Tuesday, December 25, 2012


معلومات... ونتيجة ما في الوضع السوري قبل نهاية آذار 2013؟
يعيش اللبنانيّون في جلّهم هذه الأيّام مع كثير من الأسئلة والتساؤلات التي تقضّ مضاجعهم، ومع كثير من القلق والحيرة عند كلّ تطوّر دراماتيكي جديد يحصل في سوريا، سواءٌ أكان قتلاً أو تفجيراً أو تهجيراً أو قصفاً ودماراً وخراباً.
وباتوا يعيشون نوعاً من "الفصام السياسي" إذا جاز التعبير، لدى سماعهم التصريحات الدولية والإقليمية مع ما يرتبط بها محلّياً في ملفّ الأزمة السورية وتداعياتها السلبية عليهم في لبنان.

وكان لافتاً للانتباه أمران في هذا الإطار شَغلا معظم الأوساط السياسية والديبلوماسية العربية والاجنبية المقيمة في لبنان. أوّلهما الكلام الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة الاسبوع الفائت حين تحدّث عن أنّ المعركة طويلة ودموية في سوريا، موجّهاً كلامه الى الطرف اللبناني الآخر أي الى "14 آذار" بقوله: "لا تبنوا حساباتكم على رهانات خاطئة". والمقصود هنا أن لا يبني نصف اللبنانيّين أو أكثر ربّما حساباتهم على سقوط النظام في سوريا.

أمّا الأمر الثاني، فتمثّل بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن صراحةً أنّ "ما يهمّ موسكو هو وضع سوريا وموقعها لا موقع الأسد". وقد تجلّى "الفصام" المذكور بدوره حول نقطتين: النقطة الأولى في ما كان قد أعلنه ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية بفترة قليلة سبقت تصريح الرئيس الروسي لجهة قوله إنّ الأسد يفقد السيطرة على البلاد أكثر فأكثر. والذي تقاطع في مضمونه مع كلام للأمين العام لحلف الأطلسي آندرس فوغ راسموسن بأنّ أيّام الأسد باتت معدودة. أمّا النقطة الثانية فتكمن في موقف الرهانات الخاطئة للسيّد حسن نصرالله.

علامَ يدلّ هذا "الفصام" بين مَن يُفترض أنّهم حلفاء للنظام السوري؟

القارئون جيّداً في السياسة الدولية والاقليمية المرتبطة بالأزمة السورية يوردون الآتي:

أوّلاً - إنّ موقف حلفاء النظام السوري المفترضين، روسيا دوليّاً و"حزب الله" محلّياً، يؤشّر الى أنّ عملية التفاوض بشأن الأزمة السورية بدأت على الخط الروسي - الأميركي ولا تزال في مرحلة الانتظار على الخطّ الإيراني - الاميركي.

ثانياً - إنّ الولايات المتحدة الأميركية بدأت تنظر باهتمام الى خطّ المصالح الروسية في سوريا والمتمثل ببندين أساسيّين من دون أن تسعى الى تثبيت أيّ منهما: البند الأوّل: طريقة حفاظ روسيا على موطئ قدم لها في المياه الدافئة، والمرتبط بالحضور العسكري الوحيد لها في الشرق الأوسط على سواحل طرطوس واللاذقية بعد سقوط الأسد. والبند الثاني يتعلّق بما هو آتٍ بعد الأسد سواء كان نظاماً إسلاميّا شبيهاً بالذي قام في مصر وتونس بعد الثورات، أم نظام تسوية وحكومة ائتلاف بين حلفاء النظام في الجيش ومعارضيه في آن معاً للمرحلة الانتقالية. علماً أنّ روسيا ترفض حكماً النظام الإسلامي في سوريا بديلاً لنظام الأسد، تبعاً لتداعياته المضرّة بالنسبة اليها على محيطها الإسلامي في الشيشان وطاجكستان وغيرها من الدول التي سبق لها واستقلّت عن الاتّحاد السوفياتي السابق ومعظمها ذات غالبية إسلامية، وتفضّل بالتالي نظام التسوية عليه.

ثالثا - إنّ المفاوضات بين واشنطن والحليف الإقليمي الأقوى لنظام الأسد، أي إيران، لم ترسُ على البرّ بعد، ذلك أنّ طهران ترغب بالوصول الى تسوية شاملة في المنطقة بدءاً من ملفّها النووي، مروراً بنفوذها في الخليج وصولاً إلى الوضع القائم في سوريا، في حين أنّ الولايات المتحدة تريد تجزئة هذه الملفّات كلٌّ على حِدة، وهذا ما يفسّر، ولو بحدود، "الفصام" في المواقف المتحدّث عنه بين حليف إيران في لبنان، أي "حزب الله"، وبين المواقف الروسية الأخيرة المفترض أنّها في خانة التحالف ذاته.

ماذا تعني هذه القراءة؟

هي تعني أنّ الوضع المتأزّم في الداخل السوري لا يزال قيد البحث الجدّي بين الدول المعنية، أي بين واشنطن وروسيا وإيران، واستطراداً الصين أيضاً، على مستقبل النظام في سوريا وليس على مستقبل الأسد تحديداً، خصوصاً أنّ هناك معلومات ديبلوماسية عالية المستوى تحدّثت عن قرب التوصّل إلى نتيجة ما في هذا الخصوص قبل نهاية الربع الأوّل من السنة الجديدة على أبعد تقدير... فهل تصحّ هذه المعلومات؟ فلننتظر لنرى.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: