Wednesday, March 22, 2017

حزب الله والحرب المالية الناعمة(2):كشف المستور وحقيقة الازمة.

 حزب الله والحرب المالية الناعمة(2):كشف المستور وحقيقة الازمة.
نتيجة بحث الصور عن بلال مشلب

اعداد:بلال مشلب
وكالة نيوز
#مقدمة:
رغم كل الحملات التي شنها الغرب واعوانه من عقوبات ممنهجة الى حملات دعائية مروراً بضرب مصادر حزب الله المالية المفترضة واتهامه بالاتجار بمواد مخالفة دولياً،سنقدم اليكم الجزء الثاني من تقريرنا والذي يسلط الضوء على آراء محللين ومواقع الكترونية تضحد ادعاءات الغرب والصهاينة ومن يقف امامهم من مؤسسات اعلامية خليجية ولبنانية،وتبيان حقائق الامور حول الازمة المالية المزعومة لحزب الله.
#موقع الرأي في  4-2-2017
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر مقتطفات من كلام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي ايزنكوت في استعراض تقدير الوضع تجاه الجبهة الشمالية (لبنان وسوريا).
ولم تكتفِ السلطات الإسرائيلية بكلام يزنكوت، بل عمدت ومن خلال خطوة مدروسة إلى نشر كلام مشابه لما قاله ايزنكوت عن “أزمة حزب الله”، ولكن على لسان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، هرتسي هليفي.
1-ازمة حزب الله:
تحدّث ايزنكوت في مقتطفات الرقابة العسكرية عما وصفه بـ”أزمة معنويّة” لدى حزب الله، وكذلك “صعوبات مالية”.
الخطوة المدروسة تبعتها خطوة مماثلة صدرت عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، هرتسي هليفي، الذي زاد على كلام ايزنكوت قائلاً: “إن حزب الله لا يدفع رواتب عناصره، كما أن العناصر يتركون صفوف الحزب للهجرة إلى خارج لبنان، فيما بيئة حزب الله ممتعضة من تدخله العسكري في سوريا، وكذلك فإن عديده يعاني من شيخوخة، ومن بينهم أعمار تصل إلى 60 عاماً، لأن عناصره من الشباب يفرون ويهاجرون إلى خارج البلاد”.
2-حقيقة الأزمة
لا نعتقد بصحّة الجزء الأكبر من الكلام الإسرائيلي الجديد الذي ينطلي على أهدف سنسردها في ثنايا هذا المقال، ففي حين سلّمنا بوجود ضائقة مالية، لا ترقى إلى مستوى الأزمة في نظر الكثير من المحللين، لا ندري أين هي “الأزمة المعنوية” التي تحدّث عنها ايزنكوت، لعلّه أخطاء الوجهة بسبب صاعقة” مراقب الدولة”.
وأما فيما يتعلّق بكلام هليفي “السخيف” نقول أن هناك عشرات، وربّما مئات، الرسائل تصل من أمهات الشهداء للسيد نصرالله بغية السماح لإبنهم المتبقي الوحيد، بالذهاب إلى سوريا، إلا أنه لا يوافق عليها، مقابل عدم وجود ولو حتى رسالة يتيمة تطالب بالعكس.
وأمّا فيما يتعلّق بعدم دفع الرواتب، حصل تأخر في دفعها في الشهر الأخير من العام الماضي لثلاثة أيام فقط، حيث من المعتاد أن تعمد المؤسسات الكبرى على إجراء “جردة سنويّة” في تلك الأيّام، وربّما كانت في هذا الإطار باعتبار أن الحزب لم يكشف حقيقة الأمر.
الهجرة غير صحيحة أبداً، بل على العكس تماماً هناك المئات من اللبنانيين عادوا خلال الأشهر الماضية من بعض الدول الأفريقية بسبب الأزمات المالية هناك (أنغولا، الكونغو..)، من يعرف صديق لبناني فليهاتفه ويسأله عن القضيّة.
وأما الكذبة الكبرى هي الشيخوخة التي تحدّث عنها، فمن خلال إجراء جردة لشهداء حزب الله في سوريا تتضح حقيقة الأمر. نحيل هليفي إلى التقرير الذي صدر قبل أشهر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو مركز معروف بقربه من الكيان الإسرائيلي، والذي رصد شهداء حزب الله.
نعم، هناك جملة من الأمور التي قد تساعد السلطات الإسرائيلية على الترويج لأكاذيبها وهي التشكيلات التنظيمية الجديدة لحزب الله، والتي تحدّث عنها الإعلام قبل فترة دون أن يؤكّده الحزب أو ينفيها، واستغلّتها بعض وسائل الإعلام الداخليّة المحسوبة على السعودية للترويج لأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان.
3-الأهداف
بعد أن اتضحت حقيقة الأزمة المزعومة، لا بدّ من الوقوف ولو بشكل مقضتب على الأهداف الإسرائيلية، وهنا تجدر الإشارة إلى التالي:
أوّلاً: هناك جزء كبير من هذا النوع من الكلام يختصّ بالداخل الإسرائيلي، ويندرج تحديداً في إطار المناكفات السياسيّة في الداخل الإسرائيلي. بعبارة أخرى، هناك مسعى إسرائيلي للتقليل من تداعيات تقرير مراقب الدولة، شمالاً باتجاه حزب الله، خاصّة أنّه تحدّث عن نكسة “المعلومات الاستخباريّة” التي تتولّاها شعبة الاستخبارات العسكرية. هذا المسعى يأتي بخلاف دراسات إسرائيلية تتحدّث عن فشل استراتيجي، وهو ما أكدّه نفتالي بينيت وزير التعليم الإسرائيلي زعيم حزب “البيت اليهودي” الذي يعدّ المستفيد الأكبر من “تقرير المراقب” في إطار حربه السياسيّة مع نتنياهو.
ثانياً: يأتي هذا الكلام بعد فترة وجيزة على تهديدات السيد نصرالله بقصف المنشآت النووية في أي حرب مقبلة، خاصّة أنّها أثارت ضجّة غير مسبوقة في الداخل الإسرائيلي. السلطات الإسرائيلية حاولت تلافي أي تبعات إضافيّة عبر شنّ حرب نفسيّة معاكسة تهدف لرفع المعنويات في الداخل الإسرائيلي، خاصّة أن التصريحات الجديدة تزامن مع تقارير “استعراض القوّة” الإسرائيلية والتي روّجت لـ”الانتصار والحسم” في الحرب المقبلة، في مواجهة حزب الله.
ثالثاً: يتقاطع هذا الكلام بشكل كبير مع ما تروّج له العديد من وسائل الإعلام الخليجية، أو تلك المحسوبة عليها في الداخل اللبناني، وخاصّة تلك التي وقعت في فخ التحليلات الفارغة المضمون عن إطلاق”هيئة دعم المقاومة الإسلامية” مشروع “تجهيز مجاهد”، رغم أنّ هذا الأمر قائم منذ سنوات عدّة في إطار المشاركة الرمزيّة في المواجهة والنصر.
في الخلاصة، يبدو واضحاً أن الكلام الإسرائيلي الجديد يندرج في إطار الحرب النفسيّة. قد لا ينكر أحد وجود ضائقة، وليس أزمة، مالية لدى حزب الله، خاصّة في ظل المصاريف الكبرى التي تطلّبها الحروب، إلا أن كل ما عدا ذلك فقاعات إعلاميّة لا أكثر.
#آراء المحللين حول الازمة:
قال الكاتب والمحلل السياسي، نسيم خوري: “هناك حملات فعلية تجمع التبرعات لصالح مجهود حزب الله العسكري”، مضيفا: “لا يمكننا التكهن بحجم المردود وقياسه إلى الحملات السابقة، في ظل تصويب العين العالمية إلى الحزب وتحركاته، خاصة بعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، والمعروف بمواقفه تجاه إيران وحزب الله، على إيقاع التحريض الإسرائيلي”، على حد تعبيره.
وقلّل خوري، في حديث لـ”عربي21”، من أهمية الحملة على حزب الله، وقال: “هناك توازن رعب موجود الآن بالمعنى العسكري، وهو شبيه بالتوازن الحاصل في الملف النووي الإيراني”.
وحول إمكانية عودة حمّى الخلافات بين القطاع المصرفي اللبناني وحزب الله، قال خوري: “الموضوع ليس جديدا، والكل يدرك أبعاد هذا الخلاف وانعكاساته على المشهد اللبناني”، مشيرا إلى أن “حاكم مصرف لبنان تمكن من كبح جماح الخلاف”.
واعتبر خوري أن “محاولة إيقاظ هذا الخلاف ستصب في إطار جو عام ملبد أصلا، وليس بالضرورة أن يكون المقصود حزب الله”، كما قال.
وكان مصرف لبنان أكد مرارا مضيه في تطبيق العقوبات الدولية، وبأنه لا يمكن أن يفرط بما يعتبره إنجازا يحصّن الاقتصاد اللبناني والليرة اللبنانية؛ من هزّات عنيفة كانت ستصيب لبنان لو لم يستجب للاستراتيجية المالية العالمية.
من جهته، استبعد الخبير الاقتصادي، هاني وزنة، لـ”عربي21”، حصول “خلافات جديدة بين حزب الله والقطاع المصرفي، على اعتبار أن الحديث يدور الآن حول قانونية التمديد لهيئة القطاع المصرفي، الممثلة بحاكم مصرف لبنان من عدمها”.
ونفى وزنة حصول سجالات جديدة بين الطرفين مؤخرا، وقال: “السجالات بين المصرف وقيادات الحزب تكون عند فرض عقوبات مصرفية خصوصا الأمريكية منها، وحاليا لم يصدر المزيد من العقوبات التي قد تفتح أبواب السجالات من جديد”.
وأشاد وزنة بدور حاكم مصرف لبنان، وقال: “لعب حاكم مصرف لبنان عام 2016 على احتواء الأزمة، وإيجاد مخارج في ظل توتر العلاقة بين القطاع المصرفي وحزب الله”.
وعن تاثيرات العقوبات الأمريكية على حزب الله، أكد وزنة أن “التأثيرات تأتي عبر بيئة حزب الله وليس بشكل مباشر عليه؛ لأن حزب الله خارج النطاق المصرفي الرسمي، ونشاطاته المالية تكون إمّا نقدية، أو عبر إجراءات دقيقة تتجاوز العقوبات المفروضة عليه”، كما قال.وشدد وزنة أن “التأثيرات استهدفت بيئة حزب الله بشكل كبير، من مناصرين ومؤسسات اجتماعية وثقافية وإغاثية، وغيرها”.
وحول هدف جمع حزب الله للتبرعات من بيئته، اكتفى وزنة بالإجابة بأن “الموارد المالية لحزب الله خارجية وتاتي تحديدا عبر إيران”، من دون أن يتطرق إلى مغزى جمع التبرعات المالية لصالح المجهود الحربي للحزب.
وبحسب مصادر مطلعة أكدت أن كل الأحاديث عن قيام الحزب بتعويض أزمته المالية عن طريق التبرعات غير دقيق، إذ إن كل التبرعات التي يحصل عليها الحزب من عامة الناس تعتبر متواضعة أمام حاجة الحزب المتزايدة بإستمرار.
وترى المصادر أن حملات التبرعات هي نشاط سنوي يقوم به الحزب عبر أجهزته المختصة منذ سنوات طويلة، وإذا كانت الحملات تتطور سنوياً فهذا التطور منسجم مع تطور قدرات الحزب الدعائية والإعلامية.
وتشير المصادر إلى أن التبرعات تساهم في زيادة الإرتباط بين الناس والمقاومة، إذ تشعرهم بأنهم جزء منها ومساهمون في إنتصاراتها.
#حزب الله والحملة:
لم يكن الحزب عنيفاً في ردود افعاله حول هذه الازمة بل اكتفى ببعض الردود الاساسية التي تنفي كل ما يقال ويحاك ضد الحزب ومؤسساته.وجاءت ابرز الردود على لسان الامين العام للحزب حيث نفى بشكل قاطع تورط الحزب باعمال مخالفة للشريعة (الاتجار بالمواد المحرمة شرعاً كالمخدرات وما شاكل).ومن ناحية اخرى نفى تعرض الحزب او حتى تضرره من العقوبات الامريكية لان الحزب بحسب تعبير السيد نصرالله لا يتلقى تمويله من البنوك بل تاتي ميزانياته عبر وسائل خاصة غير مصرفية.وكان الحزب منذ تاسسه محتاطاً بهذا الخصوص.
لم يعبأ الحزب كثيراً بما يقال واكتفى بهذا القدر من التصريحات.اما اذا قدمنا تحليلا منطقياً اضافة لما ذكرناه مسبقاً ومن خلال الاقتراب من البيئة الحاضنة للحزب وللمصادر المقربة،نرى بان سياسات الحزب في تحصبل اادعم وحملاته التي تم التركيز عليها مؤخراً ليست بجديدة.فكل مؤسسات دعم الحزب هي قديمة التأسيس.فمع انطلاقة الحزب اسس ما يسمى بهيئة دعم المقاومة الاسلامية والتي تقوم بجمع الاموال من قاعدة الحزب الشعبية والمتمولين المحبين لهذا الحزب منذ الاعوام الاولى لانطلاقه.
اما في ما يخص الدراسة الاسرائيلية حول تململ المقاتلين وفرارهم وشكاوى عوائلهم وعوائل الشهداء فلم تكن سوى حرباً نفسية لاحباط معنويات القاعدة الشعبية للحزب وكل ما ورد عن النقص الحاد في الافراد والقوات البشرية وهروب العديد من المقاتلين وان الحزب يعاني من النقص العددي جاء انتصار الحزب والجيش العربي السوري في معركة حلب الاخيرة خير دليل على الوضع العسكري الثابت وغير المتذبذب للحزب.وفي موضع اخر وجه الحزب رسالة واضحة وصريحة لكل اعدائه خلال تنفيذه لعرض عسكري احترافي عالي المستوى لقوات النخبة في منطقة القصير الحدودية،تخلله عرض آليات وافراد من القوات الخاصة.
#خاتمة:

لا شك ان الحملة التي تعرض لها حزب الله حملة مدروسة وربما لاقت نتيجة محدودة في وضعية الحزب المالية لكنها لم تكن بمستوى التاثير العالي المرسوم لها.حيث اثبتت السنوات الماضية قوة الحزب على الصعيد المالي حيث ان الحظر الامريكي الدولي المالي والمصرفي عليه لم تنجح.فمصادر تمويل الحزب الخاصة والسرية كشفت عدم اعتماده على مصادر التمويل المصرفي.كما ان حملة التمويل والتبرع التي برزت في الفترة القادمة لم تكن وليدة لحظة او ظرف مالي صعب،انما وبحسب ما بينا انها مصادر نشات مع الحزب منذ تاسيسه.اما ما يشاع عن تقاعس مقاتليه وضعف البنية العسكرية،ليس بالامر الواضح تماماً،بل اثبت العكس لانه وبظل ذروة الحملة الاعلامية حقق الحزب انتصاراً استراتيجياً في حلب رفقة الجيش السوري والحلفاء وكل الاوساذ تدرك اهمية مشاركة الحزب في هذه المعركة على الرغم من العدد الكبير من الشهداء الذين سقطوا ولم يخفي الحزب ذلك ابداً بل شيعهم في قراهم على الملأ.كذلك هو حال شبكات تجارة المخدرات وغيرها التي تم كشفها وادعاء اتصالها بالحزب لم تؤثر ابداً في بنية الحزب.ولكن في النهاية لا بد من الاشارة وبراي خاص ومحايد وبتحليل منطقي لمجريات الامور ان منظمة بحجم حزب الله والتي تخوض معارك دولية ضد الارهاب والمشروع الغربي ليس بالامر المستبعد تعرضه لزيادة الضغط المالي على بنيته ومؤسساته كافة بعد اتساع حجم مسؤولياته.ومن الطبيعي ان يعتمد سياسات تقشقية وتظهر علناً.حيث ان دولاً بكل مقوماتها تتعرض للضغوط والظروف المالية الصعبة التي من شانها ان تؤدي بالدولة لاتباع سياسات تقشفية لتغطية الازدياد بالنفقات فكيف بمنظمة وحزب محلي تحولت ادواره الى الاقليم؟وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو انه الى اي مدى ستبقى هذه الحملة الدولية؟وبعد ان اثبتت عدم فاعليتها بوجه الحزب وقاعدته الشعبية..هل يلجأ محاربي الحزب الى تغيير سياساتهم واسلوب حربهم ومعركتهم تجاه الحزب؟
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: