Friday, May 30, 2014

مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين

من الصحافة الإسرائيلية

مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين

افتتاحية

"هآرتس"، 30/5/2014

القتل بسبب الضجر

· إن ما كشفته صحيفة "هآرتس" عن مشاركة جندي في "جهاز الاتصالات في الجيش الإسرائيلي"، كان يرافق قوة حرس الحدود في اضطرابات بيتونيا، في إطلاق نار على متظاهرين فلسطينيين بعكس الأوامر وكما يبدو بسبب "الضجر"، قد لا يساعد في تقدم التحقيق في موت نديم نواره ومحمد سلامه أثناء هذه الأحداث، لكنه يطرح تساؤلات مقلقة أخرى لا تقل خطورة.

· فالجندي الذي ما يزال اسم الوحدة العسكرية التي يخدم ضمنها ممنوعاً نشره، رافق في إطار مهمته في مجال الاتصالات شرطة حرس الحدود. واستناداً الى التقديرات، أراد في مرحلة معينة خوض تجربة إطلاق النار على المتظاهرين واستخدم سلاح جندي من حرس الحدود. وأوضحت مصادر في الهيئة العسكرية المكلفة بالدفاع عن الجندي، أنه بحسب علمهم أن الجندي أطلق طلقتين مطاطيتين فقط وبموافقة القادة الموجودين في المكان.

· إن هذا الرد لا يقلل من خطورة الحادثة بل هو يزيد في قتامة الصورة، فهناك قادة قوة تطلق النار على الناس حتى لو كان المقصود هنا طلقات مطاطية، يسمحون "لضيف" يرافقهم بإطلاق النار على الناس فقط كي "يتمتع" بمهمته ولا يضجر. إن الفشل الأخلاقي الفظيع الذي تظهره هذه الحادثة، يفرض على الجيش الإسرائيلي أن يجري نقداً ذاتياً عميقاً لا يتعلق بالقيم الأخلاقية التي يعلمها لجنوده فحسب، ولكن أيضاً بالانضباط العسكري لهؤلاء الجنود.

· لقد أوقف الجندي الذي شارك في إطلاق النار في بيتونيا عن العمل فوراً بعد الحادثة، وتقوم الشرطة العسكرية بالتحقيق. لكن يجب ألا توجه التهمة فقط إليه وإلى شرطة حرس الحدود الذين كانوا في المكان.

· إن المسؤول عن التدهور الأخلاقي هو جميع حكومات إسرائيل منذ 1967، وبصورة خاصة الحكومة الحالية التي تعزز المستوطنات وترفض السلام. إن قصة إطلاق النار في بيتونيا تلخص جريمة الاحتلال الذي حول الجيش الإسرائيلي من جيش للشعب مهمته الدفاع عن مواطني الدولة، إلى مرتع للعنف يطلق فيه الجنود ورجال الشرطة النار على الفلسطينيين كما لو كانوا طيوراً في حقل للرماية.

نوعم شيزاف - محلل سياسي

"معاريف"، 29/5/2014

[الواقع القائم في المناطق الفلسطينية يوصل
إلى محطتين نهائيتين فقط: دولتان أو دولة واحدة]

· في الأسبوع الفائت أجرى جيفري غولدبرغ من وكالة الأنباء "بلومبرغ" مقابلة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وفي هذه المناسبة لا بُد قبل أي شيء من طرح السؤال التالي: لماذا يصرّ نتنياهو على أن يمنح مقابلاته الصحافية المركزية إلى وسائل إعلام أجنبية، في حين أنه في إسرائيل يفضل الظهور فقط ضمن برامج ترفيه؟.
وعلى غرار المقابلة التي أدلى بها إلى صحيفة يابانية قبل أسبوعين من المقابلة مع "بلومبرغ"، كشف نتنياهو النقاب عن أنه يدرس فكرة الانسحاب أحادي الجانب من مناطق في الضفة الغربية لاعتقاده "أن استمرار الوضع القائم غير جيد [لإسرائيل]" ونظراً إلى أنه "لا يريد قيام دولة ثنائية القومية".
في الماضي، أكد نتنياهو أن "مفهوم الانسحابات أحادية الجانب انهار"، لكن يبدو أن ما رآه آنذاك لم يعد يراه الآن. وبطبيعة الحال، ليس هذا أول تحوّل لنتنياهو، ففي كل مقابلة أجريت معه على مدار العام الأخير، كرّر رئيس الحكومة التزامه بفكرة الدولة الفلسطينية شريطة أن تكون منزوعة السلاح وتعترف بإسرائيل، علماً بأنه في كتابه الأكثر شيوعاً "مكان تحت الشمس" شدّد على أنه لا يجوز رهن السياسة الإسرائيلية بموافقة عربية، وعلى أن الدولة الفلسطينية تشكل الخطر الوجودي الأكبر على دولة إسرائيل، وعلى أن مطلب تجريد مناطق يهودا والسامرة من السلاح لا ينطوي على أي أهمية.
ذات مرة قال موشيه دايان [وزير الدفاع الإسرائيلي السابق] إن "الحمار وحده لا يغيّر رأيه"، ولا شك في أن اليمين الإسرائيلي استوعب هذه المقولة جيداً. ونتنياهو هو النموذج الأخير للتحوّل العجيب الغريب الذي يقدم عليه كل زعيم يميني في إسرائيل بمجرّد أن يهجر موقع الديماغوجي من أجل تولي منصب تنفيذي.
مثل هذا التحوّل أقدم عليه نتنياهو سنة 2009، وقبل ذلك أقدم عليه كل من إيهود أولمرت سنة 2007، وأريئيل شارون سنة 2005. ومع هؤلاء تحوّل أيضاً عدد كبير من الساسة الإسرائيليين اليمينيين بدءاً بدان مريدور مروراً بتسيبي ليفني وتساحي هنغبي، وانتهاء بجلعاد إردان وموشيه كحلون. وكان كل واحد من هؤلاء أطلق النار على أفكار اليسار [الصهيوني]، لكنه عاد وتبناها.
كيف تحدث مثل هذه العملية؟ يمكن أن نفهم أن يقدم شخص واحد أو اثنان على تغيير رأيهما، ولا سيما في سن متقدمة، لكن ما يحدث هو أن سلسلة كاملة من الزعماء لدينا تروّج لأمور كانت حتى وقت قريب ترتزق من تمزيقها إرباً.

· وأصبح دارجاً لدى أنصار الوسط في إسرائيل إغداق الثناء على أولمرت أو شارون أو نتنياهو على "نضجهم" أو "تطورهم الفكري"، لكن الحقيقة أسوأ من ذلك بكثير، فإما أن يكون كل هؤلاء الزعماء المنتخبين يرتكبون في الوقت الحالي خطأ في قراءة الواقع، وإما أنهم قضوا معظم حياتهم من دون أن يفهموا الحقائق الأكثر بساطة مما بإمكان أي قارئ صحيفة أن يفهمها.
من هذه الحقائق مثلاً أنه لا سبيل للاستمرار في السيطرة الإسرائيلية على المناطق [المحتلة] من دون منح الفلسطينيين حقوق المواطنة وعدم التعرض للاتهام بممارسة الأبارتهايد. وهذا الواقع يوصل إلى محطتين نهائيتين فقط: دولتان أو دولة واحدة. وفي حقيقة الأمر، فإنه لم يتغيّر شيء في هذه المعادلة على مدار الأعوام الثلاثين الأخيرة على الأقل.
كيف يمكن أن نثق بزعيم مثل نتنياهو كرّس حياته كلها للقضايا السياسية، وتعلّم التاريخ، وتجوّل في شتى أنحاء العالم، والتقى الكثير من الزعماء، وقرأ التقارير الاستخباراتية، وفقط بعد أن تجاوز الستين من عمره بدأ يفهم بعض هذه الحقائق البسيطة. وبدأ مثل مبشر ديني، يشرح عبر كل ميكروفون مُتاح أن "استمرار الوضع القائم غير جيد"، وأن البديل [من الوضع القائم] هو دولة ثنائية القومية. ما الذي لم يكن واضحاً عندما قالوا له هذا سنة 2005، أو سنة 1995، أو سنة 1985، أو سنة 1975؟ وماذا يعني هذا في كل ما يتعلق بالجمهور الإسرائيلي العريض الذي يواصل انتخاب زعماء يعترفون بملء الفم أنهم على مدى حياتهم السياسية تمسكوا بالترهات؟
على الرغم من ذلك كله، ما يزال لدينا زعماء وساسة يرفضون أن يستخلصوا الدرس المطلوب. ومن بين هؤلاء الزعيم الجديد لحزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت [وزير الاقتصاد الإسرائيلي] الذي يعتقد أنه يمكن ضم معظم مناطق الضفة الغربية من دون أن يشعر العالم بذلك. ومنهم أيضاً وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الذي يكرّر أنه في إطار أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه بين إسرائيل والفلسطينيين، يجب أن يحظى الجيش الإسرائيلي بحرية العمل في تخوم الدولة الفلسطينية التي ستُقام. وثمة ساسة آخرون يعتقدون أنه إذا ما تم كبح نشاطات منظمات حقوق الإنسان فإنه يمكن تغيير الحقائق الأساسية على الأرض في المناطق [المحتلة]. جميع هؤلاء ما زالوا يبيعون الجمهور العريض أوهاماً سخيفة مثل تلك التي باعه إياها نتنياهو قبل أن يتغيّر.

حيمي شاليف، محلل سياسي

"هآرتس"، 30/5/2014

[ لم يعد أحد في الولايات المتحدة يتحدث عن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني]

· كتب الصحافي ديفيد أغناشيوس هذا الأسبوع في "الواشنطن بوست" عن لقاء مسؤولَيْن سابقَيْن عن الاستخبارات في بروكسل، الأمير السعودي بندر بن سلطان ورئيس معهد دراسات الأمن القومي عاموس يادلين [الذي شغل سابقاً منصب رئيس الاستخبارات العسكرية]. واعتبر أغناتيوس الذي أدار الجلسة أن هذا الحوار دليل على إمكانية استئناف عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية.

· وحتى لو كنا لا نشارك أغناشيوس الذي يملك مصادر جيدة في الإدارة تفاؤله، إلا أن ما قاله يستحق الاهتمام. لكن هذا ليس هو السبب الأساسي الذي جعل مقاله خارجاً عن المألوف. فمجرد أن أغناشيوس رأى مناسباً التطرق إلى مشكلات النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين حتى وإن بصورة غير مباشرة، جعل مقاله استثنائياً في ظل الهدوء الغريب والصمت المطبق السائدين حول هذا الأمر.

· فالرئيس أوباما لم يذكر عملية السلام في خطابه الطويل الذي ألقاه في وست بوينت يوم الأربعاء. أما وزير الخارجية جون كيري الذي أجرى في صباح اليوم عينه ثلاث مقابلات تلفزيونية، فإنه لم يأت على ذكر كلمة إسرائيل مرة واحدة. ويبدو كما لو أن الرجلين كل بدوره، قفز من مكان عال إلى بركة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، واكتشفا أن هذه البركة ليس فيها ماء. وأصيب كلاهما بضربة مؤلمة سياسية وشخصية، يفضل كلاهما عدم الحديث عنها علناً، إذا لم تكن ضرورة إلى ذلك.

· بيد أن تصفح مقالات الرأي والتعليقات التي نشرت في الفترة الأخيرة في الصحف الأميركية، يُظهر أن صُناع الرأي يحافظون هم أيضاً على الصمت. لقد خسر أوباما منذ وقت طويل الحصانة الإعلامية التي كان يتمتع بها، حتى لدى وسائل الإعلام التي تعتبر يسارية. وهو يتلقى يومياً سيلاً من الشتائم بسبب سياسته حيال روسيا، والصين، وأوكرانيا، وسورية، والربيع العربي، والمفاوضات مع إيران، وفي تحديد مكان الفتيات اللواتي خطفن في نيجيريا.

· لكن المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية ومحاولة كيري الفاشلة إحيائها، ونُحيّتا جانباً، وخاصة فيما يتعلق بمحاولة معرفة من المسؤول عن هذا الفشل وما هو سببه. لكن هذا الابتعاد عن تناول الموضوع في الإعلام والسياسة، لا يشمل اليمين المحافظ. فبالنسبة إلى ممثلي اليمين الراديكالي وصّناع الرأي العام هناك، الفلسطينيون هم المتهمون سلفاً بإفشال المفاوضات، وإسرائيل على حق بصورة كاملة.

· إن تأييد اليمين الجمهوري المطلق لإسرائيل لا يعود فقط إلى نفوذ الإنجيليين أو ملايين شيلدون [الميلونير الأميركي أدليسون شيلدون]، بل إلى تحول هذا التأييد إلى عقيدة جامدة وبند أساسي في إيمانهم مثل معارضتهم الإجهاض والرقابة على السلاح.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: