Wednesday, February 5, 2014

تحليل بيرغن: لماذا تبرأت القاعدة من داعش ولم تتبرأ من النصرة؟

تحليل بيرغن: لماذا تبرأت القاعدة من داعش ولم تتبرأ من النصرة؟

Wed, 02/05/2014 -  

نيويورك: كتب بيتر بيرغين محلل الأمن القومي لسي أن أن ومدير مؤسسة أمريكا الجديدة ومؤلف كتاب "مانهانت" الذي يتحدث عن عشر سنوات من البحث عن أسامة بن لادن، مقالًا نشرته سي أن أن بالعربية بعد الضجة الكبيرة التي أثيرت حول قيام تنظيم القاعدة بالتبرؤ من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يبرز عدد من التساؤلات حول الأمر الذي يجري خلف الكواليس؟

وقال بيرغين في مقاله "عندما تتبرأ القاعدة منك بسبب كونك عنيفا فإن ذلك يعني أنك بالفعل عنيف، وقيام القاعدة بالتبرؤ من "داعش" يعتبر أول خطوة من نوعها تتخلى فيها القاعدة عن إحدى المنظمات التابعة لها منذ نحو ربع قرن، فلماذا حصل ذلك؟"

وأضاف بيرغين أن بدايات هذه الأزمة تعود إلى إصدار داعش بيانا توحدها مع جبهة النصرة في سوريا، في الوقت الذي رفض فيه زعيم جبهة النصرة هذا الاتحاد، قام زعيم القاعدة، أيمن الظواهري بإلغاء هذا الاتحاد، ليقوم بعدها تنظيم داعش برد هذا الإلغاء ورفضه، وهذا بالضبط ما وصفه فرويد بـ"النرجسية في الاختلافات البسيطة."

وتابع ، ما يظهر بوضوح هو أن الظواهري سئم من الرفض المستمر لأوامره ولقيادته تنظيم القاعدة، إلى جانب قلقه من الطريقة التي همشت فيها داعش السوريين العاديين من خلال حملات قطع الرأس العلنية للخصوم وفرض طريقة الحكم الطالبانية على المناطق التي يسيطرون عليها حيث يمنع التدخين وسماع الموسيقى إلى جانب فرض ارتداء المرأة لحجابها في العلن.

وقال بيرغن أن قيادة تنظيم القاعدة قد رأت في وقت سابق نتائج مثل هذا التوجه في غرب العراق في العام 2006 عندما قام تنظيم القاعدة في العراق، الذي يعتبر التنظيم الأم لداعش، بفرض نمط حركة طالبان في الحكم على المناطق التي تسيطر عليها الأمر الذي دفع بقادة العشائر السنية إلى الانتفاض في حركة عُرفت باسم "الصحوة السنية،" والتي تمكنت ومن خلال مساعدة عسكرية أمريكية إلى خسارة القاعدة للعديد من مناطقها بحلول العام 2008.

وعلى حد تعبيره يرى بيرغن أن على ما يبدو أن جبهة النصرة تعلمت من أخطاء تنظيم القاعدة في العراق من خلال عدم فرض نظام الحكم الطالباني في المناطق السورية وبدلا عن ذلك قامت باتباع نمط حزب الله اللبناني من خلال تقديم المساعدات الخدمية كتوفير الخبز والكهرباء.

وتابع بيرغن قائلًا "تقوم جبهة النصرة ببناء تحالفات لم تقدر القاعدة على بناءها في وقت سابق وذلك بسبب عدم رغبتها بتقديم تنازلات عن معتقداتهم التي أعطاهم إياها الله، في المقابل قامت النصرة بإقامة تحالفات مع جماعات أكثر اعتدالا من المعارضة السورية في سبيل قتال داعش خلال الأسابيع القليلة الماضية".

ويرى بيرغن أن مع هذه الخلافات فإن التنظيمات الموالية للقاعدة في سوريا وتلك التي في العراق تسيطر على مساحة جغرافية في العالم العربي أكثر من أي وقت مضى في تاريخها، أي ما يقدر بـ400 ميل (نحو 644 كيلومتر) من شرق سوريا إلى غرب العراق.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: