Thursday, December 20, 2012



إيران ترفع صوتها لتفرض ورقتها كلام التفاوض يسابق المعارك السورية

الخميس 20 كانون الأول 2012،   آخر تحديث 05:43روزانا بو منصف - النهار
بدا اعلان ايران عن خطتها المؤلفة من ست نقاط لحل الازمة السورية متزامنا مع جملة مواقف صدرت عن مسؤولين ايرانيين وسوريين قريبين من النظام لافتا في الايام الاخيرة او غير بريء بالمعنى السياسي بل عكس محاولة لملاقاة ما يجرى في الكواليس الدولية على اثر اللقاء الذي عقد في دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف ولقائهما معا الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابرهيمي. فاعلنت ايران انها لا ترى ان سقوط النظام قريب وفق ما بات يشاع على نطاق واسع فيما اعلن مسؤولون ايرانيون وجود عناصر من الحرس الثوري في سوريا وفي لبنان ايضا مجددا مع تبرير وجود عناصر لـ"حزب الله" ايضا لمساعدة النظام. والمسألة لا تكمن في السؤال اذا كانت ايران يمكن ان تقول ما قاله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن خسارة النظام السيطرة على الارض بل في مواصلة تأكيد دعمها للنظام واعلان خطة لها للحل تأكيدا لوجودها في مرحلة ايجاد الحلول كونها تمسك اوراقا في سوريا بما يصعب تجاوزها في البحث الاميركي الروسي عن حلول. فايران سارعت الى رفع صوتها وابلغت الى روسيا بعد الكلام على التسويات واحتمال فوز المعارضة انها موجودة. وهناك تفاوض بالنيابة عن النظام السوري وباسمه وهناك تفاوض عليه ايضا تتولاه روسيا في الدرجة الاولى ومعها ايران في الدرجة الثانية في موازاة سعي الابرهيمي الى ترجمة اتفاق جنيف لكن بناء على التطورات التي استجدت منذ حزيران الماضي والتي لم يعد تنطبق عليها على الارجح الممانعة السورية السابقة. اذ ان ما نقل عن لقاءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تركيا اخيرا اشار الى ان الرئيس الروسي استمع جيدا وبدأ يسأل اسئلة كثيرة. وليس الاعتراض الايراني على نشر صواريخ الباتريوت على الحدود التركية السورية في الوقت الذي ابدت روسيا تفهمها لذلك على لسان كبار المسؤولين العسكريين الروس سوى جزء من اظهار ايران امتلاكها للاوراق التي يحق لها بموجبها ان يكون لها موقع وحصة في سوريا تماما مثلما شكل الكلام على الباتريوت واستخدام النظام صواريخ سكود ضد معارضيه او نقل اسلحته الكيميائية واعداده المحتمل لاستخدامها ضد معارضيه فضلا عن نزوح عدد كبير من السوريين والفلسطينيين اسبابا محفزة للاميركيين والروس للعودة الى الكلام في الوضع السوري.
في الجانب السوري المتعلق بالنظام جاء كلام نائب الرئيس فاروق الشرع الذي تم نفض الغبار عنه من اجل ان يطل اعلاميا بكلام سياسي لا يتمتع اي مسؤول اخر في النظام بموقع مماثل ليعبر عنه ثم كلام المفتي العام للجمهورية السوري احمد بدر الدين حسون ليصبا في الاطار نفسه عن ضرورة التسويات ولكنهما لحظا الغياب الكلي لأمرين اساسيين : الاول هو الكلام المعهود لاهل النظام والقريبين منه عن مؤامرة دولية على سوريا تظلل به النظام منذ بدء الثورة مستنكرا اسباب الثورة ضده ومتجاهلا وجود معارضين له. اذ ان هذه الحجة استخدمها الرئيس السوري حتى الامس القريب وكذلك حلفاؤه في لبنان ايضا. والامر الاخر تسمية الشرع والمفتي السوري المعارضة السورية بالمعارضة وليس بالارهابيين كما دأب النظام خلال ما بات يقارب سنة وعشرة اشهر من عمر الازمة السورية على تسمية معارضيه والثائرين السلميين فيما لفتت دعوة المفتي المعروف بموالاته للرئيس السوري المعارضة الى السعي الى "تغيير النظام" بالحوار وليس بالقوة في الوقت الذي كان هذا الكلام عن تغيير النظام غير مقبول ايا تكن طبيعة مقاربته وهو بات يصدر عن مسؤولين في النظام. وفي هذه المواقف من حيث دلالاتها الشكلية ومضمونها ما يشي بأن النظام يحاول ان يوحي بأنه صاحب مبادرة تلاقي المساعي الخارجية من اجل التفاوض على المرحلة المقبلة وان المرونة التي يبديها تندرج في هذا الاطار على رغم ان ما ينقل عن طبيعة المعارك على الارض عكست محاولات لتحسين مواقعه في المناطق التي يعتبرها خاصة به في حال اضطر الى ترك العاصمة على نقيض ما تلقى من نصائح بأن تركه العاصمة الى اي منطقة اخرى ستنهي احتمالات التفاوض معه بسرعة.



Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: