مكان صغير. واذا كان الامر صحيحا، فان الضغط الدبلوماسي
لاغلاق المنشأة في بوردو قد يكون حيويا، ولكنه يشكل ايضا ستار دخان في وجه مسار
البلوتونيوم. المشكلة هي أنه اذا كنا نعرف هذا، فان اصحاب القرار يعرفون ايضا –
وصمتهم مقلق.
يديعوت - مقال - 20/12/2012
دولتان لشعب
واحد
بقلم: يونتان يفين
تشاجر هنا ذات مرة
اليمينيون واليساريون بصورة مهذبة، وقد أصبحت الدولة كلها اليوم "مركزا" مع حب
للقصف من الجو. وجرت على النقاش السياسي في القضية الفلسطينية عملية شد وجه وأصبح
"مُصنفا"، ويتجادلون اليوم في "حل دولة متعددة القوميات" بازاء "دولتين للشعبين".
لكن يمكن من قراءة العناوين الصحفية ان نخطيء ونعتقد انه أصبح هنا دولتان – لشعب
واحد (أو على الأقل لشعب يحب ان يعتقد انه واحد).
في الدولة الاولى
ولنسميها "اسرائين" – يوجد خواء فلا توجد تربية ولا صحة ولا يوجد مال ولا أمن
أساسي، ولا يوجد قانون ولا حكم ولا حاكم. وفي "اسرائين" تُضرب الممرضات بسبب أجور
يمكن الموت بسببها (ويموتون حقا) ويُقتل الناس في الشارع "كما في امريكا"، وتغرق
أكثر العائلات في ديون مُغرقة ومن المؤكد أنها لا تنجح في شراء شقة، ويعاني مليون
ولد عار الجوع.
انتبهوا الى المعطى الآتي: الحديث عن مليون من 2.6 مليون
(وهذا صحيح حتى نهاية 2011)، لا من نصف مليار ولد هندي أو صيني، لنفترض. أي الحديث
عن ولد من بين 2 أو 3، وليست هذه قلة ولا نسبة هامشية ولا عددا يستطيع جدعون ساعر
ان يحتال عليه أو ان يلقي التهمة على الآباء على نحو ما، انه معطى مخيف معناه وباء
دولة الآن وضربة قاتلة للدولة في المستقبل غير البعيد لأنه على هذا النحو بالضبط
تتم تنشئة جيل من المجرمين العنيفين. حينما يمضي ولد من كل ثلاثة لينام جائعا فانه
يمضي لينام غاضبا وحاسدا ويائسا ايضا.
وفي الدولة الثانية ولنسميها
"يسنمال" أو "يتحشميل" كل شيء على ما يرام. فأرباب المال يسرقون المال من الجمهور
ويتهربون بلا عقاب، ووزارة المالية – وهي في دولة "اسرائين" بخيلة لا مثيل لها في
ذلك – هي هنا سخية بصورة مفاجئة ولا سيما منذ تعلمت اللجان القوية ان بيبي لا يفهم
سوى القوة. فبطرفة عين واحدة من السيد تشيبوترو يُرفع أجر العمال في الشركات
الاحتكارية للبنى التحتية وهم زعران أيديهم على زر الكهرباء، يُرفع بآلاف الشواقل.
والذي ليس له صديق أو نسيب أو وسيط أو حيلة فليجلس وحده في الظلام (ولا يجب هذا على
ليبرمان).
في هذه الدولة لا يوجد اولاد جياع ألبتة بل أطفال شبعانين فقط
وأصحاء الأجسام متوردو الوجوه يتنقلون بين الجبال والتلال يتغنون بأبهج الأغاني.
ومن الواضح في هذه الدولة أنهم سيصوتون لبيبي بعد شهر لأنه من الذي يريد ان يغير
واقعا مُكهرِبا كهذا أو ان ينزل عن وسيلة ضغط عالية كهذه؟ والى ذلك قال ذاك من لجنة
العمال انه ينبغي التصويت لبيبي، فاذا كنت تريد اذا الاستمرار في الرحلة الى الخارج
على حساب ولد جائع آخر وان تحصل ايضا على "حافز قطع اللحم" فضع الورقة الانتخابية
الصحيحة، أواضح هذا؟.
والشيء العجيب انه حتى في الدولة البائسة "اسرائين"
ستصوت الأكثرية لنتنياهو لا آباء المليون ونصف المليون من الاولاد الشبعانين. فهم
خاصة يريدون تغيير السلطة لأن من السيء لهم ان يعيشوا في دولة آكلة للحم البشر
كهذه. من الذين يريدون ذلك؟ انهم على الخصوص آباء مليون الولد الجائع. لماذا؟ لأن
بيبي وحده قادر على ضمان ألا يتدهور الوضع فقد حافظ دائما على ألا يتدهور الوضع
وبخاصة طوال كل تلك السنين التي كان الوضع فيها متدهورا جدا وتدهور الى ان بلغ
الجوع.
صوتوا لبيبي بآخر ما بقي من
قوتكم.
معاريف - مقال -
20/12/2012
لنقتلع الاكاذيب
بقلم: أمنون لورد
لنبدأ من أن
ليس لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة مكانة قانونية. فالمجلس الذي تلعب فيه
الدول الاكثر زعرنة دور النجم في مجال حقوق الانسان يمكنه أن يصدر تقريبا. ويمكن
لهذا أن يكون عن جرائم حرب أو ان يكون عن بلدات اسرائيلية في يهودا والسامرة. وكي
يبدأ اجراء قانوني يجب أن تأتي هيئة ما ترفع شكوى الى المحكمة الدولية. ربما شيء
مثل النقاش القانوني الذي جرى في حينه في لاهاي في موضوع الجدار الامني.
يوجد احتمال معقول ان تصل المستوطنات في يوم صافٍ ما الى البحث القضائي
الدولي. ولكن من يريد أن يشرع في خطوة فوز متجددة بالشرعية الكاملة لدولة اسرائيل،
يجب أن يبدأ من الاساس. رئيس الوزراء نتنياهو، خلافا لاسلافه، يعترف بالحاجة الى رد
الحرب في موضوع الشرعية، وبقدر ما يبدو هذا غريبا، فان المستوطنات بالذات وتحقيق
حقوق اسرائيل في المناطق هي الخطوة الاولى. فمعونة البناء في ؟؟ يمكن ان نقتلع
المسمار الاول من بساط الاكاذيب الفلسطينية، ونبدأ بلفها.
اذا كان موضوع
البناء في المستوطنات سيذهب الى محفل قضائي دولي، ولا يزال من الصعب أن نرى في اي
مسار سيصل الى هناك، فستكون اسرائيل ملزمة في أن تعود أخيرا الى اساسات القانون
الدولي القديمة. الاعتراف في الامم المتحدة بدولة فلسطينية لا يزال لا يمنح ابو
مازن السيادة على اراضي الضفة الغربية. مفارقة مشوقة. هذه هي الفرصة التي ستجعل
مواطني اسرائيل على الاقل يبدأون بتعلم بعض الاشياء التي لم يعلمهم اياها ادار
كوهين في درس التربية الوطنية: حق الشعب اليهودي في الاستيطان في بلاد اسرائيل حتى
نهر الاردن (على الاقل) منصوص عليه في قرارات عصبة الامم من العام 1922 وفي مؤتمر
سان ريمو بعد نحو سنة من ذلك. هذه القرارات، خلافا لقرار الجمعية الصوري قبل قرابة
شهر، اصبحت قانونا دوليا. ورغم ان عصبة الامم حلت وحلت محلها الامم المتحدة، ورد في
ميثاق الامم المتحدة بندا خاصا يبقي على حالها قرارات عصبة الامم المتعلقة ببلاد
اسرائيل.
اذا كان الفلسطينيون سيأخذون النزاع الى هذا المستوى، فليس أمام
اسرائيل مفر غير الادعاء بحقوقها الكاملة التي ليست فقط منصوص عليها في التوراة.
فالمستوطنات هي حجة صرف الانتباه. فليست هي السبب في انه لا يوجد سلام بين اسرائيل
والفلسطينيين بل التفسير الفلسطيني لحق تقرير المصير لانفسهم. وعلى حد فهمهم، فان
من يعترف بحقهم في تقرير المصير، يقبل في واقع الامر بحقهم على كل فلسطين في ظل
اعادة الشتات الفلسطيني الى مراكز السكان الاسرائيلية. رغم ادعاءات اولمرت ولفني،
فان الفلسطينيين لم يتحركوا عن هذا المطلب.
يتخذ نتنياهو استراتيجية مثير
للاهتمام وواضح أن ردود الفعل الدولية على مبادراته للبناء كان هو يتوقعها. من
ناحيته هذا ايضا اعلان حق، ولكن في هذه اللحظة هو اساسا استراتيجية انتخابات. خطة
عمل ارثور فينكلشتاين هي ان يعرض نتنياهو كزعيم يفعل، رئيس وزراء لا بديل له. ولا
حاجة من أجل هذا الى شعارات خاصة. فمن يفكر بالتصويت له يريد أن يراه يتصرف كزعيم.
الفصل الاول كان في غزة، والان هذا سلسلة نزلات على خط الثلاثة في اعقاب رفع أبو
مازن عن 29 تشرين الثاني.
الناطقون بلسان اليسار يشخصون هذا على نحو سليم:
نتنياهو يريد أن يخلق وضوحا سياسيا ايديولوجيا. فمن هو صهيوني حقيقي وله عزة وطنية،
يقف الى جانبه ضد "العالم" ولا سيما اذا كان هذا هو الهيئة التي انتجت في حينه
تقرير غولدستون. أما من لا يقف فسينكشف في الوانه الحقيقية.
0 comments: