ضابط إسرائيلي: إسرائيل تعيد تقييم حياديتها عن الحرب السورية مع وجود 30000 مقاتل تابعين لتنظيم القاعدة فيها
تقرير استخباراتي
قال ضابط مخابرات إسرائيلي رفيع المستوى -شرط عدم الكشف عن هويته- يوم الجمعة في مؤتمر للمراسلين الأجانب، إن أكثر من 30 ألف مقاتل تابع لتنظيم القاعدة ينشط في سوريا، بعد أن كان عدد الجهاديين يبلغ الـ 2000 قبل عامين. وتابع الضابط: "العديد من المناقشات تجري خلف الأبواب المغلقة حول إمكانية إعادة النظر في الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة، والحياد عن الحرب السورية، في ظل قيام الجهاديين بالسيطرة على الأراضي السورية على الحدود الشمالية لإسرائيل".
الفكرة المستخلصة من هذا الكشف هي أنه، للمرة الأولى إسرائيل مستعدة للشروع في عمل عسكري عبر الحدود للقضاء على هذا التهديد المباشر".
وأكد الضابط الإسرائيلي أن الجماعات الإسلامية المتمردة التي تحتشد في سوريا ستحول أنظارها على إسرائيل بعد إسقاط الأسد.
وتابع: "1200 مقاتل تابعين لتنظيم القاعدة اتخذوا قطاع غزة -الذي تسيطر عليه حماس- مكانا لهم. وهم ينسقون مع الجماعات الجهادية في سوريا وأنصار السلفية المحلية في سيناء -الائتلاف الجهادي الذي يطلق على نفسها اسم أنصار بيت المقدس-.
قامت هذه الجبهة بأربع هجمات إرهابية في القاهرة يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 60. وهي لأول مرة تظهر القدرة على شن هجمات إرهابية منسقة داخل العاصمة المصرية.
في الأسبوع الماضي، أطلق السلفيون في سيناء صاروخي غراد على مدينة إيلات الإسرائيلية، بعد موجة من الهجمات على القوات الإسرائيلية والعديد من الاعتداءات على الأهداف العسكرية المصرية في سيناء.
لم يسبق للجيش الإسرائيلي أن نشر أرقاما عن حجم انتشار قوات تنظيم القاعدة في سوريا، أو الكشف عن التركيز الإسرائيلي على الحدود مع سوريا. "السياسات الإصلاحية" التي تحدث عنها الضابط تعرض الأساس المنطقي للتدخل الإسرائيلي المحتمل في سوريا من أجل دفع الخطر الجهادي عن البلدات والقرى الشمالية .
إسرائيل هي الهدف من بعد سوريا والعراق
توافد الآلاف من المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم المسلم، والدول الأوروبية وأميركا الشمالية، إلى سوريا لدعم الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية، هدفه إنشاء دولة إسلامية مستقلة كبيرة في قلب الشرق الأوسط، هذا هو استنتاج الخبراء الاستخباراتيين، بما خص مكافحة الإرهاب. وهذه الدولة في المقام الأول ستلتهم مساحات واسعة من العراق وسوريا، وذلك قبل أن يحول مؤسسيها أنظارهم نحو إسرائيل والأردن.
ومع ذلك، إذا تم إحباط الهدف الأول وهو إسقاط نظام الأسد من خلال التحالف الروسي السوري الإيراني وحزب الله، فأنها قد تكون على استعداد للتوجه مباشرة لإسرائيل.
أربع مجموعات متطرفة إسلامية تنشط للقتال في الحرب السورية:
1- جبهة النصرة... تعمل تحت أوامر مباشرة من أعلى زعيم في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. الأربعاء في 22 يناير، تحدث الشين بيت عن إحباط مؤامرة كانت تحاك من فريق مختلط من الجهاديين لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية في إسرائيل. الفلسطينيين وإرهابيي القاعدة المحليين والقادمين من تركيا أو سوريا والجمهوريات القوقازية الروسية كانوا يريدون تفجير السفارة الأميركية في تل أبيب، فضلا عن مركز المؤتمرات وطريق للحافلات في القدس. وأحيط المراسلين الأجانب بهذه المعلومات من الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة.
2- الدولة الإسلامية في العراق والشام... التي استحوذت على مناطق واسعة من شرق سوريا، بما في ذلك بعض حقولها النفطية، واستولت على المناطق الإستراتيجية في غرب العراق، بما في ذلك مدن الفلوجة والرمادي.
3- أحرار الشام.. على الرغم من أنها أقل شهرة في الغرب، إلا أن هذه المنظمة جمعت 15000 مقاتل من تنظيم القاعدة والحركات السلفية الراديكالية المختلفة. وترأس الجبهة الإسلامية التي تشكلت حديثا من سبع مجموعات إرهابية معادية للأسد. هذه الجبهة قد تفصل نفسها عن القاعدة وتقوم المملكة العربية السعودية بتمويلها وتسليحها، ولكنها تسير على نفس الفكر في تدمير إسرائيل. وكانت علاقة أحرار الشام بتنظيم القاعدة موضع تكهنات بين المتخصصين في الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. بالأخص عندما اعترف زعيم الجماعة أبو خالد للمرة الأولى في أوائل يناير كانون الثاني انه عضو في تنظيم القاعدة.
4- جيش الإسلام ... أكبر قوة متمردة حالية في دمشق، وهي المجموعة التي تفضل الرياض دعمها فقد أرسلت لها المال والأسلحة، وقامت الاستخبارات السعودية بإرسال أعضاء من الجيش الباكستاني لتدريب مقاتليها.
خيارات إسرائيل العسكرية
على الرغم من أن ضباط الجيش الإسرائيلي لم يدخلوا في خطط إسرائيل العسكرية لمواجهة تهديدات القاعدة المتنامية، إلا أن المصادر العسكرية والاستخبارات الأميركية تتوقع بعض الخيارات:
أ) تحديد مناطق عازلة وآمنة، دائمة أو مؤقتة، على الجانب السوري من الحدود. وهذا يتوقف على تعاون الميليشيات المحلية السورية لتخليص أراضيها من تنظيم القاعدة.
ب) توجيه ضربات برية وجوية ضد الجهاديين على الحدود.
ت) التوجه نحو العمق السوري والعراقي لمنع تقدم قوات القاعدة التي تهدد المملكة الأردنية الهاشمية أيضا.
ث) اغتيال كبار قادة تنظيم القاعدة...
ج) إحباط العمليات الجهادية التي تهدف لتوسيع الفتوحات في المناطق الإستراتيجية في سوريا لاستخدامها كنقطة انطلاق ضد إسرائيل. أحد الأمثلة على ذلك جبل الدروز، الذي حافظ على الحياد وبقي بعيدا عن الحرب السورية.
لجوء إسرائيل للقيام بعمل عسكري ضد الجهاديين يتطلب منها تعلم التكتيكات العسكرية الأميركية لمكافحة الإرهابيين في أفغانستان وباكستان. الجيش الإسرائيلي ليس لديه أي خبرة من هذا النوع. فسيتعين عليه: إعادة كتابة عقيدة الحرب وإعادة تدريب قوات الكوماندوز الكبيرة.
موقع ديبكا الإسرائيلي
ترجمة: وكالة أخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان
0 comments: