Thursday, September 5, 2013

كيف تحولت إسرائيل لواحدة من أقوى خمس دول بمجال الحرب الالكترونية؟


 تل أبيب: الحرب الالكترونية تحولت إلى جزء لا ينفصل من العصر الحديث، كميات المعلومات اللانهائية لا تستدعي فقط الجرائم الالكترونية مثل سرقة الأموال بسرقة البطاقات الائتمانية، وإنما بحسب أمن المعلومات الإسرائيلية تمتد إلى مخاطر وصول معلومات أمنية واستخبارية حساسة إلى الأيادي المعادية لإسرائيل.
وفي مواجهة السيل المتعاظم من الجرائم الالكترونية بدءا باللصوص الصغار ومرورا بالشركات التجارية التي ترغب بسرقة إسرائيل وصولاً إلى دول تعمل على إلحاق الأذى بإسرائيل، ووفق التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية يقف جيش نظامي إسرائيلي مكون مقاتلين لالكترونيين يحاول منع القراصنة من التسلسل إلى المنظومات الحاسوبية الحيوية، ومنع تسرب معلومات سرية ووقف محاولات تشنها منظمات جهادية لإلحاق الأذى بإسرائيل.
وحظيت منظومة الحرب الالكترونية الإسرائيلية بتعزيزات جوهرية خلال الأعوام الأخيرة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي قرر منح تفضيلات عليا لها.
وأقيمت هيئة أركان في آذار/ مارس عام 2011 لبذل كل الجهود الممكنة لوضع إسرائيل بين الدول الخمس الرائدة في مجال الحرب الالكترونية. وبعد إقامة هيئة أركان الحرب الالكترونية، التي ترأسها اللواء الاحتياط والبرفسور يتسحاك بن يسرائيل، أقيم مركز قطري مهمته التنسيق بين كل الأطراف الضالعة بالحرب الالكترونية والجرائم الالكترونية في إسرائيل سواء كان تلك الأطراف تابعة للشرطة أو جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" أو جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية "الموساد".
وفي مؤتمر الحرب الالكترونية الدولي الذي عقد مؤخرا في إسرائيل بالتعاون بين شعبة الحرب الالكترونية في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وجامعة "تل أبيب" قال نتنياهو "الحرب الالكترونية ليست حرباً تنتمي إلى المستقبل، وإنما حرب تدور الآن، وهنا في الشهور الأخيرة نلاحظ ارتفاع جوهري في الهجمات الالكترونية التي تعرض لها إسرائيل من قبل إيران، التي تنفذ هجماتها بطريقة مباشرة أو عبر منظمات مناصرة لها مثل حزب الله وحماس".
وأضاف "الهجمات الالكترونية تستهدف المنظومات الحيوية لدولة إسرائيل، وهذه الهجمات ستسمر كلما مضينا قدماً في التقدم الرقمي. ونحن ننجح بصد غالبية الهجمات الالكترونية ونتطلع لإقامة قبة حديدية رقمية، ودولة إسرائيل قوة صاعدة في مجال الحرب الالكترونية وخير دليل على ذلك هو قدوم ممثلين عن دولة عديدة للتعلم من إسرائيل في مجال الحرب الالكترونية".
وأصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية تعليماته على مدير عام مكتبه هرائيل لوكر، ورئيس هيئة الحرب الالكترونية القومي افيتار متنياه، لتركيز الجهود الإسرائيلية في إطار الخطة الخمسية لتطوير منطقة النقب تمهيدا لجعل بئر السبع مقرا لقيادة الحرب الالكترونية في إسرائيل.
وطالب نتنياهو من هيئة الحرب الالكترونية "القومية" الإسرائيلية تأسيس مركز خاص في النقب متخصص بتطوير منظومات تساند الجهود الإسرائيلية في مجال الحرب الالكترونية بالإضافة إلى بذل جهود بحثية في هذا المضمار والاهتمام بإيجاد ثروة بشرية تجيد هذا النوع من الحرب.
وتدرك إسرائيل تمام الإدراك انه يتوجب عليها مواصلة استثمار أموال طائلة، من أجل البقاء من بين الدول الخمسة الأقوى في مجال الحرب الالكترونية.
وقال رامي أفراتي، رئيس قسم في المجال المدني في هيئة تنسيق الحرب الالكترونية القومية في إسرائيل أنه يرى وجوب بناء الأدوات اللازمة لمواصلة تقدم إسرائيل في مجال الحرب الالكترونية تنفيذا لتعليمات نتنياهو مضيفاً "العالم يرى الحرب الالكترونية كتهديد، ونحن نراه على أنه نافذة فرص، لأن الحرب الالكترونية والجرائم الالكترونية في العالم هي من المحركات الكبرى لنمو قطاع الصناعات الدقيقة في إسرائيل خلال السنوات الخمس الماضية".
وتتفوق إسرائيل على الكثير من دول العالم بارتفاع عدد الخبراء بالحرب الالكترونية بالمقارنة مع الدول الأخرى حيث أن غالبية الخبراء الإسرائيليين حصلوا على تأهيلهم خلال خدمتهم العسكرية الاحتياطية او النظامية في الجيش الإسرائيلي.
وبالإمكان اعتبار الجيش الإسرائيلي كمدرسة مهنية في مجال الحرب الالكترونية وأمن المعلومات تؤهل أعداد هائلة من الخبراء سنويا وتقذف بهم إلى الأسواق العالمية ومراكز الأبحاث في اعرق جامعات العالم.
واستثمرت وزارة التطوير العلمي في إسرائيل خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة 50 مليون دولار ضمن خطة "دعم الجيل القادم من الباحثين والعلماء في مجال الحرب الالكترونية".
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: