وساط أميركية: تركيز على الجانب الانساني بسوريا لعدم الجهوزية عسكريا
الجمعة 11 كانون الثاني 2013،
رأت أوساط أميركية أن "إستحالة تحقيق اختراق راهن في جدار الازمة السياسية السورية لا يعفي المجتمع الدولي من التحرك خصوصاً في الجانب الانساني، في ظل اعتقاد واسع باستطالة امد الازمة السورية، وبدء تحوّلها الى ازمة اقليمية طويلة".
ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن تلك الاوساط رأيها بأن "ما جرى في اليومين السابقين من خطوة تبادل الأسرى، يعكس في جانب منه تقاليد في العمل السياسي والدبلوماسي، عادة ما جرى التعود عليها في الازمات الدولية". وتذكّر بما كان يجري في لبنان خلال حربه الاهلية الطويلة او في كوسوفو او افريقيا... كما انها "تعكس بشكل غير مباشر نوع الاتصالات الجارية خصوصاً مع ايران، التي اثار قرار الرئيس الاميركي تسمية كل من جون كيري وزيراً للخارجية وتشاك هاغل وزيراً للدفاع في عهده الثاني، اثار ارتياحاً لديها، على رغم عدم صدور مواقف مباشرة منها حول هذا الامر".
وأكدت تلك الاوساط الاميركية على أن "الانتقادات التي تصاعدت وتيرتها ضد ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للملف السوري، بدأت تثمر تغييراً بطيئاً، مع اخذ تلك الانتقادات في الاعتبار مرحلة التسلم والتسليم واعادة بناء طاقم الادارة الاميركية الجديدة القديمة". لكنها شددت على أن "تلك الانتقادات وخصوصاً من السياسيين الجمهوريين، لم تتطرق الى الحديث عن ايّ نوع من انواع التدخل العسكري، وهو ما عكسته التصريحات المريحة للمتحدثين بإسم الادارة الاميركية سواء في الخارجية او البيت الابيض او حتى وزارة الدفاع".
وفي اعتقاد تلك الاوساط أن "التركيز الاميركي على الجانب الانساني يعكس موقفاً سياسياً صريحاً في عدم جاهزية هذه الادارة للتورط بعمل عسكري جديد، وعن ادراك للأخطار السياسية والامنية التي تثيرها الازمة السورية في ظل نمو خطر الجماعات المسلحة الراديكالية، الامر الذي يقتضي تكثيف الجهود من اجل إكساب المعارضة السورية الرسمية التي جرى الاعتراف بها، قدرات اكثر صدقية على الارض وتمكينها من بناء حضور فاعل".
ورأت أخيراً أنّ "مؤتمر لندن يأتي في سياق التنسيق الدولي والغربي والاميركي خصوصاً من اجل تحقيق هذا الهدف. فإدارة المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام ومحاولة الحفاظ على اسس الدولة السورية وتحديداً على الجهاز الحكومي والامني والعسكري، من شأنه التخفيف قدر الامكان من تداعيات الحرب الطويلة المقبلة على البلاد. كما أن من شأنه تطويق تداعيات "العسكرة" الشاملة للثورة السورية وتأثير جماعاتها الراديكالية على مستقبل سوريا والمنطقة عموماً، في ظل التخوّف مما يجري على ارض العراق واقترابه من الاندماج الكلي بما يجري في سوريا".
0 comments: