"ثقوب" في الاتفاق مع الإيرانيين
بقلم: أفنير غولوب
إن للاتفاق الذي وقع عليه بين ايران والغرب وجهين. فهو من جهة اذا نفذ كاملا سيجمد أكثر العناصر المهمة في البرنامج النووي الايراني مدة نصف سنة. وإن الموافقة الايرانية على نظام رقابة وثيقة والتزام القوى العظمى بالغاء تخفيف العقوبات بعد ستة اشهر اذا لم يُحرز اتفاق نهائي وتطبيق العقوبات الدولية في اثناء التفاوض بصورة مشددة، أمور مهمة ايضا.
ومن جهة اخرى فان بنيامين نتنياهو على حق لأنه يوجد خوف جدي من أن تفضل الولايات المتحدة وايران في حال عدم وجود اتفاق نهائي، الامتناع عن اعلان فشل المحادثات وإطالة مدة الاتفاق الأولي الى أن يصبح اتفاقا دائما بالفعل. إن الاتفاق الحالي برغم وجوهه الايجابية لا يُبعد ايران إبعادا كبيرا عن القدرة على صنع سلاح نووي وهذا طلب اسرائيلي من كل اتفاق نهائي.
يشمل الاتفاق اربعة ‘ثقوب’ مركزية: فهو يحرر ايران من طلب مجلس الامن النقض المطلق للبنية التحتية النووية؛ وهو لا يشمل طلب الحصول على أجوبة عن قضايا مفتوحة تتعلق بجوانب عسكرية للمشروع النووي برغم أن هذا هو طلب الوكالة الدولية للطاقة النووية؛ وهو يبيح لايران أن تستمر في تخصيب اليورانيوم بدرجة 3.5 بالمئة ويمنح طلبها الاعتراف بحقها في التخصيب شرعية فعلية؛ والاتفاق ايضا لا ينشيء جهاز كشف ناجعا عن مواقع سرية تتصل بالبرنامج النووي الايراني، والخوف هو من أن تعمل ايران في مواقع سرية لتثبت برنامجها النووي دون أن يستطيع الغرب أن يكشف عن ذلك، كما فعلت في الماضي.
ينبغي الكف عن بحث من هو العادل والعمل على اعادة الثقة والتنسيق بين القدس وواشنطن استعدادا للتفاوض في الاتفاق النهائي. وقد كرر الرئيس اوباما التزامه بأمن اسرائيل ومنع ايران من الحصول على السلاح النووي. ويجب على القيادة الاسرائيلية أن تعمل على توضيح الاختلافات مع واشنطن في غرف مغلقة لأنه بذلك فقط يمكن صوغ اتفاق على معايير اتفاق نهائي مقبول. وتستطيع اسرائيل والولايات المتحدة بالتعاون والتنسيق الوثيقين فقط الاتفاق على الخطة الثانية اذا نكثت ايران الاتفاق أو اذا لم يُحرز اتفاق مُرضٍ بعد الاشهر الستة. ويجب أن تشمل هذه الخطة تشديدا آخر للعقوبات وتقوية صدق التهديد بخيار عسكري.
يجب على المنظمات الاستخبارية في اسرائيل أن تصوغ مع نظيراتها الامريكية ردا على ‘ثقوب’ الاتفاق الأولي للكشف عن إخلالات ايرانية بالاتفاق وجهود ايرانية في المجال العسكري أو نشاط في مواقع سرية. وإن التعاون فقط بين اسرائيل والولايات المتحدة سيُمكّن الدولتين من أن تواجها بصورة جيدة الامور التي لم تقدم الدبلوماسية ردا عليها، وتعزيز انجازات الاتفاق الأولي في التفاوض المهم تمهيدا للاتفاق النهائي على البرنامج النووي الايراني.
‘ باحث في معهد بحوث الامن القومي
سرائيل اليوم
0 comments: