التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
التفاعل السريع للأحداث في مصر، والزج بمسألة الأسلحة الكيميائية السورية إلى الواجهة ساهمت في تسليط مراكز الأبحاث بعضا من جهودها للاهتمام بها. كما أن بعضا منها تناول استقراء ملامح السياسة الخارجية الأميركية في الولاية الرئاسية الثانية للرئيس اوباما.
تداعيات المعركة الانتخابية الأميركية، وما أفرزته من تصدعات وإعادة اصطفافات داخل الحزب الجمهوري شكلت محور قسم التحليل في السعي لتحديد أدق للقوى الفاعلة والمؤثرة، وما ينتظر المشهد السياسي الأميركي من هزات قد تؤدي إلى تنامي نفوذ الأجنحة السياسية الأكثر محافظة وانعزالا على حساب التوجهات البراغماتية التقليدية.
برز مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations من بين أقرانه في تغطية مفصلة للأحداث المصرية، محملا مسؤولية تفاقم الأوضاع إلى أقطاب المعارضة "الذين يدركون انه لن يكون بوسعهم الفوز بالانتخابات وربما يدركون أنهم عاجزون عن تعطيل الاستفتاء. فالإسلاميون سيكسبون الاستفتاء لا محالة .. والدستور ستتم المصادقة عليه." وأوضح أن أقطاب "المعارضة العلمانية تسعى لتعطيل أي نوع من الانتخابات .. إذ أن المصادقة على الدستور تشكل بداية تحولات سياسية واجتماعية."
أما معهد كارنيغي Carnegie Endowment فقد تناول دور المؤسسة العسكرية في مصر، قبل تفاقم الأزمة الراهنة، في سعيه للتعرف على المسار المحتمل للمؤسسة. وقال إن المؤسسة العسكرية عبر مجلسها العسكري آثرت "الانسحاب من المشهد السياسي منذ شهر آب / أغسطس ولم نعد نسمع صوتها منذئذ." وأوضح انه في حال تطورت الأوضاع إلى الاشتباك بين القوى العلمانية والإسلامية "قد لا يكون بوسع المؤسسة العسكرية ترف النأي بنفسها عن الأحداث،" لا سيما وان طرفي الاشتباك يتداخلان في التركيبة البشرية للقوات المسلحة.
أما معهد واشنطن Washington Institute فقد أعرب عن اعتقاده بعدم إقدام الرئيس مرسي على التراجع عن إجراءاته نظرا لخلفيته الفكرية والثقافية في كنف الإخوان المسلمين وثقة "مكتب المرشد بحشد الآلاف من خلايا فردية تتكون من 5 إلى ثمانية أشخاص .. ونشرها بسرعة في أي بقعة يراها ضرورية." كما أن الرئيس "مرسي اشرف بنفسه (سابقا) على جهود حشد وقيادة كوادر الإخوان في ميدان التحرير" للإطاحة بالرئيس حسني مبارك، "يتملك تنظيم الإخوان شعور مفرط بالثقة الذاتية لتفوقهم عدديا على خصومهم الحاليين، ومن غير المرجح أن يقدم (الرئيس) مرسي اتخاذ خطوات تستجيب لمطالب المحتجين وهم اقل عددا من أنصاره."
معهد واشنطن Washington Institute أيضا كان من رواد المروجين لمزاعم حتمية استخدام سورية أسلحة كيميائية، إذ "قد يجد النظام نفسه في وضع يسهل عليه تقديم تفسير عمليات صغيرة منتقاه بأنها من صنع "الإرهابيين" أو كرد مشروع للأوضاع العسكرية والتهديدات التي تواجه البلاد ... كما قد يلجأ إلى شن غارات صغيرة نسبيا ضد أهداف مدنية بغية ترويع السكان او معاقبتهم لدعمهم المتمردين."
اندلاع المواجهات بين المسلحين والأكراد السوريين كانت موضع اهتمام معهد الدراسات الحربية Institute for the Study of War من زاوية تداعياتها على المشهد التركي. وأعرب المعهد جازما عن "عدم قبول تركيا لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على مناطق كردية في الأراضي السورية طالما ابقى على علاقات متينة مع حزب العمال الكردستاني." وقال ان تركيا "قد تلجأ لإحياء العمل باتفاقية أضنه" التي من شانها السماح لها بشن غارات عبر الحدود السورية ضد أهداف كردية.
اعتبر معهد واشنطن Washington Institute تنامي المظاهر العسكرية في الخليج "اعمالا عدائية من قبل إيران" محذرا انه أن لم "تتجاوب (إيران) مع المساعي الديبلوماسية، يتعين على الولايات المتحدة القيام بمهام لتعزيز حرية النقل البحري العالمية تتضمن طلعات جوية لطائرات (مقاتلة) ... تتبع ترسانة دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص."
في الشأن الإيراني أيضا، تناولت مؤسسة هاريتاج Heritage Foundation ما أسمته النفوذ الإيراني في منطقة القوقاس، مناشدة الولايات المتحدة تعزيز علاقاتها الثنائية القائمة في منطقة بحر قزوين بغية "عزل ايران .. وتحييد نشاطاتها التخريبية في المنطقة."
في المقابل، شنت مؤسسة هاريتاج حملة نقد قاسية على الإدارة الأميركية على خلفية عناصر الإستراتيجية النووية الأميركية للقرن 21، متهمة إياها "قبولها النظر في أحداث تخفيضات إضافية للقدرات النووية الأميركية استنادا إلى فهم مضلل يرى أن العالم يصبح أكثر أمنا عند تبني الولايات المتحدة سياسة ردع نووية." وطالبت الإدارة الالتزام بتعداتها الدفاعية حيال حلفائها وأصدقائها "مما يستوجب عليها المحافظة على مستويات من الرؤوس النووية العاملة تبلغ نحو 2700 إلى 3000 والتحلي بمرونة كافية تتيح إدخال تعديلات متواصلة عليها ... اذ ان الاحتفاظ بنسبة تنامي القوة الأميركية غير المتماثلة من شانه صون قدرة الولايات المتحدة على التحكم بالأحداث والتطورات، بدلا من الاحتكام الى اهواء الدول الاخرى."
0 comments: