خفايا حرب "مالي"... اليورانيوم في رمال الصّحراء
Friday, February 01, 2013 -
قال الكاتب الأميركي "مارك هيبس" في تقرير له نشره مركز "كارنيغي"، إنّ معظم اليورانيوم الذي يشغل مفاعلات العالم النووية يأتي من مناطق مستقرة سياسياً. وإذا ما كان على مفاعلات جديدة أن تبنى ، وان يزداد الطلب على اليورانيوم، فإنّه قد يأتي هذه المرّة من مصادر أقل أمناً. وفي استباق للنهضة النوويّة، يسعى المستثمرون، مدفوعين بزيادة أسعار المضاربة خلال العقد الأخير، إلى البحث عن اليورانيوم في أماكن جديدة، بما في ذلك شمال مالي حيث تشنّ فرنسا غاراتها اليوم، ضد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وكانت شركة "أوكلو ريسورسيز ليمتد" المدرجة في سوق الأسهم الأسترالية، قد بدأت عام 2007 التّنقيب عن اليورانيوم في كيدال الواقعة شمال شرقي مالي قرب الحدود مع الجزائر. وأبلغت حكومة مالي وكالة الطاقة النووية عام 2009 أنّ مشروع كيدال يغطي منطقة تصل إلى 20 ألف كيلو متر مربع. فكم كانت الشركة قد نقبت قبل أن يستولي الإسلاميون على المنطقة؟ ليس كثيراً.
وقال الكاتب إنّ إنتاج اليورانيوم في مالي غير موجود اليوم. وتابع أنّ ما جرى في الأعوام الأخيرة بهذا الخصوص يبرّر نظرية المؤامرة على هذا البلد، خاصّة مع دخول فرنسا إلى مالي بقوّاتها العسكرية، حماية لوصول شركة "آريفا" الفرنسية إلى اليورانيوم.
وأمرت فرنسا الأسبوع الماضي قوات خاصّة بحماية مواقع تعدين اليورانيوم التي تديرها شركة "أريفا" في النيجر المجاورة. وتعمل "أريفا" في تعدين اليورانيوم في النيجر منذ أكثر من خمسة عقود وتزود قطاع الطاقة النووية الفرنسي بجزء كبير من المواد الخام وينتج القطاع 75 في المئة من الكهرباء في فرنسا. كما أنّ "أريفا" أكبر مستثمر منفرد في النيجر ولديها نحو 2700 عامل هناك وتخطّط لبدء العمل في منجم ثالث في ايمورارين. وكان بدء الإنتاج في ذلك المنجم قد تأجل إلى 2013 أو 2014 من بعد عمليات الخطف ونزاع عمالي.
وتابع الكاتب أنّ الحل السلمي لسخط الطوارق في مالي، يفترض أنّ يخفف من المخاطر الأمنية على تعدين اليورانيوم في المنطقة على المدى الطويل. وتكشف الخبرة أنّ القول أسهل من الفعل بطبيعة الحال. لكن ما الذي سيحصل في حال كانت الدولة تتجه إلى الإنهيار، ومناجم اليورانيوم الخاصة بها يستولي عليها الإرهابيون؟
ويشير الكاتب في ختام تقريره أنّ الوكالة العالمية للطاقة الذرية حذرت عام 2004 من أنّ تعدين اليورانيوم غير القانوني قد ينتشر في جمهورية الكونغو، تبعاً لاهتمام كوري شمالي وهندي بشراء اليورانيوم. وبعد تحقيقات الوكالة، لم تحدد أيّ تجاوزات. ومن دون بروتوكول إضافي، فإنّ اتفاقيات الضمانات الشاملة في بلدان تعدين اليورانيوم لن تمكن وكالة الطاقة من الوصول إلى المناجم، وهو ما يجري إعداده بخصوص مالي وموريتانيا والنيجر.
المصدر: صحيفة الوطن
0 comments: