Sunday, March 26, 2017

روسيا بين الهدن الفاشلة والإحداثيات الخاطئة ؟!

روسيا بين الهدن الفاشلة والإحداثيات الخاطئة ؟!

لعل المتابعون لمجريات الأحداث في سوريا باتوا يدركون طبيعة مشهد الحرب هناك بكل تفاصيله وأصبحت بعض الأحداث مكررة من حيث الشكل والمضمون ؟ خصوصا ما يتعلق بتداعيات اي هدنة يطلقها الجانب الروسي منذ ان دخل مباشرة في العمليات العسكرية أواخر عام ٢٠١٥ ؟
فبعد تجارب الحاضر والخلصة والعيس والزبداني وشرق حلب وتدمر وغيرها من المناطق التي دفع فيها محور المقاومة ثمنا كبيرا من الشهداء والجرحى نتيجة هدن لم تقدم اي مكسب يذكر بمواجهة الإرهابيين بل على العكس آعطتهم فرص مجانية لتحصين مواقعهم واستجماع قوتهم وتوحد صفوفهم على حساب الجيش السوري والحلفاء؟ وحتى الان تبدو هذه الهدن التي يطلقها الروسي بشكل غير محسوب تقع في خانة التردد والخوف والحسابات الروسية الخاطئة بين موسكو وأمريكا والدول المعادية للنظام السوري
وهذا ما حصل في الآونة الأخير بحماة وجوبر المتاخمة للعاصمة السورية حيث شنت جبهة النصرة وحلفاءها هجوما واسعا على هذه المحاور وكادت تصل الى عمق العاصمة لولا تدخل الجيش والحلفاء بشكل حازم وحاسم أوقف نوعا ما هذه الهجمات التي يمكن ان تعود باي لحظة ؟ والمستغرب بهذا السياق ان الجانب الروسي خاض اعنف العمليات العسكرية الجوية والصاروخية ضد الإرهابيين في المناطق البعيدة عن العاصمة مئات الكيلو مترات فيما لم يقم باي عمل يذكر في ريف دمشق والمناطق المتاخمة لها رغم حساسية وإستراتجية حماية العاصمة من هذا الخطر مع العلم ان حي جوبر والقابون ومناطق الريف الدمشقي هي أصغر بكثير من مناطق تم تحريرها في الشمال السوري ؟!
والجديد في هذا السياق فيما خَص الدور الروسي ما ارتكبه مؤخرا من اخطاء عسكرية حسب وصف الدولة السورية ؟ عبر استهداف الطيران الروسي ولأول مرة منذ تدخله في العمليات العسكرية مواقع حساسة للجيش السوري في ريف حماة الشمالي وجبل زين العابدين أدت الى استشهاد عشرات الجنود السوريون وتعتبر هذه المناطق خط اشتباك عنيف بين الجيش والمجموعات المسلحة
وهنا تطرح تساؤلات عن تخبط في الدور الروسي على ارض الميدان في هذه المرحلة الأدق والمفصلية بالحرب السورية والتوتر العالي بين محور المقاومة وبين أمريكا وإسرائيل وحلفاءهم ، ولعل المستغرب بهذا الامر فشل روسيا الغير مبرر بالرصد الذي أتاح للمجموعات المسلحة إعداد قواتها وعتادها بشكل كبير للهجوم على حماة وجوبر وقبلهم تدمر ؟! كذلك الحديث عن اخطاء عسكرية يرتكبها الروس تستهدف الجيش السوري بذريعة احداثيات خاطئة تطرح علامات استفهام كبيرة حول الدور الروسي وما اذا كان يدخل في تسويات بعيدة عن مصلحة الدولة السورية ومحور المقاومة ؟ أم انها اخطاء تقنية تحتاج الى تحصين استخباري من قبل الروس ومحور المقاومة ؟ وعليه تبقى هذه التساؤلات رهن تطورات الميدان في الأيام المقبلة ..؟!
عباس المعلم - اعلامي لبناني


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: