Thursday, January 17, 2013


ماذا يعني تعيين جون برينان مديرا للـ CIA ؟: ميكا زينكو










ذكرت وكالات الأنباء أن جون برينان، مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب سيعين على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، ومنذ استقالة ديفيد بترايوس من منصبه في 9 نوفمبر، تردد أن برينان سيكون خليفته في الوكالة.


ويعتقد البعض انه تم تأجيل هذه الخطوة لأنه من شانها التقليل من دور برينان في البيت الأبيض، حيث يسمح له الآن بمقابلة الرئيس أوباما باستمرار، وعلاوة على ذلك، فإن برينان في بعض الأحيان كان يستدعي ضباط وكالة المخابرات المركزية مباشرة من البيت الأبيض، دون تصريح من بترايوس، وهذا ما لا يمكن أن يقوم به إذا شغل مكتب المدير في الطابق السابع. 

برينان هو مهندس تصعيد حرب الطائرات دون طيار، وقائمة القتل تعود إليه أيضا، فكان مسؤولا عن ما يقرب من 50 عملية قتل مستهدف في رئاسة جورج دبليو بوش، وحوالي 360 في عهد الرئيس أوباما... ويشرف برينان على العمليات المشتركة بين الوكالات الأمنية الأميركية و يديرها.


عمل برينان في الوكالة في فترة السجون السرية والنقل الاستثنائي للمعتقلين من بلد إلى آخر، علاوة على ذلك استخدمت الوكالة في فترة حكم بوش أساليب الاستجواب القاسية، أي التعذيب من حيث المبدأ. 

وعلاوة على ذلك، هو لا يخضع للمساءلة خارج السلطة التنفيذية، حيث لا يطلب منه المثول أمام الكونغرس أو الرد على استدعاء الكونجرس ومع ذلك، فقد قدم العديد من الخطب والبيانات العامة حول جوانب محدودة من برنامج القتل المستهدف، وبعضها مناف للعقل وبأي حال من الأحوال لا يدعم الواقع.


ومن وراء الكواليس كان برينان يناصر فكرة شرح مبررات برنامج القتل المستهدف، وذلك لحمايته عن طريق فرض قيود داخلية وخارجية، وهكذا تستطيع إدارة أوباما تقديم السياسة الخاصة بها بعناية وبمبررات قانونية. 

إدارة بوش تعمل في مجال برنامج التسليم الاستثنائي للمتهمين بالإرهاب إلى الدول الخارجية، والتعذيب، والتنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي. وفي نهاية المطاف، الضغط السياسي الداخلي أدى إلى إصلاحات كبيرة وإنهاء الحالات الثلاث المذكورة.


ليس من الواضح ما إذا كان تعيين برينان سيؤدي إلى انفتاح اكبر في برنامج القتل المستهدف، أولا، بمجرد أن عمليات الوكالة سرية فهذا يعني أنه لا يمكن الاطلاع عليها من قبل حكومة الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن يقوم برينان بشن ضربات جوية عبر "الطائرات بدون طيار" فجأة وبشفافية لأن الـ CIA هي السلطة التنفيذية. ثانيا، إذا كان جيمس كلابر يمارس سلطته القانونية كرئيس مدير الاستخبارات القومية الأميركية ستكون قدرة برينان على التحدث مباشرة مع البيت الأبيض، أقل تأثيرا مما كانت عليه في السابق.


برينان سيتمتع بسلطة واسعة في تحديد متى وكيف ستقوم وكالة المخابرات المركزية بشن غاراتها -بالطائرات بدون طيار- في باكستان، وهذا كان الحال مع مايكل هايدن، بانيتا، وبترايوس.

وأشار مسؤولون استخباراتيون لصحيفة وول ستريت جورنال أن بترايوس حذر من الضربات الجوية واصدر توصيات بذلك لمركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، ورفض أن يأخذ الإذن لبعض الضربات التي يمكن أن تؤدي إلى احتكاك مع باكستان.

وكشفت جريج ميلر أن برنامج القتل المستهدف أصبح مؤسسيا، مع خطوط واضحة للسلطة، والعمليات، والقواعد. 


تجدر الإشارة إلى أنه منذ تم تسريب خبر ترشيح برينان ليصبح مديرا للـ CIA اعترض عدد كبير من التقدميين وجماعات حقوق الإنسان، وعلماء النفس ذلك المسعى، والجدير بالذكر أن برينان قد تعرض لهذه الانتقادات في خريف عام 2008 أيضا، عندما رشحه أوباما لأول مرة لتولي منصب مدير وكالة المخابرات الأمريكية المركزية ورغم أن برينان رفض الانتقادات آنذاك، إلا أنه رفض بالنظر إليها تولي المنصب أيضا.

وإذا تولى عسكري الوكالة، فإن هناك خطرا أنها ستصبح نوعا من آلة لقتل الإرهابيين... ويشكل ترشيح برينان الذي يعرف أيضا قسم التحليل في الوكالة جيدا، دليلا على عودة الوكالة إلى تنفيذ مهماتها الأساسية.

موقع مجلس العلاقات الخارجية الأميركية





Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: