Tuesday, September 3, 2013

كـيـري يـسـرق الأضـواء مـن أوبـامــا


كـيـري يـسـرق الأضـواء مـن أوبـامــا

Tue, 09/03/2013 -  



بقلم: يوسي بيلين

في مقابل رئيس متردد ممزق بين مبادئه ووعوده وبين استعداده لتنفيذها، لمع نجم وزير خارجيته. فقد بيّن جون كيري دون تلاعب بالكلمات أن الولايات المتحدة لا يجوز لها أن تتنحى جانبا حينما يضرب زعيم دولة شعبه بسلاح غير تقليدي. وهو لم يتردد في مسألة من يقف وراء استعمال السلاح الكيميائي، وبيّن المنطق الأخلاقي والأمني في عملية أميركية في هذا الوقت مع تجاهل لبريطانيا العظمى، وذِكر للصداقة التاريخية مع فرنسا.

وكان عرض اوباما (والى جانبه نائبه جون بايدن، متسفعاً بشمس آخر يوم من آب، صامتا)، النقيض حقاً لعرض وزير الخارجية، فقد كان يبدو أنهما يمثلان دولتين مختلفتين. إن اوباما، الذي دخل الوعي العالمي في العام 2003 فقط حينما استجاب لدعوة حضور المؤتمر الديمقراطي الذي وافق على ترشيح كيري للرئاسة في منافسته لجورج بوش الابن، عاد للحظة الى تلك الحادثة. كانت له آنذاك في الحقيقة خطبة لامعة، لكنه أدى دور لاعب ثانوي (سياسي افريقي أميركي شاب يريد أن يدخل الى الميدان الفيدرالي) حينما كان كيري هو الشخصية المركزية ودُعي هو ليخطب فقط.

لماذا كان كيري هو الذي خطب في الأمة في شأن مهم بهذا القدر، واكتفى الرئيس بخطبة قصيرة شاحبة؟ هل يريد أوباما أن يُبعد نفسه عن القضية؟ وهل يفضل أن يطرح الفشل على كيري (كما حدث حينما عرض سلفه في المنصب كولن باول على الأمم المتحدة معطيات غير صحيحة عن وجود سلاح غير تقليدي عند صدام حسين وسبب بذلك حرباً لا داعي لها في العراق)؟ ربما. لكن يبدو أنه تُبنى في هذه الأيام شخصية مرشح قديم – جديد ليحل محل اوباما في الغرفة البيضوية.

ربما لا تُغير عملية أميركية رمزية جدا شيئا حتى لو وافق مجلس النواب عليها. وربما يُفضل الحفاظ على القوة الأميركية لفرصة اخرى اذا كان الجميع يؤكدون أن المقصود ليس أكثر من عقاب لأجل الردع عن استعمال السلاح الكيميائي مرة اخرى. وربما تُستغل نافذة الوقت التي فُتحت لمحادثة بين اوباما وبوتين لإحباط السلاح الكيميائي في سورية دون أن تكون حاجة الى عمل عنيف، لكن من الواضح أن شيئا ما قد حدث في نهاية الأسبوع، في السياق السياسي.

إن كيري، على العكس تماما من هيلاري كلينتون، لا يعمل كموظف لدى اوباما بصورة سافرة. فقد أملى على الرئيس المشاركة الأميركية من جديد في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وحصل منه على تفويض (وإن يكن ذلك بلا حماسة)؛ وهو العامل المركزي في الإدارة الأميركية الذي يقود الى عملية موجهة ضد سورية، وهو الآن أيضا الذي يروج لها في العالم بنجاح لا يُستهان به. إن كيري يتحمل في عمره الكبير مخاطرة سياسية يشعر بأنه يحق له أن يتحملها لأنه إذا نجح الإجراءان اللذان يدفعهما الآن الى الأمام فسيصبح مرشحا طبيعيا للديمقراطيين للرئاسة.
 المصدر:
اسرائيل اليوم

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: