توقيع اتفاق بين الرئيس الأوكراني والمعارضة
اتفاقية خاصة بتسوية الأزمة في أوكرانيا تقضي بحسب وزير الخارجية الألماني بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة العمل بدستور 2004، وذلك بعد مفاوضات صعبة استمرت طوال الليل وتوقفت صباح الجمعة.
اتفاقية لتسوية الأزمة الاوكرانية بمشاركة روسية أوروبية
قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن أوكرانيا ستجري انتخابات رئاسية مبكرة وتشكل حكومة وحدة وطنية وتعود للعمل بدستور 2004 بموجب اتفاق وقعه الرئيس مع زعماء المعارضة اليوم الجمعة.
وسرد شتاينماير النقاط الرئيسية للاتفاق الذي توسط فيه مع وزيرين آخرين من الاتحاد الأوروبي بعد توقيعه في كييف.
وأكد بيان نشر على الموقع الالكتروني للرئاسة الأوكرانية البنود أيضا.
وأقر البرلمان الأوكراني بغالبية الأصوات دستور عام ٢٠٠٤ الذي يمنح صلاحيات البرلمان والحكومة صلاحيات على حساب الصلاحيات الرئاسية.
وأمهلت إتفاقية الحل السلمي كل من يحمل السلاح 24 ساعة لتسليمه للداخلية. وقرر البرلمان الأوكراني اقالة وزير الداخلية. كما قرر الإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو وإسقاط التهم الجنائية عنها.
ورحبت واشنطن بالاتفاق في اوكرانيا ودعت الى تطبيقه فورا، كما رحبت رئاسة الاتحاد الاوروبي بتوقيع اتفاقية التسوية السياسية بين الرئيس والمعارضة في اوكرانيا.
أما روسيا فقد أعربت وزارة خارجيتها عن استغرابها من القرار المتسرع لإعادة العمل بدستور عام ٢٠١٤ في اوكرانيا. وجاء في بيان نشر على موقعها الرسمي مساء الجمعة ان المفوض الروسي لحقوق الانسان فلاديمير لوكين استدعي الى كييف للمشاركة في صياغة اتفاقية التسوية السياسية في البلاد. وأضاف البيان ان نص الاتفاقية لحظة انخراط المسؤول الروسي في العملية كان شبه جاهز لذا لم يوقع عليه خلافا لم فعله وزيرا خارجية كل من ألمانيا وبولندا اللذان شاركا في صياغته بفاعلية.
الخارجية الروسية أعربت ايضا عن قناعتها العميقة بان العمليات المصيرية بالنسبة لاوكرانيا مثل الإصلاح الدستوري يجب ان تجري بمشاركة تامة لكل القوى السياسية والأقاليم وان تقر في استفتاء شعبي عام. وأكدت الوثيقة ايضا على ان الخطوات العملية لتطبيع الأوضاع في البلاد يجب ان تحمل طابعا متبادلا وتؤدي الى مصالحة وطنية فعلية.
موسكو شددت ايضا على ضرورة احترام الوسطاء الخارجيين لسيادة ووحدة الاراضي الأوكرانية وعلى تنصل المعارضة السياسية في اوكرانيا من المتطرفين والتصدي بحزم لممارساتهم غير القانونية.
وأعلن وزير المالية الروسي عن إيقاف القرض الروسي لاوكرانيا لحين استقرار الأوضاع في البلاد. كما أعلن رئيس بنك التوفير الروسي إيقاف منح القروض لعملائه في اوكرانيا.
وأفاد مراسل الميادين أن حالة من الفوضى سادت كييف بعد انسحاب الشرطة والامن من الشوارع، وأن سكان المدينة يغادرون العاصمة بشكل جماعي هربا من "الفوضى الثورية"، وأفاد عن اكتظاظ المطارات ومحطات القطارات بالمسافرين الذين يغادرون العاصمة الأوكرانية، وسط قطع مجموعات من المتطرفين الطرق في كييف لإيقاف السيارات والتحقيق في هويات الركاب.
وكان الديوان الرئاسي في أوكرانيا أعلن في وقت سابق أن المشاركين في المفاوضات العاجلة بشأن تسوية الأزمة في البلاد، أجمعوا على توقيع اتفاقية خاصة بتسوية الوضع.
وجاء في بيان صدر علن الرئاسة: "انتهت المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة السياسية في البلاد بمشاركة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وزعماء المعارضة وممثلي الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية، وتم الاتفاق على توقيع اتفاقية لتسوية الأزمة بالأحرف الأولى".
وكانت مصادر دبلوماسية أوروبية قد ذكرت أن المفاوضات العاجلة بين الرئيس الأوكراني وزعماء المعارضة بحضور الوسطاء الأوروبيين والمبعوث الروسي، توقفت صباح الجمعة بعد أن استمرت طوال الليل.
ووصف مصدر دبلوماسي في تصريح لوكالة "رويترز" المفاوضات بأنها كانت صعبة للغاية. وانتهى اللقاء، بعد أن استمر نحو 9 ساعات.
وكان المفوّض الروسي لحقوق الإنسان فلاديمير لوكين الذي كلفه الرئيس فلاديمير بوتين بالوساطة من أجل تسوية الأزمة في أوكرانيا، قد انضم الى المفاوضات الجارية بين الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وزعماء المعارضة بحضور وزيري خارجية بولندا وألمانيا.
وأكدت آنا غيرمان مستشارة الرئيس الأوكراني مشاركة لوكين في المفاوضات، معربة عن أملها في أن تسفر المفاوضات عن توصل الطرفين الى حل وسط ينهي المواجهة.
وكان لوكين قد رفض بعد وصوله الى كييف الكشف للصحفيين عن مضمون الاقتراحات التي سيطرحها في المفاوضات.
وأعلن دميتري بيسكوف المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي، أن الرئيس بوتين بعث المفوض الروسي لحقوق الإنسان إلى كييف استجابة لطلب الرئيس الأوكراني.
وشارك في المفاوضات عن المعارضة زعيم حزب "الضربة" فيتالي كليتشكو (بطل العالم السابق في الملاكمة) وزعيم الكتلة البرلمانية لحزب "الوطن" أرسيني ياتسينيوك (تترأس هذا الحزب رئيسة الوزراء السابقة المسجونة حاليا يوليا تيموشينكو)، وزعيم حزب "الحرية" أوليغ تياغنيبوك. كما حضر المفاوضات وزيرا خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير اللذان وصلا إلى كييف بجانب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صباح الخميس، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات الدموية في العاصمة الأوكرانية، لكن فابيوس غادر كييف مساء الخميس، متوجها الى الصين.
وفي الوقت نفسه، قدمت السلطات وحزب الأقاليم الحاكم مزيداً من التنازلات للمعارضة، إذ وافق البرلمان على بحث موضوع الإصلاح الدستوري، وأمر بإيقاف عملية مكافحة الإرهاب التي أعلنتها السلطات سابقا، وأمرت أيضا بسحب وحدات القوات المسلحة التي تم نشرها في كييف وإعادتها الى الثكنات.
وأكدت السلطات الأوكرانية سقوط 77 قتيلا في المواجهات المستمرة منذ الثلاثاء، بينما تصر المعارضة على أن عدد الضحايا بلغ نحو مئة قتيل خلال يوم أمس وحده.
المصدر: وكالات + الميادين
0 comments: