Wednesday, November 27, 2013

تعديل الموقف السعودي مسألة وقت ..

تعديل الموقف السعودي مسألة وقت ..

هتاف دهام
تعديل الموقف السعودي مسألة وقت .. أصبحت إيران لاعباً شبه وحيد في المنطقة بمباركة غربية ولا سيما أميركية. فالاتفاق النووي الإيراني الغربي شكل نقطة تحوّل وباباً لعهد جديد لكن هذا الاتفاق ليس منفصلاً عن الملفات العالقة سورية العراق البحرين بل من شأنه أن يسمح لإيران بأن تعمل على كلّ الميادين الا انّ المقاربة تفرضها درجة السخونة والخطر وإمكانية النجاح في كلّ ملفّ.
وعلى الرغم من وجود وجهتي نظر حيث تقوم الأولى على التصدي للملفات الأسهل: العراق لبنان أو البحرين والثانية على التصدي للملفات الأخطر وأولها الأزمة السورية فإنّ أحداً لا يستطيع التكهّن أين ستكون وجهة العمل الجديدة.
ولما كان العراق هو جار مباشر للجمهورية الإسلامية الايرانية فإنّ سورية هي الأولوية عند الإيرانيين فما يجري فيها يهدّد المنطقة بأكملها والولايات المتحدة الاميركية ستجد نفسها مضطرة إلى أن تخفف من تطرف حلفائها وبخاصة السعودية التي تدعم المعارضة المسلحة وعلى وجه التحديد القاعدة والعمل على عدم عرقلة أي حلّ سياسي للأزمة السورية لا سيما بعد تحديد موعد 22 كانون الثاني لمؤتمر «جنيف ـ 2» فهي ستخرج من أفغانستان في عام 2014 وهذا يفرض عليها أن تكون على علاقة جيدة مع طهران.
ويلحظ الاتفاق النووي الذي هو مرحلي لستة أشهر ضمانات بشأن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات التي يرزح تحت وطأتها الاقتصاد الايراني. وعليه فإنّ إفراج الولايات المتحدة عن ثمانية مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمّدة في البنوك الأميركية سيسمح لها في المرحلة المقبلة بتصدير النفط وسيزيدها قدرة على دعم وتمويل إعادة إعمار سورية الأمر الذي يثير استياء وغضب المملكة العربية السعودية التي ستخسر نفوذها بالكامل في المنطقة ولا سيما في لبنان.
الاتفاق الإيراني ـ الأميركي سيُحدث تعديلاً في موازين القوى الداخلية وسيُضاعف من قوة حزب الله وفريق 8 آذار ما من شأنه أن ينعكس سلباً على فريق 14 آذار وربما سيجبرهم على الموافقة على المشاركة في الحكومة وفق صيغ كانوا يرفضونها في السابق كصيغة 6 9 9.
وإلى أن تنجلي الصورة فإنّ الملف اللبناني سيبقى في دائرة المراوحة حتى إشعار آخر. والتفاهم الايراني السعودي في المرحلة المقبلة هو الذي سيفتح باب تأليف الحكومة. أما الرياض التي تضع «فيتو» على مشاركة حزب الله في الحكومة يبدو أنها ستعدل في سياستها خلال الأشهر المقبلة والمسألة مسألة وقت فهي لا تستطيع الاستمرار على ما هي عليه الى ما لا نهاية.
في موازاة ذلك فإنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعود اليوم من طهران أخذ على عاتقه تحريك ملف لبنان بين ايران والسعودية لإيجاد الحل إلا أنّ مصادر في 8 آذار أشارت إلى «أنّ المملكة ليست بصدد تسهيل الحلّ في لبنان والدليل أنها حتى الساعة لم تحدّد للرئيس بري موعداً لزيارتها.
وعليه فإنّ تأليف الحكومة سيبقى في ثلاجة انتظار التسويات أقلّه الى منتصف آذار المقبل والى أن يحين الوقت فإنّ السعي إلى التهدئة وتخفيف العمليات الإرهابية والتفجيرات سيكون عنوان هذه المرحلة.
البناء
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: