"كونوا واقعيين وابدأوا بالخوف"
بقلم: ايتان هابر
لا ترووا لنا القصص: تعيش دولة اسرائيل هذه الايام مرحلة حاسمة ومصيرية في تاريخها. اتفاق جنيف يترك في لايران القدرة على بناء منشأة نووية في غضون وقت قصير للغاية. الفرضية الاساس لكل الحكومات في الشرق الاوسط يجب أن تكون. اذا كان للايرانيين الحق في قنبلة ذرية، فانهم يمكنهم أن يستخدموها فورا تقريبا. وقد تكون الاقوال التي تكتب هنا مخيفة جدا، ولكنها هي الحقيقة العارية. لن تجدي أي بيانات وتنديدات حين يكون كل العالم تقريبا ومعه بالتأكيد الولايات المتحدة يغمض عينيه ويتنكر لهذه لحقيقة. نعم نحن في مشكلة كبيرة.
في اليومين الاخيرين يلعن بنيامين نتنياهو، على أي حال، اللحظة التي قرر فيها أن يكون رئيس وزراء في اسرائيل. وحتى لهذا الساحر الامريكي لا يوجد الان أي حل. لا يمكن لاحد أن يجد له صيغة الخلاص. قد لا يكون نتنياهو مذنبا في الوضع الحالي، الذي تتوجه فيه القوى العظمى وتعمل ضد دولة اسرائيل ومصالحها، ولكن رئيس وزراء حكيم، يستشرف المستقبل ينبغي أن يبحث من اللحظة الاولى عن محبة العالم وبالاساس محبة الولايات المتحدة، التي بدونها لا تعود الحياة هنا حياة. رئيس وزراء كهذا لا يدعو خصم الرئيس في السباق الى البيت الابيض كي يشرع في حملة التبرعات من أجل صندوقه.
ان الخصومة بين تل أبيب وواشنطن قد تكلفنا غاليا جدا. كل قوتنا ومكانتنا الخاصة الفريدة من نوعها في العالم تنبع من قربنا من الولايات المتحدة. نحن النجمة الاضافية في علم الخطوط والنجوم الامريكي، وفي اللحظة التي تسقط او تبهت فيها هذه النجمة ليس لنا ما نبيعه لبلدان الاخرين. في نظر امريكا نحن نعود لان نكن دولة في حجمها الطبيعي، واذا ما حصل هذا فانه سيكون مصيبة لدولة اسرائيل. من مكانة الابناء الوحيدين قد نعلق في تالي السنين في مكانة الابناء غير الشرعيين.
منذ حرب الايام الستة صعد على ما يبدو سائل عضوي معين الى رؤوس الزعماء في دولة اسرائيل، وبدأنا نصدق ما نكتبه عن أنفسنا وبات يخيل لرؤساء الحكم هنا بان واشنطن تلعب حسب حركة الخيوط في مسرح الدمى للقدس. استخفينا بالجميع، وفي الزمن الاخير بالولايات المتحدة أساسا. والان ترينا امريكا من أين تنزل السمكة مياهها.
ثمة من هم مقتنعون بان صلاة الاستنجاد ستزيل شر القضاء. ولمن يؤمن بذلك يجدر بنا ان نقترح الشروع بالصلاة. اما كل الباقين فملزمون بان يفهموا بانه مع التوقيع على الاتفاق في جنيف يبدأ عهد جديد في الشرق الاوسط، ومثلما قال السعوديون امس فان كل مقيم في الشرق الاوسط يجب أن يبدأ بالخوف. وفي اعادة صياغة لما قاله ذات مرة بنيامين نتنياهو لعله حان الوقت للقول لقادة الحكم في اسرائيل: نحن خائفون. ابتداء من نهاية هذا الاسبوع لدينا كل الاسباب الوجيهة لذلك.
0 comments: