Tuesday, September 17, 2013

إسرائيل تعلق في حقل ألغام بين موسكو وواشنطن

إسرائيل تعلق في حقل ألغام بين موسكو وواشنطن


بقلم: شالوم يروشالمي
بعث أب ابنه ليتعلم خارج البلاد. كل شيء سار على نحو جيد وجميل، الى أن بدأ الابن يبعث برسائل يطالب بمزيد من المال.
فغضب الاب. وفسر الرسائل بأنها مطالبات وقحة من الابن.
"انظروا ماذا يكتب لي. لن أبعث له بأي قرش آخر"، قال لاحد اصدقائه. فنظر الصديق الى الرسائل ووبخ الاب. "ماذا تريد؟ يطلب منك ان تبعث له بالمال اذا كنت تستطيع.
وهو أديب جدا. لو كنت مكانك لضاعفت له المبلغ.
يمكن النظر الى الاتفاق الجديد، الذي تحقق بين الولايات المتحدة وروسيا على نزع السلاح الكيميائي السوري حتى 2014، من عدة زوايا.
نحن، خلافا لرجال اوباما الذين يحتفلون بالاتفاق ويرونه انجازا أميركيا، سنرى الصورة المعاكسة. وقد بدأ هذا بتهديد الرئيس الأميركي بمهاجمة سورية بعد المذبحة الكيميائية التي ارتكبتها (اذا كان ارتكبتها) في 21 آب. التهديد لم يتم. وادعى اوباما بان التهديد أدى الى الاتفاق الجديد. يحتمل أن يكون التهديد الذي نجح كان بالذات تهديد الرئيس الاسد الذي وعد بإحراق الشرق الاوسط كله، فردع بذلك الأميركيين، الفرنسيين، البريطانيين وكل الذين لم يرغبوا في التورط في مغامرة شرق اوسطية اخرى.
في كل الاحوال، الهجوم الذي وعد به اوباما كان إشكاليا.
"مخزونات السلاح الكيميائي موزعة في عشرات المخزونات الفرعية، ولهذا فان الهجوم ما كان يمكن أن يكون ناجعا"، يقول العقيد دودو شيك، نائب قائد الوحدة البحرية سابقا. والنتيجة هي أن روسيا وسورية ستواصلان خداع الأميركيين، والسلاح الكيميائي سيبقى على حاله. ويضيف شيك بان "استخدام السلاح سيكون في الخفاء، ما سيشكل ميزة تكتيكية للجيش على الثوار المنخرطين داخل السكان. كما أن السكان سيخافون الان من مساعدة الثوار كي لا يتعرضوا للكيميائي".
فضلا عن ذلك، توجد اليوم للأسد رخصة للقتل.
وهو سيصدر أصوات رجل يحترم الاتفاق، سيواصل الاحابيل مع الروس، وسيواصل ذبح شعبه، هذه المرة بسلاح تقليدي. والان توجد له يد حرة، حيث إن أميركا والامم المتحدة تطاردان "المخزونات" وتغضان النظر عن كل ما تبقى. ليس مفاجئا أن قائد الجيش السوري الحر، الجنرال سليم ادريس، انتقد الاتفاق الذي حققه جون كيري وسيرجي لافروف.
وقال ادريس: "حتى قبل نزع السلاح الكيميائي يوجد واجب اخلاقي لتقديم الاسد للمحاكمة".
ولا يمكن الا نرى ابتسامات الروس، التي تتوزع تقريبا على كل المعمورة. الرئيس بوتين يقرر جدول الاعمال الجديد، ويدحر أميركا. محور روسيا – الصين- ايران- سورية لا يضعف بسرعة، بل العكس. روسيا لا تتنازل عن صراع هيمنتها في المنطقة. زعماؤها مفعمون بالمصالح ويكسبون المليارات بتجارة السلاح العالمية. سياسي كبير للغاية عندنا وصف ذات مرة روسيا بأنها "مافيا توجد لها قوة عظمى".
من حظنا أنه يوجد لنا افيغدور ليبرمان الوحيد الذي يعرف كيف يتحدث مع تلك الجماعة.
فضلا عن كل هذا، فان خطوات بوتين ولافروف الاخيرة تبدو في العالم كمدرسة لاوباما، وهكذا ايضا تعزز جدا مكانة الرئيس في روسيا.
لقد فهمت ايران بان الولايات المتحدة تهدد، ولكنها لا تنفذ.
ايران فهمت بان روسيا لن تدع أميركا تفعل ما تريد. ايران قد تكون تقبل صيغة الاتفاق الجديد لنزع السلاح الكيميائي انطلاقا من معرفتها بانه لن ينجح. ويحلل شيك فيقول: "هذا خداع روسي – ايران – سوري من الصعب أن أرى فيه خداعاً لأن ادارة اوباما تتعاون مع الخدع".
في الوضع الناشئ يمكن لإسرائيل أن تأخذ بعض الهواء، قبل المواجهة مع ايران. ثمة من يسيرون باتجاه السلاح الكيميائي السوري، دون أن تخرج طائراتنا من قواعدها. من جهة اخرى، اسرائيل توجد اليوم في وسط خطير، وغير المعروف بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بتعبير آخر، في وسط حقل الغام.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: