Friday, February 8, 2013


ظروف التسوية السورية أصبحت ناضجة لكن الأحداث الميدانية ستتصاعد

الجمعة 08 شباط 2013،    ماهر الخطيب - خاص النشرة
على ضوء تسارع الأحداث الإقليمية والدولية، يبدو أن العالم كله ينتظر اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، لا سيما فريقي الصراع السوري حيث تشير المعلومات إلى أن اللقاء سيكون نقطة إنطلاق في مجال الأحداث السورية، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تسوية سورية تضع حداً للصراع المستمر منذ ما يقارب العامين.
الرهانات على اللقاء الذي سيعقد في السادس عشر من الشهر الجاري كبيرة جداً، لكن الوقائع على الأرض قد تدحض كل التوقعات، فكيف ينظر السوريون الى هذا اللقاء، وماذا يتوقعون منه؟


الممر الإجباري
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي السوري معد محمد أن اللقاء ممر إجباري لحل الأزمة السورية، بعدما تحولت إلى عبء دولي كبير، ويؤكد أن الموقف الدولي على ما هو عليه لأن الحل بات أمراً ضرورياً.
ويعتبر محمد، في حديث لـ"النشرة"، أن التغيير الذي حصل في موقف رئيس الإئتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب مؤشر على بداية تحكيم العقل، من خلال العودة إلى الحل السياسي عبر الحوار الوطني، ويذكر بأن النظام السوري كان منذ بداية الأحداث يدعو إلى هذا الأمر.
ومن جهة ثانية، يعتبر محمد أن اللقاء على مستوى القمة سينتج عنه مجموعة من الحركات السياسية، التي من ضمنها سيكون التأكيد على مبادرة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وعلى الإتفاق الذي حصل في جنيف، وعلى مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد التي تتفق مع إعلان جنيف، والتي تعتبرها موسكو جزءاً أساسياً من الحل.
في الجهة المقابلة، يرى عضو الإئتلاف الوطني المعارض خالد الناصر أن من الممكن القول أن الملف السوري أصبح ناضجاً على المستوى الدولي، ويشير إلى أن هذا الملف سيكون موضوعاً أساسياً على طاولة البحث بين الرئيسين أوباما وبوتين.
ويلفت الناصر، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن الحكومة الروسية باتت مقتنعة بأن التمسك بموقفها الداعي إلى أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءاً من الحل غير ممكن، لأن النظام سيسقط في جميع الحالات، إلا أن الحل القريب سيوفر سقوط المزيد من القتلى والجرحى.


الأحداث الميدانية ستتصاعد وجهات ستعمل على العرقلة
على صعيد متصل، لا يبدو أن الحديث عن إقتراب موعد التسوية المرتقبة يعني أن الأمور ستنتهي بعد اللقاء بين الرئيسين أوباما وبوتين، فهناك العديد من الجهات التي لديها مصلحة في إستمرار القتال، بالإضافة إلى أن فريقي الصراع سيحاولان تحصين أوراقهما التفاوضية من خلال إحراز تقدم على الأرض.
ومن جهته، يشير محمد إلى مجموعة من العوامل التي ستكون مؤشرا أساسيا على هذا الحل السياسي، ومنها زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى المنطقة، ووجود الأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط الذي يؤكد أن من غير المسموح أن تقع الحرب.
ويرى محمد أن هناك في المقابل عوامل إيجابية تجتمع في سبيل الدفع نحو الحل السياسي، لكنه يتحدث عن جهات ليس لها مصلحة في ذلك، ويعتبر أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً ميدانياً كبيراً في سبيل تحسين أوراق التفاوض، لكنه يشدد على أن "الشعب السوري يقاتل من أجل القانون والدولة والسيادة التي يدافع عنها الجيش السوري".
ويلفت محمد إلى أن الولايات المتحدة سوف تستفيد من الصراع الفرنسي القطري بسبب الأحداث في مالي من أجل الدفع نحو الحل، بالإضافة إلى أن "الجيش السوري أثبت أنه قادر على الحسم العسكري، لكنه يحتاج إلى بعض الوقت".
ومن جانبه، يرى الناصر أن بوادر الحل التي من المرتقب ظهورها بعد اللقاء، قد تكون مستندة إلى مبدأ تشكيل حكومة إنتقالية من المعارضة مع جزء من النظام من شخصيات الصف الثاني أو تلك التي لم تلطخ أيديها بالدماء، على أن تكون مهمتها التحضير الى مرحلة إنتقالية، إلا أنه يشير إلى أن هناك أكثر من سيناريو يمكن أن يوصل إلى هذا الهدف.
ومن جهة ثانية، يشير الناصر إلى أن التطورات الميدانية على الأرض السورية سوف تتسارع، ويلفت إلى أن "الجيش السوري الحر يحقق تقدماً مهماً"، ويذكر بأن "المعارك كانت منذ أيام في حي العباسيين في العاصمة السورية"، ويؤكد أن "الجيش الحر يقترب من دمشق وهو يستعد لدخولها"، ويرى أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات كبيرة لصالح قوى المعارضة.


 
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: