Wednesday, November 13, 2013

حرب كلمات مع واشنطن

حرب كلمات مع واشنطن


بقلم: ايتمار آيخنر
المعركة التي بدأت في غرفة المداولات في الفندق في جنيف انتهت دون حسم رسمي: جولة المحادثات الاخيرة بين القوى العظمى وايران لم تولد اتفاقا على النووي، والطرفان سيلتقيان مرة اخرى في 20 تشرين الثاني. غير أن هذا مجرد طرف القصة في المفاوضات، التي أدت الى شرخ عميق بين اسرائيل والولايات المتحدة في نهاية الاسبوع وأصبحت أمس مناكفة فظة. فالطرفان على ما يبدو يفهمان بان الحسم في مسألة النووي قريبة، ويمتشقان التعابير الاقسى.
فقد صحا بنيامين نتنياهو امس لصباح شهد الازمة المؤقتة في المفاوضات بين القوى العظمى وايران وفعل كل ما في وسعه كي يحرص على أن تصبح الازمة المؤقتة اياها ازمة دائمة.
وفي مقابلة مع البرنامج العلم لشبكة ‘سي.بي.اس′ ‘امام الامة’، بدا نتنياهو مصمما اكثر من أي وقت مضى وهاجم بحجة الاتفاق المتبلور. ‘الصفقة كما عرضت علينا من مصادر امريكية، تقول ان ايران ستحتفظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم لقنبلة نووية، وتبقي على مسار المياه الثقيلة لانتاج القنبلة’، قال نتنياهو للكاميرات الامريكية، بينما كان في سديه بوكر في احتفال الذكرى الرسمية بمرور اربعين سنة على وفاة رئيس الوزراء الاول دافيد بن غوريون. ‘كل ما أعطته ايران هو تنازل طفيف لوقف تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المائة. وكم جهاز طرد مركزي سيتوقف؟ صفر. ولا حتى واحد. وبالمقابل، تخفف القوى العظمى العقوبات وتمنحها مليارات الدولارات والتسهيلات التجارية. هذه صفقة سيئة، وهذا ليس رأيي فقط. هناك الكثير من الزعماء العرب في المنطقة الذين يقولون ان هذه صفقة سيئة، وعندما يتحدث العرب والاسرائيليون بصوت واحد وهذا ليس امرا يحصل كثيرا يجدر الانتباه الى هذا. آمل أن تستغل القوى العظمى المهلة الزمنية لبلورة صفقة افضل.
اما الرواية الامريكية فقد جاءت بالتوازي الى هذا الحد أو ذاك، في مقابلة منحها وزير الخارجية جون كيري لبرنامج ‘التقِ الصحافة’ في شبكة ‘ام.بي.سي’. ‘الى جانب الاحترام الكبير الذي اكنه لنتنياهو’، يقول، بتلميح رقيق، ‘لست واثقا بانه يعرف الشروط التي تعنى بها الاطراف، إذ اننا لم نصل اليها بعد. هناك الكثير من التخمينات حول المفاوضات، ولكن خلافا لتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي، هذا ليس اتفاقا جزئيا. هذه خطوة أولى في مسعى لاغلاق البرنامج النووي في مكانه، بل وربما ارجاعه الى الوراء. نحن لسنا عميان، ولا أعتقد أننا أغبياء. أعتقد أنه يمكننا أن نقدر اذا كنا نعمل لمصالحنا ومصالح حلفائنا، مثل اسرائيل، ونحن مصممون على أن يكون هذا اتفاقا جيدا – أو ألا يكون’.
أما رئيس الوزراء الاسرائيلي من جهته فلم يبقَ صامتا. ‘أنا مطلع على تفاصيل الاقتراح للايرانيين’، اجاب كيري، في خطابه في الجمعية العمومية للاتحادات اليهودية في شمالي أمريكا. ‘ما يعرض الان هو صفقة لا تعيد فيها ايران الى الوراء القدرة النووية، وبالمقابل يعاد نظام العقوبات الى الوراء. عندما يصل هذا الى أمن الشعب اليهودي، فاني لن أسكت. هذا لن يحصل في ورديتي’.
والى ذلك، في محاولة لتهدئة الجبهة التي فتحت بين اسرائيل والولايات المتحدة بعض الشيء، وصل أمس الى القدس من جنيف مباشرة نائبة وزير الخارجية الامريكي للشؤون السياسي ويندي شيرمان، المسؤولة عن ادارة الاتصالات مع ايران. وأجرت شيرمان لقاءات مع مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية ووضعتهم في صورة المحادثات بين القوى العظمى والجمهورية الاسلامية.
في اطار ذات المحاولات، رد أمس مصدر أمريكي كبير على ادعاءات نتنياهو في أن الصفقة مع ايران سيئة. وشدد هذا المصدر على أن ‘الايرانيين جديين، ولكن نحن ايضا لا نثق بهم’، وشرح بان البند الاول على طاولة المباحثات يعنى بقدرات الرقابة الغربية على البرنامج النووي الايراني. ‘الولايات المتحدة لن تخدع اسرائيل ولم تضللها. يحتمل أن تكون اسرائيل اطلعت على المحادثات من جهات اخرى ونشأ تشوش’.
  .  المصدر:يديعوت أحرونوت
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: