Monday, September 9, 2013

الهجـــوم علــى سوريــة سيكــون أكــبر وأقـــوى ممـــا خُطــط لـــه

الهجـــوم علــى سوريــة سيكــون أكــبر وأقـــوى ممـــا خُطــط لـــه


بقلم: اليكس فيشمان
احتمال أن تهاجم الولايات المتحدة سورية اليوم أقل من 50 في المائة. وقد كانت الصورة قبل اسبوع فقط على العكس تماما، فقد كان يفترض، الاحد الماضي، أن نستيقظ في الصباح بعد الموجة الاولى من الهجوم الأميركي على نحو من 50 هدفا في سورية. واليوم بعد الهجوم الكيميائي على ريف دمشق بـ 19 يوما أخذت الجهود والضغوط لتأجيل العملية الأميركية أو لإلغائها تماما تزداد قوة.
فقدت الإدارة الأميركية، الاسبوع الماضي، احتمال أن تحظى بإجماع دولي، وهناك احتمال أن تفقد في هذا الاسبوع – اذا كانت استطلاعات الرأي التي تشير الى كثرة في مجلس النواب لا تؤيد الهجوم، صحيحة – الاجماع في الداخل ايضا. وفي هذه الحال سيواجه العالم رئيسا أميركيا أمرط بلا ريش، لا يملك أوراق عمل سياسي ولا يتمتع بالموافقة على إجراء عسكري.
إذا كان سلوك اوباما حتى الاسبوع الماضي أقلق حلفاءه في الشرق الاوسط فانه بدأ يقلق اليوم حقا، فقد تبين لرؤساء الدول في المنطقة أن لأوباما في الحقيقة تصورا عاما صلبا جدا لكنه يترجمه في واقع الامر الى قرارات من البطن. هذا ما كان في اعلانه الخطوط الحمر بشأن السلاح الكيميائي في سورية (الذي فاجأ أقرب مستشاريه)، وهذا ما كان في خطبته، السبت قبل الماضي، حينما أعلن أنه متجه الى مجلس النواب لطلب موافقته على الهجوم. فقد وقع المستشارون، الذين جلسوا آنذاك في الغرفة البيضوية وكتبوا خطبة إعلان الهجوم، عن الكراسي. ولم يعلموا أي شيء بالطبع في اسرائيل وكانوا يستعدون للهجوم المتوقع.
منذ هذا القرار العفوي دخل الرئيس في حملة دعائية مجنونة أنشأها له فريقه القديم برئاسة ديفيد إكسليرود الذي أدار الحملة الانتخابية. وقد صك هؤلاء له شعارا جديدا يردده على نحو دائم وهو "الخط الاحمر الذي تقرر للسوريين ليس هو الخط الاحمر لرئيس الولايات المتحدة بل هو الخط الاحمر للبشر جميعا". وقد سافر اوباما بهذه الرسالة الى قمة الدول الصناعية وروج جون كيري لهذه الرسالة في مؤتمر وزراء الخارجية الاوروبيين في فيلنا. وستكون ذروة الحملة الدعائية في خطبة للأمة سيخطبها اوباما، الثلاثاء القادم، بغرض الحصول على أغلبية في مجلس النواب الذي سيجتمع كما يبدو للتصويت الاربعاء القادم.
وفي الخلفية تقود مستشارة المانيا، آنجيلا ميركل، مسارا دبلوماسيا محاولة إنهاء الازمة بلا حاجة الى عمل عسكري. وكانت تتم منذ زمن اتصالات برئيس روسيا بوتين بغرض إنهاء مدة ولاية الاسد ونقل السلطة الى حكومة انتقالية متفق عليها. وتتحدث الخطة عن أن يُنهي الاسد عمله في غضون ثلاثة أشهر، وأن يكون شريكا في انتخاب رئيس الوزراء الذي سيُدير الدولة حتى الانتخابات المخطط لها في تشرين الثاني 2014. وتشتمل التسوية أيضا على خطة لإخراج المواد القتالية الكيميائية من سورية (وهي نحو ألف طن) ونقلها الى روسيا برعاية الأمم المتحدة. وقد زاد الاسد، كما يقول الروس، في مرونة مواقفه جداً فيما يتعلق بمستقبله، لكنه عرض سلسلة طويلة من الشروط الاخرى تشمل مصيره الشخصي. وقد رفض الأميركيون الى الآن قبول شروط الأسد لأنهم لا يؤمنون بأنه سيفي بالالتزامات التي التزم بها. لكن الرفض الأميركي غير قاطع، واذا زاد احتمال عقد مؤتمر جنيف الثاني لبحث الخطة فسنسمع أصداءً لذلك في خطبة اوباما غداً. وعلى كل حال سيحتاج الرئيس للذهاب الى جنيف ايضا الى تأييد الكونغرس للهجوم، لأن هذا هو سوطه الوحيد في مواجهة السوريين والروس.
واذا استقر رأي مجلس النواب، هذا الاسبوع، على منح اوباما تفويضاً بالهجوم فسيكون هذا آخر الامر هجوما أكثر تكثيفا مما خُطط له في الأصل. فالهجوم الرمزي بعد ثلاثة اسابيع من التهديد سيكون سخيفا، هذا أولا. وثانيا يطلب السناتور مكين ومجموعة لا يُستهان بها من الجمهوريين في مجلس النواب بضربة كبيرة، وتلقوا وعدا بذلك. وثالثا حركت سورية في هذه الاثناء معدات وقوات، ولذلك سيُحتاج الى استعمال نار أكبر للوصول الى إصابات فعالة. ورابعا وهو الأهم أن عدد الأهداف قد زاد بسبب تغيير جوهري في السياسة الأميركية نحو المتمردين لأنه يوجد الآن التزام أميركي بمساعدة المتمردين ايضا بسلاح قاتل وبتدريبات، وقد أُضيفت الى الهجوم باعتبار هذا جزءاً من هذا الالتزام أهداف ستُضعف قدرة الجيش السوري على ضربهم.
ستعزز اسرائيل قوتها في الجبهة الشمالية بعد قرار مجلس النواب أو حسب تطورات غير متوقعة. ولم يكن الى اليوم لا توجد أية اشارة 

أو أية معلومة الى أن سورية تنوي أن ترد على هجوم أميركي بضرب اسرائيل، ولا سيما بسلاح كيميائي.


المصدر:
يديعوت أحرونوت
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: