Tuesday, November 26, 2013

من أوسلو1993 الى جنيف 2013: أين اسرائيل؟

من أوسلو1993 الى جنيف 2013: أين اسرائيل؟


بقلم: آري شبيط
يشبه اتفاق جنيف 2013 اتفاق اوسلو 1993 شبها عجيبا. ففي جنيف وفي اوسلو ايضا حاول قادة ديمقراطيون باحثون عن الخير ضاقوا بالعنف ذرعا أن يحلوا صراعا عميقا بطرق سلمية. وفي الحالين جابه القادة الديمقراطيون مشكلة لا يمكن حلها وهي العداوة الفلسطينية والذرة الايرانية. وعلى ذلك آمن القادة الديمقراطيون بأنه يجب عليهم أن يُقووا المعتدلين الذين يقفون أمامهم (عرفات وروحاني) في مواجهة المتطرفين (حماس وخامنئي). ولفعل ذلك دفعوا قدما باتفاق مرحلي لم يحل مشكلة واحدة من المشكلات الأساسية لكنه انشأ حراكا ايجابيا وكسب وقتا.
وفي الحالين قدّر القادة الديمقراطيون أن المخاطرة التي يخاطرونها قليلة لأن الاتفاق تصاحبه ترتيبات أمنية مفصلة ويُنشيء اجهزة رقابة وثيقة. وقالوا إن كل شيء قابل للتراجع عنه. فاذا تبين أنهم ضللونا فسنعود الى نقطة الانطلاق. وسنستعمل القوة اذا لم يكن مفر من ذلك. ولا سبب للقلق لأن الاتفاق المرحلي يفتح صفحة جديدة ويبني ثقة جديدة ويُدخلنا في الممر الطويل الذي نجد السلام عند نهايته.
نحن نعلم ما حدث في اوسلو. فقد أخرجت اسرائيل عرفات من الماء الذي كان يوشك أن يغرق فيه دون أن يتخلى عن رغبته في إغراقها. ومنحت اسرائيل عرفات شرعية قبل أن يتحول تحولا حقيقيا. ومنذ ذلك الوقت أخذ يتغير توازن القوى لغير صالحها. ووجد الاسرائيليون أنفسهم في قطار ينطلق مسرعا نحو الهاوية، وما كان يمكن القفز منه لأن كل قفز كان سيفضي الى اصابة شديدة. وما كان يمكن تغيير مسار الرحلة لأن مسار الرحلة قد حُدد قبل ذلك. فكان الخيار الذي واجه حكومات اسرائيل بعد 1993 بين الاستسلام والمواجهة، فاختاروا الاستسلام ثم الاستسلام وقبلوا المواجهة آخر الامر.
لا نعلم الى الآن ماذا سيحدث في جنيف. يوجد منطق كبير في التفكير الامريكي الذي أثمر الاتفاق المرحلي لأنه يجب وقف الساعة بكل ثمن لأنه لا يوجد خيار عسكري ولأن اجهزة الطرد المركزي أسرع من العقوبات. لكن هذا المنطق يفضي آخر الامر الى التسليم بأن تصبح ايران قوة على شفا القدرة الذرية. وايران تعلم ذلك وتستغله وتنتقل من مرحلة الى اخرى. فبعد أن انتصرت في المعركة التقنية في 2005 2013 قد تنتصر في المعركة السياسية في 2013 2014. وهي كعرفات تحصل على شرعية قبل أن تتحول. وهي كعرفات تُغير توازن القوى لصالحها دون أن تدفع ثمنا باهظا. وهي لذلك ستجعل الغرب يواجه اختيارا صعبا إن عاجلا أو آجلا بين الاستسلام أو المواجهة. والخطر في أن الغرب سيختار الاستسلام ثم الاستسلام وسيقبل المواجهة آخر الامر.
ثمة سبيل واحدة لمنع هذا السيناريو الخطير. يجب على اوباما أن يفعل في اللحظة التي تلي جنيف ما حاول أن يفعله يوسي بيلين في اللحظة التي تلت اوسلو وهو صياغة اتفاق دائم فورا وألا ينتظر نصف سنة ولا ربع سنة، بل ينبغي ألا ينتظر حتى شهرا واحدا. وينبغي ألا يُلاشي المعضلة ولا يؤخر لحظة الحقيقة. لأنه اذا كان الايرانيون مستعدين حقا للتضحية ببرنامجهم الذري من اجل الرفاه الاقتصادي فليتفضلوا وليفعلوا ذلك الآن وإلا فانه يجب علينا جميعا أن نعلم من الذين نواجههم. ويجب أن يعلم رئيس الولايات المتحدة من الذي يواجهه. وينبغي ألا يرتجف باراك اوباما حينما ينظر التاريخ في عينيه مباشرة.  
المصدر:
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: