Wednesday, December 26, 2012

الخليج العربي وايران

في الوقت الذي أصدرت فيه القمة الخليجية الثالثة والثلاثون في البحرين بيانا تضمن مطالبة إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، أعلنت طهران عن مناورات بحرية عسكرية في الخليج من أجل «تعزيز جاهزية القوات المسلحة، واختبار المعدات العسكرية الحديثة، إضافة إلى تنظيم تكتيكات حربية جديدة»!
ورغم كل ذلك نجد أن بعضا من وكالات الأنباء تقول، إن دول الخليج تحذر إيران من التدخل «المزعوم»، ونجد بيننا من يقول إن إيران دولة صديقة، وهناك مبالغة في دورها، رغم كل ما تفعله طهران طوال العقود الثلاثة الماضية ليس في الخليج فقط، بل وفي اليمن والعراق ولبنان، وبالطبع في سوريا التي سقط فيها إلى الآن ما يفوق الثلاثة والأربعين ألف قتيل على يد نظام الطاغية الأسد وبدعم إيراني كامل. ورغم كل ذلك نجد من يشكك في دور إيران الخطير على أمن الخليج والمنطقة.
اليوم، ومع البيان الخليجي المهم، الذي صادق على قرارات مجلس الدفاع المشترك وبارك إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة، وكذلك إقرار الاتفاقية الأمنية المعدلة مع التأكيد على أهمية تكثيف التعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، تكون دول الخليج قد قررت المواجهة مع إيران، بعد أن أعلنتها طرفا رئيسيا في زعزعة استقرار المنطقة، والخليج تحديدا، وبشكل معلن، رغم أنه أمر كان معلوما، لكن هذه المرة سمى القادة الخليجيون الأشياء بأسمائها، فهل هذا يكفي؟
الإجابة لا! فدول الخليج ليست بحاجة لمن يذكرها بخطر إيران، وحلفائها، وكذلك المخاطر الحقيقية على الكيان الخليجي ككل، وليس النظرة الضيقة لبعض الدول الخليجية، فما هو ثابت اليوم خليجيا أن الخطر عام وليس خاصا، وأن الهدف من كل ما يدور حولهم اليوم هو النيل من استقرارهم، وأمنهم. ولذا، فالمطلوب من دول الخليج اليوم كثير، سواء كان سياسيا، أو عسكريا، أو اقتصاديا، أو ثقافيا، وحتى إعلاميا، وليس في الخليج وحده، بل في كل المنطقة، وخصوصا أن قواعد اللعبة عربيا قد تغيرت.
اليوم، لا بد من قوة عسكرية خليجية موحدة على أعلى المستويات، وفرق عالية الجاهزية لمكافحة الإرهاب، وغرف عمليات مشتركة لتداول المعلومات، وبنك خليجي قوي ونافذ، وذلك بدلا من أن تكون المساعدات هبات، بل تكون سياسة موحدة في إقراض الأصدقاء، وبطرق تضمن عدم وقوع الأموال بيد الفاسدين، وسياسات مالية تضمن أمن الحلفاء، سواء على نطاق دول الخليج أو خارجه.
ولا بد من جهد دبلوماسي وسياسي موحد، وتنسيق سياسي متكامل، وليس التباين الصارخ الذي نراه أحيانا بين بعض أعضاء الدول الخليجية. ولا بد كذلك من إنشاء مراكز أبحاث ترصد التحديات التي تواجه دول الخليج، وتقدم رؤى، ووقائع، وليس كلاما إنشائيا وعاطفيا، مراكز تحتوي الباحثين المميزين شريطة ألا تكون مراكز حكومية صرفة.
فطالما طالبت دول الخليج إيران علنا بالكف عن التدخل في شؤونها فلا بد من إتباع ذلك بأفعال، مثل الاتحاد الذي يتطلب تفاعلا متكاملا، فطهران لا تستجيب للمطالبات، ولا للنيات الحسنة، وكل ما حولنا يقول لنا، إن القادم أصعب على مستوى الخليج، وهذا ما يجب أن ندركه.
طارق الحميد | الشرق الأوسط


نشرت الشرق الأوسط، لندن، 22/12/2012 من تل أبيب، أن الجناح اليميني في اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، يدير هذه الأيام، حملة تحريض منظمة ضد السيناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل، منذ أن تسرب للصحافة أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ينوي تعيينه وزيراً للدفاع.
وقالت مصادر سياسية في "إسرائيل" إن مصدر هذه الحملة هو القلق الذي يسود أروقة الحكومة التي يقودها بنيامين نتنياهو، جراء ما نشر عن تعيينات متوقعة في الإدارة الجديدة في واشنطن، خصوصاً تعيين هاغل في الدفاع وتعيين السيناتور الديمقراطي جون كيري في وزارة الخارجية. فهي ترى أن هاغل معروف بمواقف حادة ضد السياسة الإسرائيلية بمجملها من عملية السلام والعلاقات في الشرق الأوسط، وأن كيري معاد لسياسة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلين. وأضافت هذه المصادر في حديث مع الموقع الإخباري الإسرائيلي "واللا"، أن تعيين هاغل كان بمثابة "نذير سوء لنتنياهو، وكذلك اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة (أيباك)"، وأن "اللوبي اليهودي يعارض بشدة هذا التعيين بسبب ما ينسب إليه من تصريحات معادية لإسرائيل، وبسبب موقفه الثابت بضرورة فتح حوار بين الولايات المتحدة ودول محور الشر، بدءاً من إيران وحتى سوريا ومن كوريا الشمالية وحتى كوبا، وهو يعارض حتى اتخاذ إجراءات عقابية ضد هذه الدول".
ولم تستبعد هذه المصادر أن يؤدي تعيين هاغل إلى تفاقم الخلافات بين "إسرائيل" والإدارة الأمريكية حول الموضوع الإيراني. ونقلت على لسان رئيس الائتلاف اليهودي في الحزب الجمهوري، مات بروكس، قوله: "تعيينه سيكون بمثابة صفعة لوجه كل أمريكي حريص على أمن إسرائيل". وأخذت على هاغل أنه "كان قد تباهى بأنه مستقل تماماً عن ضغوط وتأثيرات اللوبي اليهودي في أمريكا". وقال في مقابلة مع ديفيد ميلر، نشرت في كتابه حول الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، إن "اللوبي اليهودي يخيف كثيراً من السياسيين، ولكنني أعتبر نفسي سيناتور أمريكياً وليس إسرائيلياً، لذلك فأنا لا أخافهم"، وهو الأمر الذي جعل مجموعات يهودية ترى فيه "لاساميا" ومعادياً لـ"إسرائيل".
وفي موقع "نعناع" التابع للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، نشرت أمس تصريحات لمدير "العصبة اليهودية لمكافحة الإهانات"، ايب فوكسمان، قال فيها إن تعيين هاغل سوف يقلق جداً الآلية اليهودية في الولايات المتحدة. وأضاف: "عزائي أن أوباما لم يتخذ قرارا نهائيا بهذا التعيين بعد، وأنا لا أستبعد أن يعين شخصاً آخر، وربما امرأة في منصب وزير الدفاع للولايات المتحدة".
وأضافت القدس العربي، لندن، 22/12/2012 نقلاً عن مراسلها في الناصرة، زهير أندراوس، أن موقع إذاعة الجيش الإسرائيلي على الإنترنت قال الجمعة أن هاغل يُعتبر من أشد المعارضين لسياسات الدولة العبرية وبالتالي فإن حكومة نتنياهو تقوم بإجراء اتصالات مكثفة مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ومع اللوبي الأمريكي الإسرائيلي لكي يمارسا الضغوطات على البيت الأبيض للتراجع عن نيته بتعيينه. وأشار موقع الإذاعة على الإنترنت إلى أن هاغل رفض التوقيع على عريضة أعدها أعضاء الكونجرس دعماً لـ"إسرائيل" خلال انتفاضة الأقصى، علاوة على ذلك، أضاف الموقع الإسرائيلي بأن هاغل طالب بفتح حوار مع حركة حماس ومع إيران.
وذكر الموقع أن هاغل كان قد أعرب عن معارضته الشديدة لقيام الدولة العبرية بمواصلة البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، علاوة على ذلك، فإنه خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف العام 2006 طالب السناتور هاغل من الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش، بأنْ يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، إيهود أولمرت، ووصف إسرائيل بأنها تقوم بأعمال جنونية في لبنان.



لم يعد خافياً أن "حزب الله"، ومنذ اندلاع الاحداث في الساحة السورية، وتفاعلها لتصل الى هذا المستوى من الصراع المدمر والدامي، اضطر الى ان يبذل جهوداً "جبارة" للمحافظة على علاقته التاريخية والاستراتيجية مع حليفته حركة "حماس".
ولقد كان واضحاً أن الجهد الأكبر في هذا الاطار إنصب من جانب قيادة الحزب على قاعدته العريضة للحؤول دون اهتزاز قناعته بجدوى ديمومة العلاقة مع التنظيم الفلسطيني الاسلامي الأبرز، خصوصاً ان هذا التنظيم اختار عن وعي "الانحياز" ضد النظام السوري في خضم المواجهة الحاصلة في هذا البلد أكثر من 21 شهراً، ومن ثم بدأت تتواتر معلومات الى هذه القاعدة مفادها أن الإنحياز الذي بدأ سياسياً محافظاً على قدر من الحيادية تحول انخراطاً في لعبة مواجهة النظام السوري بأشكال متعددة وفي محطات هي في نظر هذه القاعدة مفتعلة، ولا تتناسب اطلاقاً مع موقف الحياد الذي رفعت لواءه الحركة لحظة اشتعال الحريق في سوريا، وبالتالي ما هي الا تعبير عن رغبتها في مغادرة محور الممانعة والمقاومة الذي نمت وتربت في حضنه طوال اعوام ووجدت عنده الحماية، واستطراداً اعلان الانتساب العاجل الى محور تعتقد الحركة انه في طريق الصعود بعد ما سمي "الربيع العربي".
وثمة عامل اضافي مغرٍ للحركة، هو ان الصاعدين الى واجهة السلطة حديثاً، خصوصاً في مصر وتونس وليبيا، هم من الطينة العقيدية نفسها لـ"حماس" ومن الرحم نفسه وهو الرحم "الإخواني". ولقد تجسدت عملية قطع "حماس" علاقتها بمحورها التاريخي السابق، وانتقالها الى المحور الآخر، من خلال انتقال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل من دمشق الى الدوحة.
وليس جديداً أن مستقبل العلاقة بين "حزب الله" و"حماس" واستطراداً تنظيم "الإخوان المسلمين" في ضوء الصعود "الإخواني" واندلاع المواجهة بينهم وبين النظام في سوريا، وتداعيات ذلك كله، خضع لنقاش معمق داخل دوائر القرار والتخطيط في "حزب الله" لاسيما مع تزايد وتيرة عدم الرضا في قواعد الحزب وجمهوره عن اداء الحركة اثر النظر اليها وكأنها تبدل الولاءات وتضرب اليد التي امتدت لدعمها طويلاً وتحملت في سبيل ذلك الدعم الكثير وهو بالنسبة الى هذا الجمهور جحود ونكران جميل أعاد الى الاذهان التجارب المرة الطويلة للفلسطينيين مع كل الدول التي استضافتهم بدءاً من الاردن مروراً بلبنان فالكويت والعراق وأخيراً سوريا، وكلها تجارب نضحت بالمرارة وانتهت بشكل سلبي على القضية الفلسطينية وعلى العمل الوطني الفلسطيني.
وكانت خلاصة هذا النقاش الذي استغرق وقتاً ليس بالقصير، فضلاً عن اجتماعات ولقاءات ممتدة في الزمان والمكان المعادلة الآتية: الحفاظ على استمرار العلاقة مع حركة "حماس" والحيلولة دون صرم حبلها بأي ثمن، وتحت أية اعتبارات. وعليه قرر الحزب الخطوات العملية الآتية:
- منع أي خطاب انتقادي للحركة وادائها وسلوكها، من أي منبر اعلامي تابع للحزب أو محسوب عليه.
- احياء اطر التعاون والتنسيق المختلفة بين الحزب والحركة على كل المستويات.
- تجاوز الانتقادات التي قد تأتي من جانب "حماس" حيال اداء الحزب نفسه وحيال علاقته الدائمة بالنظام في سوريا.
- التوجه الى قواعد الحزب والى جمهوره العريض بغية تبديد اجواء الاستياء والمرارة التي بدأت تتراكم في داخلها حيال حركة "حماس" ومسلكيتها في سوريا وفي قطاع غزة، حتى لجهة مواقفها الملتبسة أحياناً من ايران.
- مبررات الحزب لسلوك "حماس" سواء في سوريا أو تجاه ايران خصوصاً بعد الحرب الاخيرة على غزة موجودة، فالحركة معذورة الى حد ما كونها تعيش حال مخاض وتخبط في الرؤى والتوجهات الحاضرة والمستقبلية بفعل التحولات الدراماتيكية في العالم العربي لا سيما في مصر.
- الى ذلك فإن الحزب لم يكتم ان ثمة قيادات معتبرة داخل الحركة ما برحت على ولائها لخط الممانعة والمقاومة وهي حافظت على علاقتها بالحزب وبطهران، حتى انها لم تقطع مع بعض مؤسسات النظام في سوريا، وبالتالي يتعين مساعدة هذا الجناح لكي يقوى ويأخذ لاحقاً زمام المبادرة والقيادة خصوصاً اذا ما حسم التجاذب الدائر داخل الحركة حيال: هل هي خط مقاومة أم ان عليها ان تتحول سلطة وتقارب الامور من هذا المنطلق على وجه التحديد؟
- اذاً كان ثمة رهان ضمني لدى قيادة الحزب على ان الأمور ليست بالضرورة سائرة لمصلحة المحور الذي اغواه الصعود السريع لـ"الاخوان" الى رأس هرم السلطة في اكبر دولة عربية، وبالتالي دفعه الى اعادة النظر في مواقفه وحساباته بعدما اغرته لعبة التماهي مع هذا المستجد. وعليه لا بد ان تعود الامور والرهانات الى حجمها الطبيعي الواقعي وخصوصاً ان الحزب بقي حتى في أسوأ الاوقات مرتاحاً الى صمود النظام في سوريا والى ان مرحلة الخوف من سقوط هذا النظام وتداعيه قد ثبت بطلانها بفعل مرور الوقت.وعليه فالرهان ليس فقط على قدرة النظام السوري على تجاوز الأزمة، بل على ان قيمة ما يرفعه الحزب من شعارات ومنظومة افكار وقيم تتصل بالصراع العربي – الاسرائيلي، لا يكتمل نصابها الا بعلاقة مع الجانب الفلسطيني المقاوم، والا بعلاقة متجذرة مع دمشق، ودون هذين الأمرين يصير الحديث عن محور ممانعة ومقاومة امراً هيولياً، بلا معالم ومظاهر على الارض.
وثمة تجربة سابقة للحزب في هذا المضمار، فهو اصر على الا يقطع علاقته بحركة "فتح" اساس العمل الفدائي الفلسطيني وصاحبة الريادة في اطلاق الرصاصة الفلسطينية الاولى.، رغم كل اطوار التحول التي عاشتها هذه الحركة منذ اتفاق اوسلو عام 1992 وحتى اليوم، وما تخلله من نبذ معلن لاسلوب الكفاح المسلح، ومد قنوات التنسيق مع الكيان الصهيوني. ففي اعماق قيادة الحزب يعتمل رأي فحواه ان القضية الفلسطينية ستبقى محافظة على القها وان وهنت العزائم من جانب الفصائل الفلسطينية نفسها، وستظل هذه القضية فارضة نفسها حتى وان قررت قيادات فلسطينية التحلل من كثير مما كانت تعتبره ثوابت ومسلّمات في ميدان الصراع مع اسرائيل، لأن ثمة عائقين امام امكان "التطبيع" بين الفلسطينيين واسرائيل، هما الكيان الصهيوني نفسه الذي لا قدرة له على تحمل سلام حقيقي ودائم مع الجانب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني نفسه الذي لم يبلغ مرحلة التسليم بواقع الحال ورمي مفاتيح المنازل العتيقة التي يصر على الاحتفاظ بها منذ نكبته في عام 1948. وتقر دوائر القرار لدى الحزب بأن الاحداث المتسارعة في مخيم اليرموك بالقرب من دمشق وما يرافقها من التباس وغموض وكلام النظام في سوريا قد اثقلت الى حد ما ميزان العلاقة بين الحزب وجمهوره من جهة وحركة "حماس" من جهة اخرى، الا ان الثقة لم تغادر الحزب للحظة بأنه والحركة نفسها يحتاجان الى استمرار العلاقات بينهما. لكن الواضح ان "حزب الله" هو الأكثر حرصاً على استمرارها والمكلف ضمناً بذل جهود أكبر لعدم التفريط بها.
النهار، بيروت، 22/12/2012
حلمي موسى: أبدت تل أبيب ارتياحاً تجاه ترشيح السيناتور جون كيري لخلافة هيلاري كلينتون في منصب وزير للخارجية. ولكن هذا الارتياح لم يخف نوعاً من القلق المستتر الناجم عن مواقف سابقة للسيناتور الذي برغم وصفه بالصديق إلا أنه يقع ضمن السياق الجديد للعلاقات المتوترة بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الثانية والحكومة الأشد يمينية في تاريخ إسرائيل. ومن المؤكد أن تعيين كيري لا يقل أهمية عن هذا التعيين ترجيح تعيين السيناتور الجمهوري تشاك هايغل الذي تتعامل معه الأوساط الإسرائيلية واليهودية الأميركية بدرجة عالية من الريبة والشك، في منصب وزير الدفاع.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن «كيري يطفح بالخبرة ومؤيد مشهور لأمن إسرائيل. ونحن أصدقاء من سنوات طويلة»، مضيفاً «قدرت جدا واقع أنه قبل نصف عام، بعد وفاة والدي، وصل لزيارتي أثناء أسبوع الحداد. وأتوقع عملاً مشتركاً معه».
أما نائب وزير الخارجية داني إيلون فأرسل برقية تهنئة لكيري جاء فيها: «تبريكات حارة لتعيينك الجدير. في كل حواراتنا ولقاءاتنا قدرت حكمتك ورؤيتك. وأتمنى لك نجاحا كبيراً، خصوصاً في ضوء التحديات المعقدة التي تواجهنا».
ومن المواقف التي تسجلها إسرائيل ضد كيري أنه كثيراً ما دعا الإدارة الأميركية، قبل الأحداث في سوريا، إلى إعادة فتح حوار مع القيادة السورية وطالب بتخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق. وفضلاً عن ذلك، اشتهر كيري بمعارضته الحادة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية التي شكلت على مدى السنوات الماضية مركز الخلاف الجوهري بين واشنطن وتل أبيب. ومن تصريحات كيري التي رفضتها إسرائيل أن «هضبة الجولان يجب إعادتها إلى سوريا»، و«عاصمة فلسطين يجب أن تكون القدس الشرقية مع السيطرة على الأقصى». كما أعلن أن «البناء في المستوطنات يضع العقبات في طريق السلام»، وقال بوجوب إزالة إسرائيل الحصار عن غزة.
وبحسب جريدة يديعوت أحرونوت، فإن كيري في مواقفه السياسية يقترب من اليسار الإسرائيلي، «فهو يؤمن بحل الدولتين للشعبين على أن يكون شرقي القدس عاصمة فلسطين»، وهو حل، بالنسبة إليه، يتحقق من خلال المفاوضات وليس بخطوات احادية الجانب. كما أعرب كيري في الماضي عن معارضته للبناء الإسرائيلي في المستوطنات واختيار الحل العسكري بدل الديبلوماسي في معالجة مسألة النووي الايراني. من هذه النواحي، يشكل تعيينه وزيرا للخارجية مشكلة لحكومة نتنياهو ليبرمان.
وأشارت مصادر مؤيدة لإسرائيل إلى مخاوف من أن كيري، مثل وزراء خارجية سابقين، قد يحاول في أيامه الأولى إظهار تحركات غير مرغوب فيها من جانب إسرائيل تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
السفير، بيروت، 24/12/2012

4.         تشكيك في نفي اليهود: أصول خزرية وليست سامية
حلمي موسى: أعاد خبير إسرائيلي في علم الجينات إلى الواجهة السؤال المركزي عن أصل «الشعب اليهودي» عبر إثباته من جديد أن المكون الخزري هو العنصر الظاهر في الحمض النووي ليهود أوروبا، ما يعني أن أصولهم خزرية وليست سامية. وأشارت دراسة أعدها د. عران الحياك، ونشرت تقريراً عنها جريدة هآرتس، إلى أنه إذا صح البحث فإن الكثير من أسلاف الإسرائيليين هم أقارب لأسلاف الإيرانيين. ويقول الحياك إن «باحثين مختلفين عرضوا على مرّ السنين تفسيرات لأصل اليهود». وعدّد في بحثه مختلف النظريات التي أشيعت طوال المئة العام الأخيرة، ولكنه يشرح أن بحثه «هو الأول الذي يعرض نظرية شاملة، تفسر كل الاستنتاجات المتناقضة ظاهرياً».
وقد أجرى الحياك بحثه في كلية الصحة العامة في جامعة «جون هوبكنز» الأميركية في بالتيمور. ونشر نتائجه في مجلة «جنوم، بيولوجيا، ونشوء» التي تصدر عن جامعة أوكسفورد. وأوضح بروفيسور فحص الدراسة أنها «أعمق من كل الأبحاث السابقة التي تتعلق بأصل اليهود». وقال الحياك إن «بحثي يناقض 40 عاماً من الأبحاث الجينية، والتي افترضت جميعها أن اليهود هم عالم مختلف جينياً عن كل شعوب العالم». وقد اعتمد البحث على معطيات جينية شاملة توفرت من دراسات أخرى.
وبحسب البحث الجديد فإن المكون المهيمن في أوساط يهود أوروبا هو المكون الخزري. وهو يشكل في يهود وسط أوروبا 38%، وهو الأعلى من أي مكون آخر في جينومهم. أما في أوساط يهود شرق أوروبا فيشكل 30%، وليس في جينومات هؤلاء أي مكوّن أعلى منه.
السفير، بيروت، 24/12/2012


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: