Tuesday, January 1, 2013


روسيا تعلن حرب السكك الحديدية على الولايات المتحدة

روسيا تعلن حرب السكك الحديدية على الولايات المتحدة


خلال المؤتمر الصحفي الموسع الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حديثا طرح أحد الصحفيين سؤالا حول موقف روسيا من منظومة الدرع الصاروخية التي تعمل الولايات المتحدة على نشرها في أوروبا. وفي معرض رده على ذلك السؤال قال بوتين إن الدرع الصاروخية الأمريكية تبطل مفعول الترسانة النووية الروسية، ولهذا كان لا بد لروسيا من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بدرء هذا الخطر. وأوضح بوتين أن روسيا قررت العمل على تطوير "المجمعات الصاروخية المحمّلة داخل مقطورات السكك الحديدية".

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن العلماء الروس يعملون على تطوير نوعين من المجمعات الصاروخية.

النوع الأول ـ عبارة عن صواريخ ثقيلة مشابهة للصواريخ "توبول" المستخدمة حاليا، والمعرفة عالميا باسم "ساتانا" (الشيطان)، لكنها تختلف عنها بصغر حجمها وخفة الوقود الصلب المستخدم فيها. والاختبارات التي تخضع لها هذه الصواريخ، تجري بنجاح ملحوظ.

أما النوع الثاني الذي بوشر بإنتاجه مؤخرا فيعرف بـ"المجمعات الصاروخية المحمّلة داخل مقطورات السكك الحديدية". ولقد بوشر بإجراء الأبحاث العلمية، المتعلقة بإنتاج هذا النوع من الصواريخ.

يذكر أنه سبق للقوات الصاروخية الروسية أن استخدمت "المجمعات الصاروخية المحمّلة داخل مقطرات السكك الحديدية". وظلت هذه المجمعات قيد الخدمة حتى عام 2005. وكانت أولى التجارب على هذه المجمعات الصاروخية، التي تعرف في روسيا باسم "مولوديتس"، ويصنفها الناتو باسم "إس إس ـ 24 سكالبل (المشرط)" قد انطلقت في شهر فبراير/شباط من عام 1985، وانتهت بنجاح بحلول عام 1987.

وفي عام 1988 جرى نشر خمسة أفواج منها تحتوي على 15 منصة إطلاق. وبحلول عام 1991 شكلت ثلاث فرق صاروخية تتألف الواحدة منها من أربعة أفواج تشكل 12 قطارا.

تبدو القطارات الصاروخية أي التي تحمل مجمعات صاروخية تبدو وكأنها قطارات عادية تماما. حيث يدخل في قوام مقطوراته عربات تشبه عربات التبريد وعربات الشحن وعربات البريد وعربات الركاب. ويضم كل قطار ثلاث منصات لإطلاق الصواريخ من طراز "مولوديتس" تعمل على الوقود الصلب ومنظومة متكاملة لتأمين إطلاق الصواريخ ومركزا للقيادة بالإضافة إلى الأطقم.

وكانت تلك القطارات تضمن إطلاق الصواريخ في أية لحظة ومن أية نقطة على طريق حركة القطار.

لقد كان من الصعب جداً التمييز بين "القطارات الصاروخية" وبين آلاف القطارات العادية التي كانت تجوب أراضي الاتحاد السوفيتي الشاسعة. ولم يكن باستطاعة أحد أن يميزها سوى الاختصاصيين. وكان باستطاعة تلك القطارات أن تقطع مسافة 1200 كيلو متر خلال اليوم الواحد، الأمر الذي يجعل من المستحيل رصد حركتها ومعرفة أماكنها.

وعندما علمت واشنطن بأمر هذه "القطارات الصاروخية" أصيبت بالصدمة. إذ لم يكن باستطاعتها أن تحدد القطار الذي ينبغي ضربه في حال نشوب حرب نووية. وإذا ما قررت تدمير كل القطارات التي تتحرك على الأراضي السوفيتية دفعة واحدة، فإنها لن تستطيع لعدم كفاية الرؤوس النووية المتوفرة لديها. لهذا بادرت إلى وضع مجموعة من الأقمار الاصطناعية التجسسية تضم 18 قمراً، على مدار ثابت فوق الاتحاد السوفيتي، لكي تتمكن من متابعة تحركات "القطارات الصاروخية" التي تستطيع أن تتملص بسهولة من منظومات المراقبة والمتابعة. وعلى الرغم من أن هذه التدابير كلفت الخزانة الأمريكية ثمنا باهظا، إلا أنها لم تكن ذات جدوى. إذ لم تتمكن أجهزة الاستخبارات الأمريكية من تحديد مسار أي واحد من تلك القطارات الصاروخية.

ولهذا، وحالما دب الدفء في العلاقات السياسية بين روسيا والولايات المتحدة؛ بداية تسعينيات القرن الماضي، بادرت واشنطن إلى العمل على التخلص من هذه المشكلة العويصة. في البداية، تمكنت واشنطن من إقناع السلطات الروسية، بمنع تلك "القطارات" من التنقل الدائم في أراضي البلاد، والتوقف بشكل دائم في أماكن معينة. وهذا الأمر سمح للأمريكيين بالإبقاء على 3 ـ 4 أقمار تجسس فقط بدلاً من 18 قمرا كما كان في السابق. وبعد ذلك تمكنت واشنطن من إقناع القيادة الروسية بتدمير هذه المجمعات بشكل نهائي.

أما الآن، فيبدو أن وجع الرأس سيعود إلى الولايات المتحدة من جديد. فمن الواضح أن القرار السياسي بالعودة إلى "القطارات الصاروخية" اتخذ عمليا، بعد أن اقتنعت القيادة الروسية بأن "القطارات الصاروخية" تمثل ورقة رابحة في الحوار القائم مع الولايات المتحدة حول جدوى نشر منظومة الدفاع الصاروخية في أوروبا.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: