Monday, March 31, 2014

هل انتهى أولمرت؟

هل انتهى أولمرت؟

Mon, 03/31/2014 -

يوسي بيلين

إنتهى المسار العام مهما تكن النتائج القضائية فلن يعود ايهود اولمرت الى الساحة السياسية وإن كانت ما زالت عنده آمال وإن كان يوجد من يعدونه بأن الشارع ينتظره. فقد وجد أنه مذنب فيما هو مذنب فيه حتى لو تمت تبرئته مما عدا ذلك ويخلف سلوكه مذاقا ليس مذاق زعيم.

إن قليلين هم على اطلاع على مجموع الاتهامات والقضايا المختلفة والدعاوى التي إدُعيت عليه لكن ما بقي في الوعي هي صورة سياسي تلقى مغلفات مال نقد، يعتني بأخ دُفع الى ديون وهرب من دائنيه وأدار الشخص الذي يؤيده أكثر من الجميع ما عدا عائلته، أدار ظهره له وهو مستعد للكشف عن خبايا سلوكه لادانته. ولا يهم أن يأتي هذا الاستعداد في آخر لحظة حقا أو في اللحظة التي تسبق اللحظة الاخيرة، وهل يُخلصه محاموه اللامعون من هذه الورطة أو لا يخلصونه. لم أكن من اولئك الذين عظموا اولمرت ومن المؤكد أنني لست من الشامتين به. تعارفنا أول مرة قبل اربعين سنة وكنا في اكثر هذه السنين عن جانبي المتراس الايديولوجي فقد كان من اكبر الصقور ولم يكن تصويته اعتراضا على اتفاقات كامب ديفيد في 1978 مفاجئا. وكان من جهة اخرى شديد الصلة بالواقع وكان واحدا من الرفاق. وهو ساخر كبير وعملي جدا يمسك من يتحدث اليه بقميصه أو بربطة عنقه ويعطي شعورا بأنه ينظر في العينين مباشرة. وقد كان عضو كنيست نافعا فعالا ووزيرا جيدا جدا. ولم تكن عنده من جهة اخرى أية صعوبة في أن يختلق في 1996 شعارا مثل ‘بيرس سيُقسم القدس′، في وقت أدرك فيه هو نفسه أنه لا داعي ألبتة لابقاء الاحياء الشرقية من المدينة في ضمن سلطة اسرائيل، أو لحث نتنياهو على فتح النفق في القدس وهو ما أفضى الى عشرات القتلى من الطرفين. وقد كان قبل وبعد التحول الايديولوجي الذي جرى عليه مثل أكثر أمراء الليكود الآخرين، صديقه دان مريدور وتسيبي لفني وروني ميلو ومسؤولين كبار مثل مئير شتريت وميخائيل ايتان، كان متحرشا ولاذعا وعلى يقين تام من عدالة نهجه. واعتبر في نظر الكثيرين بسلوكه الشخصي شخصا يسير على الحافة ويظل يسير عليها لأنه لا يسقط.

إن الظروف التي أوصلته الى رئاسة الوزراء مأخوذة من حلم خيالي تقريبا، لكنه وصل الى المنصب مع سجل مدهش لرجل تنفيذ جيد وانسان عملي يعرف النظم الداخلية ويعرف العالم جيدا ولا سيما الولايات المتحدة، وقد وجد نفسه في الحرب في لبنان التي لو كان غيره لامتنع عنها، والتي أضرت ضررا قاتلا بصورته. وفي العملية في غزة التي كان يمكن أن تكون أقصر ودون الدخول البري. وبدأ المسيرة السلمية متأخرا جدا وبرغم أن اقتراحاته كانت تستحق التقدير بيقين لم يكن فيها ما يُقربها من الحد الأدنى الفلسطيني، وقد أسهم آخر الامر في ادعاء اليمين أن اقتراحات اسرائيل المعتدلة لا تحظى باستجابة فلسطينية.

قُضي مصير اولمرت العام، فهذا الشخص الذي كان يسير على الحافة خطا خطوة واحدة أكثر مما ينبغي.

اسرائيل اليوم

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: