Thursday, November 21, 2013

اتفاق سيء مع العدو!

اتفاق سيء مع العدو!


بقلم: بوعز بسموت
للمرة الثالثة في غضون شهر ونيف تُستأنف اليوم في جنيف محادثات النووي بين ايران والقوى العظمى فيما يتفق الجميع هذه المرة: ‘لم يسبق أبدا أن كنا قريبين بهذا القدر من الاتفاق’. ايران، روسيا، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لا يخفون رغبتهم في العودة الى الديار مع ‘اتفاق مرحلي’ لنصف سنة يرون فيه انجازا دبلوماسيا. غير أنه مثلما هو الحال دوما، هذه المرة ايضا يوجد احتمال في أنه مثلما قبل اسبوعين، سيحطم الوفد الفرنسي الحفلة للجميع.
قال مصدر اوربي مشارك في المفاوضات ل ‘اسرائيل اليوم’ ‘بالاجمال يمكن انهاء المحادثات في عشر دقائق ‘الايرانيون يعرفون بالضبط ما هو متوقع منهم ومع ذلك فقد عادوا الى الديار في طهران للتشاور. ومن غير المستبعد أن يكون الايرانيون بالذات، الذين يريدون جدا التوقيع على الاتفاق، هم الذين يؤخرون ويستغلون الايام الثلاثة المكرسة للمحادثات’، قال. والتفسير من ناحيته بسيط: ايران ستسعى لأن تُري العالم بأنها قدمت من ناحيتها تنازلا كبيرا. طهران، التي تريد الاتفاق، تريد ايضا أن تنتصر في كل الجبهات: أن ترفع العقوبات وأن تعتبر كمعتدلة وأن تُبقي لنفسها القدرة، اذا ما وعندما، على أن تطور في المستقبل القنبلة النووية، كله معا.’
وستبدأ محادثات النووي نفسها اليوم بعد وجبة الغداء المشتركة لوزيرة خارجية الاتحاد، كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف. وفي ساعات المساء المبكرة ستبدأ المحادثات بين الوفود.
ثلاثة أمور أصر عليها الفرنسيون، أصبحت الموقف المتبلور للقوى العظمى: على ايران أن تنزع منها اليورانيوم المخصب الى مستوى 20 بالمئة، والذي يوجد منه لديها كميات كبيرة (185 كغم)؛ أن توقف بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك، والذي يسمح لايران بالوصول الى قنبلة نووية عبر مسار البلوتونيوم مثلما فعلت كوريا الشمالية والباكستان؛ وفتح مواقع النووي أمام الرقابة الدولية.
وبالمقابل، تُخفض العقوبات على المجال المالي الايراني. وستطرح كل العقوبات على طاولة المباحثات بعد نهاية النصف سنة، عند البحث في الاتفاق النهائي. وفي نفس الوقت، في جنيف أحد لا يختلف في حق ايران في تخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض وهذا موقف اشكالي من ناحية اسرائيل. ‘
الوفد الفرنسي سيطلب ضمن أمور اخرى أن تُثبت ايران نهائيا بأن مشروعها النووي ليس لاغراض عسكرية. كما أن باريس تريد الاتفاق ايضا كي تنزع الخيار العسكري الاسرائيلي الذي تأخذه على محمل الجد. غير أنه لن تكون للفرنسيين مشكلة في أن يمنعوا الاتفاق هذه المرة ايضا لأن باريس لا تزال غاضبة من واشنطن التي تركتها منعزلة في المعركة حيال نظام الاسد.‘
يهود ايران يُجندون ايضا
قبل يوم من بدء المحادثات تحدث رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كامرون، والرئيس الايراني حس روحاني واتفقا على تحسين العلاقات بين الدولتين. وفي نفس الوقت شددت وسائل الاعلام الايرانية نبرتها واتهمت علنا الحكومة الفرنسية ‘التي تخدم بزعمها الكيان الصهيوني’. وانطلق الوزر ظريف في حملة علاقات عامة، وعشية بدء المحادثات رفع الى اليو تيوب فيلما يدعو فيه العالم الى استغلال الفرصة الناشئة لحل أزمة النووي. ‘بصوت واثق وهاديء شرح ظريف لماذا هو شرعي البرنامج النووي الايراني. بالنسبة للايرانيين الطاقة النووية ليست سبيلا للانضمام الى أي نادي أو تهديد الاخرين. الطاقة النووية هي في نظرنا وعد لمستقبل ابنائنا. إما أن ننتصر معا، أو نخسر معا’.
وقبل وصول ظريف الى جنيف توقف في ايطاليا، واتهم اسرائيل بمحاولة تخريب المحادثات وقال: ‘لدينا أسباب للاشتباه بكل خطوة لهم وذلك لان كل خطوة يتخذونها تستهدف اثارة التوتر’.
وبالتوازي، احتشدت مجموعة من اليهود من ايران امام مكاتب الامم المتحدة في طهران للاعراب عن تأييدها للوفد الايراني للمحادثات. عضو البرلمان الايراني اليهودي، سيامك مورا تصيدق قال: ‘نحن هنا كي نقول للوقحين عديمي الخجل ومروجي الحروب مثل نتنياهو إن ليس لهم الحق في التدخل في الشؤون الداخلية لايران’. وحول منشأة التخصيب فوردو قرب قُم اقام طلاب سلسلة بشرية للاعراب عن تأييدهم ‘لبرنامج النووي لاغراض سلمية’.
وقبل يوم من بدء المحادثات انشغل رجال الادارة الأمريكية في محاولات اقناع اعضاء الكونغرس بعدم فرض عقوبات جديدة على ايران لاعطاء فرصة للاتصالات. والتقى الرئيس اوباما بسناتورات كبار من الحزبين، بمن فيهم اعضاء في لجان الخارجية، الامن والمالية. وجاء في بيان البيت الابيض: ‘أوضح الرئيس بان الوصول الى حل سلمي يمنع ايران من تحقيق سلاح نووي هو جزء هام من المصلحة الامنية الامريكية. اقتراح القوى العظمى لتسوية مرحلية من ستة اشهر ستوقف تقدم البرنامج النووي الايراني لاول مرة منذ عشر سنوات بل وستعيده الى الوراء في عدة جوانب مركزية’. وفي مقابلة مع ‘وول ستريت جورنال’ قال اوباما: ‘لا نعرف اذا كان يمكننا عقد صفقة مع ايران هذا الاسبوع أو في الاسبوع القادم’.

اسرائيل اليوم
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: