قصة "القاعدة" في فلسطين: مهاجرون تحت التأهيل ومتعاطفون بانتظار التجنيد
Thu, 01/23/2014 - 20:35 —
محمد مرار-خاص زمن برس
رام الله: الطريقة التي يكرس فيها تنظيم القاعده وجوده في أي ساحة قبل إعلانه عن وجود فرع رسمي له فيها، تكون إما من خلال بناء خلايا تنفذ هجمات نوعية يتم توجيها من التنظيم المركزي أو أحد فروعه القريبة من الساحة المستهدفة، الطريقة أو من خلال مبادرة من تنظيم محلي قائم أو مجموعة تعنتق أفكار التنظيم تشن هجماتٍ ثم تعلن بيعتها للتنظيم فتصبح فرعه المحلي.
الأنباء عن اعتقال جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" لخلية "القاعدة المقدسية"، جاء بعد عدة شهور، من اغتيال جيش الاحتلال لثلاثة شبانٍ يعتنقون فكر السلفية الجهادية، ويشير ذلك إلى أن فكر تنظيم القاعدة في الضفة الغربية لا يحظى فقط بتأييد لدى أوساطٍ شبابيةٍ معينة وإنما إلى وجود شبان مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل تحقيق أهداف هذا التنظيم.
الخلية المقدسية التي تم اعتقالها وتم توجيهها من الخارج، و الشبان الثلاثة في الخليل الذين تم اغتيالهم والذي كانوا يعكفون على بناء بنية تحتية لتنظيم يعتنق الفكر الجهادي السلفي، لا تدع مجال للشك، أن تنيظم القاعدة وأنصاره يضعون على سلم أولوياتهم، إيجاد موطئ قدمٍ له داخل فلسطين وتحديدا في الضفة الغربية، لكي يفتح جبهة جديدةَ مع إسرائيل التي تتمادى في انتهاكاتها يوماً بعد يوم.
جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" سبق وأن أعرب عن مخاوفه من هجرة شبان فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية للقتال بصفوف فرع تنظيم القاعدة بسوريا، وما قد ينجم عن ذلك من لجوء التنظيم الى الاستعانة بهولاء لتجنيد شبان فلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية يجيدون اللغة العبرية، لجمع المعلومات الاستخبارية عن اسرائيل تميهداً لشن هجمات داخل الخط الأخضر أو رصد تحركات الاسرائيليين بالخارج واستهدافهم.
مراجعة خلفيات من قالت إسرائيل انها اعتقلتهم أو قتلتهم أو انهم هاجروا للقتال الى جانب تنظيم القاعدة في الجبهات المنتشرة في شبه جزيرة سيناء وسوريا والعراق تشير الى أن غالبتيهم من خريجي الجامعات ومن أسر تنتمي الى الطبقة الوسطى والعليا من الناحية الاقتصادية.
ورغم أن "الشيوخ الفلسطينيين" أمثال أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي في الخارج وكلاهما تعود أصوله إلى الضفة الغربية، كانا من الجيل الأول من منظري ما يعرف بـ "السلفية الجهادية" التي تعتبر الأساس الفكري الذي يجند تنظيم القاعدة عليه عناصره، فلم تحظ أفكار التنظيم، برواج كبير بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولكن مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية بالضفة وغزة، وما نجم عن ذلك، من استعدادها للدخول بتسويات مرحلية مع اسرائيل دفع الكثير من أعضائها وتحديداً عدد ليس بالقليل من الأسرى إلى الميل لأفكار تنظيم القاعدة وتحول هذا الميل فيما بعد إلى تحول جزءٍ ليس بسيطاً من أنصارها وأعضائها الى مناصرين لفكر القاعدة، ويتطلعون للانخراط فيه بأقرب فرصة سانحة لكي يواصلوا "جهادهم" ضد اسرائيل بعيداً عن حسابات السياسة ودهاليز الدبلوماسية.
وفي قطاع غزة تمكن "المتحولون من حماس والجهاد لفكر السلفية الجهادية" من تأسيس بنى تنظيمية عديدة وأقاموا تنظيماتهم الخاصة وهاجر بعضهم للقتال الى جانب أفرع التنظيم في سوريا والعراق وأقام بعضهم تنظيمات داخل شبه جزيرة سيناء وقتل بعضهم خلال هجمات.
وغالبية "المتحولين من حماس والجهاد لفكر السلفية الجهادية" كانوا نشطاء عسكريين وهذا يعود لأن الجهاز العسكري في كلا التنظيمين يثقف عناصره بأفكار لا تقبل الحلول الوسط أو التنازل عن أي ذرة من فلسطين، تحت أي ظرف من الظروف بالإضافة إلى دراسة تفسيرات المفكر المصري سيد قطب للقرآن التي تضع قضية الاحتكام الى القرآن وعدم المشاركة في أي نظام مجلس تشريعي لا يستقي تشريعاته من القرآن الكريم.
ولكن غالبية أنصار القاعدة والمستعدين للانخراط فيها من الفلسطينيين خصوصاً بالضفة الغربية وداخل الخط الاخضر هم من الجيل الجديد الذي لم يسبق لهم العمل ضمن حماس أو الجهاد الاسلامي أو اي فصيل آخر، لأن البنى التحتية لهذه التنظيمات بالضفة مدمرة منذ عدة سنوات.
والجيل الجديد من أنصار القاعدة في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر يستقون أفكارهم من المواقع الإلكترونية التي تروج لفكر التنظيم.
والتحدي الذي يواجه تنظيم القاعدة فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية ليس إيجاد أنصار مستعدين للتضحية بأنفسهم وإنما صهر هؤلاء الأنصار في بوتقة تنظيمية مؤهلة عسكرياً وأمنياً ولوجستيا قادرة عل العمل في بيئةٍ معقدةٍ جداً من الناحية الاستخبارية.
وانخراط شبان فلسطينيين من الضفة الغربية ومن داخل الخط الأخضر وقطاع غزة لللقتال إلى جانب الفرع السوري والعراقي للقاعدة سيخلق كوادر تمتلك خبرات عسكرية وأمنية وعلاقات داخل فلسطين بإمكانها بناء فرع فلسطيني للقاعدة ولكن ذلك يستغرق وقتاً.
0 comments: