عندما يتحول ترامب الى مسرب وكيليكس ؟؟!
ما كنا نضعه قبل أسابيع بموقع التحليل السياسي ، اصبح اليوم مؤكدا بل تجاوز التاكيد ليصل الى حد اليقين وأكثر
فمن تابع مقابلة الرئيس الامريكي ترامب المتلفزة بالصوت والصورة وبالترجمة لكل اللغات يكتشف سريعا ان هذا الرجل قد يكون الرئيس الامريكي الوحيد الذي بلغ حد مصارحة ومكاشفة سياسية واقتصادية لإدارته بكل الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية لم نراه باي رئيس أمريكي اخر
قال بوضوح من دون اي دبلوماسية او التفاف او مسايرة ، وضعنا شروط على النظام السعودي للقبول بان تبدأ جولتنا الخارجية من الرياض ابرزها عقد صفقات سلاح معنا تفوق ٢٠٠ مليار دولار واستثمارات سعودية في النفط والغاز والإعمار أوجدت آلاف فرص العمل للشركات والمواطنين الأمريكيين ؟ ولو تم رفض هذه الشروط لما قمت بزيارة السعودية على الإطلاق
اما في الموضوع القطري والازمة الخليجية قال ترامب ان القاعدة العسكرية الامريكية بالدوحة ستبقى طالما ان القطريون يتولون الإنفاق عليها وعندما تبلغنا الدوحة انها لا تريد ابقاء هذه القاعدة سنبحث عن مكان اخر لها في المنطقة يوفر الإنفاق عليها ، وتابع حول الأزمة الخليجية بالقول اننا اتفقنا مع قطر على عدم دعمها الاٍرهاب وإقامة تعاون مشترك بهذا الخصوص تموله الدوحة بالاضافة الى إعطاء أمريكا أموال بشكل دوري من الصندوق السيادي القطري مقابل ان نضمن للدوحة أمنها وعدم اعتداء جيرانها عليها
بالمحصلة كانت هذه المقابلة تستحق المتابعة الحثيثة لما تحمل من وضوح في عمل الادارة الامريكية في المنطقة ويمكن وصفها بالدسمة من ناحية وضوح ترامب في مقاربته لكل الملفات وأسلوب التعامل معها ولم نعد بحاجة لانتظار وكيليكس جديد يفضح المستور بتعامل أمريكا مع حكام المنطقة خصوصا أنظمة الخليج
كما يمكن لنا ان ندرك اكثر عقلية ترامب وادارته المرتكزة اولا وأخيرا على الصفقات المالية الكبرى للعمل في الأزمات السياسية والعسكرية الدائرة اليوم في منطقتنا وان جل أهداف هذه الادارة هو تثبيت قاعدة توفير الحماية الامريكية لأي نظام تبدأ وتنتهي بدفع الأموال حصرا للخزانة الامريكية مهما كان شكل هذا النظام ليبرالي اواشتراكي او راديكالي او داعشي او يلبس ربطة عنق او عباءة او يعبد الله او الشيطان ..
عباس المعلم - اعلامي لبناني
Posts
0 comments: